سؤال وجواب

قصة-النبي-لوط-للأطفال


قصة النبي لوط للأطفال

إنّ قصة النبي لوط -عليه السّلام- قصّة عظيمة، فيها من العبرة والموعظة الكثير، وهي قصة حدثتْ في قديم الزمان في مكان يُسمّى "سدوم"، ومنطقة "سدوم" هذه تقع في دولة فلسطين الحالية، وقد أرسلَ الله تعالى النبي لوط -عليه السلام- إلى من يسكنون في "سدوم"، وأمرَه الله تعالى أن يدعوهم لعبادة الله -عزّ وجلّ- تمامًا كما دعا سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- أهل قريش إلى عبادة الله ودخول الإسلام.

وما كانَ من النبي لوط -عليه السّلام- إلّا أن دعا الناس الذين يسكنون في منطقة "سدوم" إلى عبادة الله، وأمرهم أن يتقوا الله ويعبدوه خيرَ العبادة، وأخبرهم أنه رسول من الله تعالى، وأنّه يدعوهم إلى عبادة الله لكي يجتنبوا غضب الله تعالى وعذابه الأليم، وقد كانَ هؤلاء الناس الذي يسكنون منطقة "سدوم"، يقومون بعمل لا يُرضي الله -سبحانه وتعالى- وهذا العمل يؤدي إلى غضب الله -عزّ وجلّ- فهم لا يتّبعون فطرة البشر الطبيعيين حيث أنّ رجال "سدوم" لا يتزوجون من النساء، بل كانَ رجالهم يتزوجون من الرجال، وهذا عمل لا تألفه ولا ترغب به النفس البشرية السليمة، وهو عمل يُغضب الله تعالى، وهذه القصة وردت في القرآن الكريم تحديدًا في سورة الأعراف، قال تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ *إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ" [١]، ووردت هذه القصة أيضًا في سورة العنكبوت، قال تعالى بعد أعوذ الله من الشيطان الرجيم: "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" [٢]، وقد حذّر النبي لوط -عليه السّلام- قومَهُ من زواج الرجال من الرجال، وأخبرهم أنه عملٌ سيءٌ يسبب غضب الله تعالى وعقابه الأليم، وما زال يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى، ولكنّهم كانوا قومًا ظالمين يستهزئون بكلام النبي ويقابلونَ كلامه بالسخرية والاستخفاف، حتّى أنَّهم حاربوا النبي لوط -عليه السّلام- وأصبحوا يجبرونه مع من آمن بالله، أن يخرجوا من المدينة -مدينة سدوم-، فدعا النبي لوط ربّه أن ينجيه من هؤلاء القوم الظالمين الذي يرتكبون ذنوبًا لم يرتكبْها أحد من قبلهم.

ولكنَّ النبي لوط -عليه السلام- لم ييأسْ، وأصرَّ على أنْ يستمرَّ في دعوتهم إلى التوبة عن أفعالهم ويستمرَّ في دعوتهم إلى أن يتزوجوا من النساء التي خلقها الله تعالى للزواج، وأن يكفّوا وينتهوا عن زواج الرجال من الرجال، ولكنّهم رفضوا وأصرّوا على ذنبهم وما تابوا عنه أبدًا، فبعث الله تعالى إلى النبي لوط ملائكة من السماء تطمئنه وتؤيّده وتنكر ما يفعل أهل "سدوم" من ذنوب وكبائر، وقالوا للنبي لوط -عليه السلام- إنَّ الله تعالى سيعذب أهل هذه القرية عذابًا أليمًا لأنّهم أصروا على ذنوبهم ولم يتوبوا عنها والله تعالى قادر على كلِّ شيء، وقد حصلَ ما قالته الملائكة للنبي لوط، فقد أرسل الله تعالى على قوم "سدوم" عذابًا أليمًا، فأرسل عليهم حجارة من سجيل ودمر المدينة بقوتِه -سبحانه وتعالى- تدميرًا.

ولا شكَّ أنّ هذه القصة تحمل من الدروس الأخلاقية الكثير، فهي تؤكد على ضرورة اتباع أوامر الله تعالى، وتجنّب غضَبِهِ وسخطِهِ وعذابهِ، وبيّنت وظيفة الأنبياء الذين يرسلهم الله تعالى على القوم الكافرين الظالمين ليدعونهم للهداية والصلاح رحمةً من الله سبحانه وتعالى وهداية للعالمين. [٣]

المراجع[+]

  1. {الأعراف: الآية 80-81}
  2. {العنكبوت: الآية 28-29}
  3. قصة لوط عليه السلام في القرآن, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 11-11-2018، بتصرُّف