سبب-نزول-سورة-المطففين

سورة المطففين
إنَّ سورة المطففين واحدة من السور المكية، أي من السور التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلت بعد سورة العنكبوت، وهي من المفصل، ويبلغ عدد آياتها 36 آية، وهي السورة الثالثة والثمانون في ترتيب المصحف، حيث تقع في الجزء الثلاثين وفي الحزب التاسع والخمسين، وهي سورة لم يذكر فيها لفظ الجلالة قط، وهذا المقال مخصّص للحديث عن سورة المطففين من حيث سبب نزولها وسبب تسميتها وفضلها.
سبب تسمية سورة المطففين
تختلف أسماء السور القرآنية، وتختلف أسباب تسمية هذه السور بهذه الأسماء وفق معايير خاصّة بكل سورة، فسورة البقرة وسورة الكهف وسورة الروم هي سور قرآنية سُمِّيت بأسمائها؛ لأنها تضمّنتْ قصة معينة في آياتها فُسمِّيت باسم هذه القصة تيمُّنًا بها، ولأنَّ هذه القصة هي محور السورة القرآنية التي سُمِّيتَ باسمها في الغالب، وبعض السور القرآنية تُسمّى بكلمات تَـرِدُ في مطالع هذه السور، وهذا فيما يخصُّ عددًا كثيرًا من سور الكتاب كسورة النجم على سبيل المثال، وسورة القارعة، وسورة الواقعة، وهذا هو ذات السبب الذي سُمِّيت سورة المطففين باسمها لأجلِهِ، فهذه السورة تبدأ في الآية الأولى بذكر المطففين، قال تعالى: "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ" [١]، والمطففين هم الذين ينقصون الناس، ويبخسونهم حقوقهم في مكاييلهم إذا كَالُوْهُمْ، أو موازينهم إذا وزنوا لهم، والله تعالى وأعلم. [٢]
سبب نزول سورة المطففين
إنَّ أسباب نزول الآيات القرآنية تختلف باختلاف الحادثة والمكان والزمان الذي نزلت به كلُّ سورة، فعِلم أسباب نزول الآيات والسور علم كبير، وجدير بالذكر أن هناك في القرآن الكريم بعض الآيات التي لم يرد في حقِّها أي سبب نزول، وبالتخصيص في سبب نزول سورة المطففين فإنَّه مما وردَ في أسباب نزول هذه السورة ما يأتي:
- جاء عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "لما قدم النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- المدينةَ كانوا من أخبث الناس كَيلًا، فأنزل الله تعالى: "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ" [٣]، فأحسنوا الكيل بعد ذلك" [٤].</span>
- قال القرظي: "كان أهلُ المدينةِ تُجَّارًا يُطفِّفونَ، وكانتْ مُبايَعتُهمُ المنابَذَةُ والملامَسةُ والمخابَرَةُ، فنزلتْ فخرج -رسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقرأها عليهِمْ" أي نزلت سورة المطففين وقرأها رسول الله على التجار، وهذه رواية ضعيفة وذكرُها هنا للاستئناس لا غير. [٥]
</ul>
فضل سورة المطففين
إنَّ فضل سورة المطففين من فضل سائر القرآن الكريم، وفضل تلاوتها من سائر فضل تلاوة سور الكتاب، وقد جعلَ الله تعالى لمن يتلو كتابَهُ فضلًا عظيمًا، وقد ورد هذا في قولِهِ سبحانه وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ" [٦]، ولأن هذه السورة جزء لا يتجزأ من كتاب الله الحكيم فإنَّ فضلها عظيم وتلاوتها عبادة وأجر وثواب من الله تعالى. [٧]
ولا شكَّ أنّ الناظر في تفسير هذه السورة العظيمة بتمعنٍّ قليل سيدرك تمامًا أنَّ هذه السورة سنّتْ سنّةً حياتية، حققت العدل وضمنت حقوق الناس، وهذا ما وردَ في معناه خفيًّا عند عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في قولِهِ: "لما قدم النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- المدينةَ كانوا من أخبث الناس كَيلًا، فأنزل الله تعالى: "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ" [٣]، فأحسنوا الكيل بعد ذلك" [٤]، ووردَ أيضًا في فضل هذه السورة حديث آخر وهو أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن قَرأ سُورَةَ الْمُطَفِّفِينَ سَقاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحيقِ المختومِ يَوْمَ القِيامَةِ" [٨]، والله تعالى أعلم [٩].</span>المراجع[+]
- ↑ {المطففين: الآية 1}
- ↑ سورة المطففين, ، "www.al-eman.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ^ أ ب {المطففين: الآية 1-2}
- ^ أ ب الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4919، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ أسباب النزول: سورة المطففين, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ↑ {فاطر: الآية 29}
- ↑ فضل تلاوة القرآن, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: أبي بن كعب، المحدث: الزيلعي، المصدر: تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 4/173، خلاصة حكم المحدث: [فيه] سلام بن سليم قال أبو حاتم متروك الحديث
- ↑ فصل: سورة المطففين, ، "www.al-eman.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف