قصة-النبي-أيوب-للأطفال
قصة النبي أيوب
قصة النبي أيوب -عليه السلام- من القصص التي ذكرَها الله في القرآن الكريم، حيث كان أيوب -عليه السلام- رجلًا يملك المال الكثير والأبناء، وكان له أراضٍ واسعة فيها الكثير من الأنعام والمواشي والكثير من الخدم الذين يقومون على خدمته، وكان عابدًا لله يشكره على نعمه كل يومٍ ويسجد له ويؤمن به، وجرت أحداث قصة أيوب -عليه السلام- في أرض حوران في الشام، وظلّ كذلك حتى ابتلاه الله تعالى بثلاث محنٍ صعبة: أولها أن الله ابتلاه بأخذ أمواله وأراضيه منه، ولم يبقَ عنده شيء، ثم ابتلاه الله في جسده، فأصابه سقمٌ جعل الناس تنفر منه، ثم تخلّى عنه الجميع ورحل أولاده عنه ولم يبقَ معه إلا زوجته التي أشفقت عليه وبقيت ترعاه رغم كل الظروف، خصوصًا بعد أن طرده الناس خارج البلدة خوفًا من انتقال المرض إليهم.
لم يبقَ من جسد أيوب -عليه السلام- شيءٌ سليم من المرض إلا قلبه ولسانه، وظلّ يذكر الله فيهما ويسبحه، وبعد أن يقي أيوب -عليه السلام- وحيدًا، اضطرت زوجته للخروج من بيتها للعمل وجلب الطعام له، وأصبحت تعمل عند الناس، وعندما كانوا يعلمون أنها زوجة أيوب كانوا ينفرون منها ويرفضون استخدامها لخوفهم من انتقال مرض زوجها إليهم، واشتدّ الحال على أيوب -عليه السلام- لكنّ زوجته التي ظلت صابرة معه، وفي يوم عجزت عن جلب الطعام له لأنها لم تجد من تعمل عنده، فاضطرت لبيع ضفيرتها، وجلب الطعام بالنقود التي أخذتها منها.
عندما جاءت زوجة أيوب بالطعام له، سألها عن مصدر هذا الطعام، ورفض أن يأكل منه إلّا بعد أن تخبره من أين أتت به، فما كان منها إلّا أن كشفت عن رأسها، فعرف أيوب -عليه السلام- أنها باعت ضفيرتها، فاشتدّ عليه الحزن، فدعا ربّه وقال: "أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" [١]، فاستجاب الله تعالى له، وأعاد له صحته وأصبح جميل الهيئة مثلما كان، وعوضه الله بالأموال والأولاد، ويقول الله تعالى عن قصة أيوب -عليه السلام-: "وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"[٢].
في قصة أيوب -عليه السلام- مثال على قوة الصبر على البلاء، فالإنسان المؤمن يصبر على ما يُصيبه من مرض وفقدان مهما كان، لأنّه يعلم جيدًا أن كل شيء بأمر الله تعالى، ومن يصبر ويحتسب يُعوضه الله تعالى عن جزاء صبره بالكثير من العطايا، تمامًا مثلما حصل في قصة أيوب -عليه السلام-، الذي عوّضه الله تعالى عن كلّ ما مرّ به من بلاء.