سؤال وجواب

مفهوم-الإيمان-لغة-واصطلاحًا


مفهوم الإيمان لغة واصطلاحًا

مفهوم الإيمان لغةً هو التصديق، وهو مصدر آمَنَ، ومنه قوله تعالى: "قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ" [١]، [٢] أمّا مفهوم الإيمان اصطلاحًا فقد اختلف فيه العلماء على قولين؛ فمنهم من قال أنّ الإيمان تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، فتدخل فيه الأعمال الظاهرة كالصّلاة والصوم والزكاة وغيرها، وقال غيرهم أنّ الإيمان تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، فلا يدخل فيه العمل بالجوارح، ولكنّ أصحاب هذا القول قالوا بأن كلّ ما صح عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من الأوامر والنواهي والبيان، حقٌ وواجب على المؤمنين، الذين اكتسبوا هذا الاسم بالتصديق والإقرار، وهذا الخلاف في مفهوم الإيمان خلاف نظري لا يترتب عليه أي أثر عملي. [٣]

أركان الإيمان

أركان الإيمان هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، قال تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"[٤]، وقال جلّ وعلا: "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ" [٥]، وقال -سبحانه وتعالى-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا" [٦]، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "الإيمانُ أنْ تؤْمِنَ باللهِ ومَلائكتِه وكُتُبِه ورُسُلِه واليَومِ الآخِرِ والقَدَرِ كلِّه خَيرِه وشَرِّهِ"، [٧][٨]

الفرق بين الإيمان والإسلام

قال العلماء إنّ لفظ الإيمان ولفظ الإسلام إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، وهذا يعني أن اجتماع اللفظين معًا في سياق واحد يدلّ على اختلافهما في المعنى، واختلاف المقصود بهما، حيث يكون المقصود بالإسلام الأعمال الظاهرة، كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها، ومن ذلك قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: "الإسلامُ أنْ تشهدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ ، وتقيمَ الصَّلاةَ ، وتُؤْتيَ الزَّكاةَ ، وتَصومَ رمضانَ ، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليهِ سبيلًا"، [٩].

ويكونُ المقصود بالإيمان التصديق أو الأعمال الباطنة، وهي أعمال القلوب، ومنه ما سبق ذكره من حديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في تعريفه للإيمان، أمّا إذا افترقا أي ورد أحدهما دون الآخر فيكون المقصود به حينئذٍ دين الإسلام كلّه، فورود أحدهما وحده يعني شموله لمعنى الآخر، وورودهما معًا يعني اختلافهما في المعنى، وهكذا فإن اقتران لفظ الإسلام بلفظ الإيمان يدل على أنّ المقصود بلفظ الإسلام حينئذٍ الأعمال الظاهرة، وأنّ المقصود بلفظ الإيمان الأعمال الباطنة، وعدم اقترانهما يدل على أنّ المقصود هو دين الإسلام كلّه. [١٠]

المراجع[+]

  1. {يوسف: الآية 17}
  2. تعريف الإيمان بالله لغة واصطلاحا, ، "www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
  3. الإيمان, ، محمد نعيم ياسين، ص85، 86، دار عمر بن الخطاب، بتصرّف.
  4. {البقرة: الآية 285}
  5. {البقرة: الآية 177}
  6. {النساء: الآية 136}
  7. الراوي: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، المحدث: البيهقي، المصدر: السنن الكبرى للبيهقي، الصفحة أو الرقم: 10/203 ، خلاصة حكم المحدث: ثابت وله شواهد كثيرة.
  8. الأدلة القرآنية لأركان الإيمان, ، "fatwa.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
  9. الراوي: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 1/179، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.
  10. الفرق بين الإسلام والإيمان, ، "islamqa.info"، اطلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.