سؤال وجواب

قصة-النمرود-بن-كنعان


النبي إبراهيم عليه السلام

إبراهيم بن تارخ -آزر كما ورد اسمه في القرآن- بن ناخور، وينتهي نسبه بنوح -عليهما السلام- وكان يُلقب بأبي الضيفان لكثرة استقباله للضيوف وإكرامه لهم، وقد اختُلف في مكان ولادته وأرجح الأقوال في بابل من أرض العراق، نشأ مسلمًا مؤمنًا بالله تعالى نابذًا لعبادة الأصنام، وتكرر ذكره في القرآن الكريم ثلاثًا وستين مرةً، وسُمّيت سورةٌ من سوره باسمه لتكريم خليل الرحمن وأبو الأنبياء، وقد نافح عن دعوة الحق بكل صبرٍ وثباتٍ في وجه ملك الرافديْن في زمنه النمرود بن كنعنان وهذا المقال يسلّط الضوء على القصة التي جمعتهما معًا.

النمرود

النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح -عليه السلام- واحدٌ من أعْتى ملوك الأرض وأكثرهم استكبارًا فيها إذ ادّعى الألوهية من دون الله تعالى، فقال لقومِه أن لديه القدرة على الإحياء والإماتة، وهو واحدٌ من أربعة ملوكٍ جاء القرآن الكريم على ذِكرهم كما أنّه أول من وضع التاج على رأسه، وكانت له مع نبي الله إبراهيم -عليه السلام- قصةً أثبتها القرآن الكريم في سورة البقرة. [١]

قصة النمرود بن كنعان

ملك بابل وبلاد الرافديْن وحاكمها لمدة أربعمائة سنةٍ حكمًا استبداديًّا مؤثرًا الحياة الدنيا وزينتها على الدار الآخرة، وكانت بداية قصته مع إبراهيم -عليه السلام- حين سأل ملك بابل إبراهيم -عليه السلام- وهو يأخذ من الثمار من ربك؟ فأجابه: ربي هو الذي يحيي ويميت بينما كانت إجابات الناس: أنت ربنا، وهذا السؤال تطور إلى مناظرةٍ جمعت بينهما، إذ قال النمرود: أنا أحيي وأميت؛ وفسّر ذلك بقدرته على العفو عن رجلٍ وإنزال عقوبة الموت برجلٍ آخر؛ فالأول وهبه الحياة والثاني سلبه إياها من وجهة نظره، فاختار إبراهيم -عليه السلام- دليلًا آخر للمناظرة وهو الشمس، فقال لملك بابل: من سنن الله في الكون أن تطلُع الشمس من مشرقها فإت بها -وأنت من ادعيت القدرة على الإحياء والإماتة- بها من المغرب هنالك أُسقط في يده وعجز عن الرد والكلام وأصر على الكفر والعصيان على الرغم من إقامة الدليل والحجة بالعقل والمنطق، وأعدّ جيوشه لقتال المؤمنين فسلَّط الله عليهم جيشًا من البعوض غطى عين الشمس وأكلت أجسادهم ولحومهم ودخلت واحدةٌ منها في أنف الملك الجبار سببت له الألم الشديد ولم تخرج حتى قضت عليه ومات بسببها حتى أنه كان يضرب رأسه بالمطارق كي يخفف من حدة الألم المستمر. [٢]

مضامين قصة النمرود بن كنعان

ملك بابل واحدٌ من الملوك الذين ذُكِروا في القرآن الكريم، وقال عنهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ضمن الملوك الكافرين لإدعائه الربوبية والألوهية وإصراره على الكفر على الرغم من إقامة الدليل القاطع عليه، كما تضمّنت القصة الآتي: [٣][٢]

  • العناد والإصرار على الرأي أحد أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة.
  • نهاية كلّ متعالٍّ ومستكبرٍ في الأرض تكونُ بأبسط الأمور في إيماءةٍ إلى أنّ الإنسان لا يملك من أمر نفسه شيئًا.
  • الموت نهاية كل الناس غنيهم وفقيرهم سيدهم وعبدهم والدار الآخرة دار الحساب والجزاء فلا داعي للاغترار بالدنيا وزينتها.
  • المناظرة أمرٌ لا بأس به في إقامة الحُجّة، وفي التعليم وبيان تَضادّ الآراء بشرط ألّا تتحوّلَ المناظرة إلى الجدل المَنهيّ عنه في الإسلام.
  • التأكيد على أنّ الله هو خالق الكون ومُسيره وهو المُحيي والمميت.
  • القرآن الكريم أتى على ذِكر مَلِكيْن مؤمنيْن هما: سليمان -عليه السلام- وذو القرنيْن، وآخرين كافريْن هما: ملك بابل وبختنصر في إيماءةٍ إلى وجود الخير والشر والكفر والإيمان حتى قيام الساعة.

مواضع ذكر النمرود في القرآن الكريم

جاء ذِكر النمرود في القرآن الكريم في معرض الحديث عن المناظرة التي دارت بينه وبين إبراهيم -عليه السلام- في سورة البقرة دون ذِكر اسمه صراحةً قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [٤][٣].

المراجع[+]

  1. تاريخ الطبري نمرود بن كوش،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-11-2018، بتصرف
  2. ^ أ ب قصة سيدنا إبراهيم والنمرود،,  "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرف
  3. ^ أ ب تفسير الطبري سورة البقرة،,  "www.quran.ksu.edu.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرف
  4. {البقرة: الآية 258}