سؤال وجواب

من-هو-أنطون-تشيخوف


الأدب الروسي

يمكن تعريف الأدب الروسي على أنَّه الأدب الذي كُتِبَ باللغة الروسية على مرِّ العصور، وهو من أعظم الآداب العالمية، يحتوي أعمالًا لروائيين وشعراء كبار، وككلِّ الآداب العالمية يحتوي الأدب الروسي على أعمال أدبية متأثرة بالأحداث التاريخية التي تعرّضت لها روسيا، سواء كانت هذه الأحداث التاريخية أحداثًا دينيةً كانتشار الديانة المسيحية، أم سياسيةً كالغزو التتاري لروسيا، وهذا المقال مخصّص للحديث عن أحد عباقرة الأدب الروسي وهو الأديب أنطون تشيخوف وسيسلّط هذا المقال الضوء على مؤلفات تشيخوف وتحديدًا قصة الرهان.

تعريف بالكاتب أنطون تشيخوف

هو أنطون بافلوفيتش تشيخوف، طبيب روائي وكاتب مسرحي وقصصي روسيّ، وُلِدَ في التاسع والعشرين من يناير من عام 1860م في مدينة تاغانروغ الروسية، وهو واحد من أهم كتّاب القصة القصيرة في تاريخ الأدب في العالم، ويُعتبر تشيخوف من أهم الأدباء الرّوس في التاريخ، كتب تشيخوف طيلة حياته المئات من القصص القصيرة والمسرحيات التي انتشرت واشتهرت في العالم في القرن الماضي، وقد عاش تشيخوف في أوائل حياته حياة مادية صعبة حيث كان والده فقيرًا جدًّا، حتّى أفلس والده وانتقل إلى موسكو عام 1875م وبقي أنطون تشيخوف في تاغانروغ ليكمل دراسته، وعندما تخرّج والتحق بعائلته إلى موسكو أصبح تشيخوف معيلًا لعائلته ماديًّا بعد أن صار يجنب المال من نشر قصصه الساخرة في بعض المجلات المحلية.

وقد تزوج تشخوف عام 1901م من أولغا كنيبر وهي ممثلة مسرحيّةٌ من موسكو، وأمَا وفاته فقد تعرّض لمرض السلّ، وبدأت صحته تتراجع شيئًا فشيئًا، وتوفّي في المصح الطبي الذي كان يتعالج فيه في ألمانيا في بادينلويلر عام 1904، فلم يعمّر طويلًا ومات عن عمر ناهز 44 عامًا، ودُفِنَ في روسيا في مقبرة نوفوديفيتشي تاركًا وراءه نتاجًا أدبيًّا عظيمًا [١].

مؤلفات تشيخوف

اشتهر تشيخوف الأديب الروسي بأعمالِهِ العظيمة التي كتبها، خاصّة في مجال القصة القصيرة والمسرح والرواية، ومن أشهر أعماله في القصة: "سيدةٌ مع كلب" و "حكايات ميليومينا" و "أقاصيص مبرقشة" و "في الغسق" و "أقوال بريئة" و "العابسون" ومن أهم أعمال تشيخوف في المسرح: "النورس The seagull" عام 1896م، و"العم فانيا Uncle Vanya" عام 1897م، و"الأخوات الثلاث The three sisters" عام 1901م، و"بستان الكرز The Cherry Orchard"عام 1901م، وسيتم الحديث في هذه الفقرة عن واحدة من أعمال تشيخوف القصصية وهي قصة الرهان، وهي أحد قصص تشيخوف القصيرة التي ذاع صيتها والقصة هي:

"يَعود المَصرفيّ بالذاكرة إلى تلك المُناسبة التي حَدث بها الرهان قبل خمسة عشر سنة، فيتذكر ذلك النقاش الذي دار بين ضيوف حفلته حول عقوبة الإعدام، حيث إنّه أيَّد هذه العقوبة؛ لأنه يرى أنها أكثر إنسانية من السجن مدى الحياة، في حين أن المُحامي الشاب خالفه الرأي مُصِّرًا على أنه سيختار السجن مدى الحياة على الموت.

وافق الاثنان على رهانٍ قيمته مليونا روبل روسي يدفعها المصرفيّ للمحامي إذا استطاعَ أن يَعيش مُنعزلًا في حبس انفرادي لمدة خمسة عشر عامًا، تم سَجن المُحامي في غُرفة صغيرة وقد كان يمضي أوقاته في قراءة الكُتب، وَالكِتابة، وَالعَزف على البيانو، وَالدِراسة، وَشُرب الخمر، وَتعليم نَفسه، وَقد وُجِدَ أنَّ المُحامي يَنمو باستمرار خلال القصة، وظهرتْ مراحله المختلفة خلال فترة تواجده في السجن؛ ففي البداية عانى المُحامي من الوحدة الشديدة والاكتئاب، ولكن فيما بعد بدأ يدرس بكِّد وَنشاط، حيث أنهُ بدأ رحلته الدراسية في دراسة اللغات وما يتعلق بها، ثم انتقل لدراسة العلوم المختلفة والأدب والفيزياء ومواضيع عشوائية كثيرة، حتّى أنهى 600 مُجلد خلال أَربع سنوات، ثم في السنوات اللاحقة درس الإنجيل وتاريخ الدين، وفي السنوات الأخيرة ركز دراسته بشكل كبير على الطب والفيزياء والفلسفة وفي بعض الأحيان كان يقرأ لبايرون أو شكسبير.

في هذه الأثناء تراجعت ثروة المصرفيّ، وأدرك أنه خسر الكثير من أمواله، وأن تسديد الرهان سيؤدي إلى إفلاسه، وَلِكي يحمي نفسه من خسارة أخرى قَرَرَ المصرفي قبل يوم واحد من انتهاء الخمسة عشر سنة المتفق عليها قتل المحامي وبذلك يتهرب من تسديد قيمة الرهان، ذهب إلى الغُرفة التي يُحبس بِها المُحامي وَلكن قبل أن يهمَّ بِقتله وَجد رسالة كتبها المحامي يقول فيها أنه في الفترة التي قضاها في السجن تعلم أن يحتقر الماديِّات على اعتبار أنَّها أشياء عابرة وأن المعرفة أهم من المال، ولهذا فإنه يتنازل عن مال الرهان، صُعِقَ المصرفي مما قرأه ولم تُصدق عيناهُ، ثم قام بتقبيل المحامي على رأسه وغادر وهو مرتاح، فَلم يَعد بِحاجةٍ لِقتل أَي أحد، وَفي الصباح الباكر أخبر الحارس المصرفيّ أن المحامي قد غادر قبل الموعد المضروب وبذلك يَكون المُحامي قَد خَسِرَ الرِهان وحفظَ حياته وبالتالي حَفظ أَموال المَصرفيّ" [٢].

المراجع[+]

  1. من هو أنطون تشيخوف؟, ، "www.arageek.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف
  2. أنطون تشيخوف, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف