سؤال وجواب

قصة-الأميرة-وزوجة-الصياد


قصة الأميرة وزوجة الصياد

تدور قصة الأميرة وزوجة الصياد حول أميرة طيّبة تعيش في بيتها الجميل وسط الغابة، وصيادٍ كان يعيش مع زوجته الشريرة، وفي أحد الأيام طلب الصياد من الأميرة أن تقوم بتعليم أبنائه، وأن تهتمّ بشؤونهم أثناء ذهابه إلى رحلات الصيد، حيث كانت زوجته لا تحب الخير لأحد، وكانت تضرب أطفالها وتوبّخهم باستمرار، فاضطر الصياد إلى إيجاد من يعمل على تعليمهم وتربيتهم وتهذيبهم حتى يكونوا ذا شأن في المستقبل.

أثار طلب الصياد من الأميرة غضب زوجته، ولم تستقبِل الأميرة في بيت الصياد استقبالًا جيّدًا، وكانت تهدّدها باستمرار بأنها سوف تقتلها إن ظلّت تقترب من أطفالها، وكان الأطفال يحبون الأميرة ويستفيدون ممّا تقدمه لهم من النصائح عن كيفية التعامل مع الآخرين، ومساعدتهم في كلّ ما يحتاجونه، فقد كان تغرس فيهم قيم التسامح والصدق والأمانة، وهذا كان سببًا في تأثَّر الأطفال، وتغير شخصيتهم إلى الأفضل، وزيادة تعلقهم بالأميرة أيّما تعلُّق.

ومع زيادة تعلق الأطفال بالأميرة زاد غضب زوجة الصياد من الأميرة، وتجلّى ذلك في قصة الأميرة وزوجة الصياد من خلال قيام الزوجة بطرد الأميرة من البيت أمام الأطفال وأمام زوجها في صبيحة أحد الأيام بعد أن قدِمَت الأميرة كعادتها للقيام بتعليم الأطفال والاعتناء بهم، وهنا لم يستطع الزوج أن يفعلَ شيئًا أمام ما كانت تريدُه الزوجة، فطلب من الأميرة أن تغادر منزله خوفًا عليها من الشرِّ الكامن في زوجته، فخرجت الأميرة من البيت باكية على ما لقيته في بيت الصياد من سوء المعاملة، وحزنًا على فراق الأولاد الذين أحبتهم وأحبوها.

كان الطريق المؤدي إلى بيت الأميرة يقطع الغابة من منتصفها وهذا ما جعله موحِشًا، فكانت الأميرة تركضُ إلى بيتها خائفة إلى الحدِّ الذي جعلها تفقد الطريق المؤدي إلى منزلها، وهنا ظهرت يمامة بيضاء لتساعد الأميرة، وتدلها على الطريق الصحيح المؤدي إلى بيتها، وأصبحت الأميرة واليمامة صديقتين حميمتين.

أخبرت الأميرة اليمامة بأنّها تشتاق للأطفال، وأنها كانت تود أن تستمر في تعليهم وتهذيبهم، وأنها تخاف عليهم من جلوس زوجة الصياد معهم، فما كان من اليمامة إلى أن ذهبت إلى بيت الصياد، وتسللت إلى حجرة الأبناء، وأخبرتهم بأنها أتت من الأميرة، وأنها تريد أن يذهبوا إلى بيت الأميرة حتى يلتقوا بها، وحتى تُكمل الأميرة تعليمهم وتهذيبهم في بيتها، فِرح الأطفال بقدوم اليمامة إليهم أشد الفرح، وأصبحوا يتسلّلون إلى بيت الأميرة دون أن تشعر زوجه الصياد بهم، فلم تكن تهتم لأمرهم.

وفي أحد الأيام حدثت مُصادفةٌ أدّت إلى معرفة زوجة الصياد بذهاب الأطفال إلى بيت الأميرة، وكانت لهذه المصادفة الأثر الكبير على قصة الأميرة وزوجة الصياد، حيث دفع هذا الأمر الصياد وزوجته إلى الذهاب إلى بيت الأميرة برفقة زوجته الشريرة، وكان في يدور في رأس زوجة الصياد فكرة شريرة حيث قامت بأخذ سكين كبيرة إلى بيت الأميرة حتى تقتلها، وطلبت من الصياد أن تُقابل الأميرة بمفردها في البداية قبل دخوله، وكانت اليمامة قد أخبرت الأميرة بأن الصياد وزوجته في طريقهما إليها، فحضَّرت عقدًا جميلاً وجهزته لتقدمه هدية لزوجة الصياد.

وهنا وصلت قصة الأميرة وزوجة الصياد ذروتها حيث دخلت زوجة الصياد حاملة معها السكين فقدَّمت الأميرة لها العقد الذي يحتوي على حبات من اللؤلؤ، فقامت الزوجة بتمزيق عقد وانفرطت حبات اللؤلؤ على الأرض، وهمّت الزوجة بمهاجمة الأميرة، لكنّها تعثرت بحبات اللؤلؤ وسقطت على الدرج وماتت من فورها، وهكذا انتهت بؤرة الشرّ التي كانت تهدد حياة الأطفال وحياة الأميرة، وعاشت الأميرة بعد ذلك مع الصياد بسلام وحب في بيتٍ واحد.

والدروس المستفادة من قصة الأميرة والصياد أن الشرّ وإن طال به الأمد فإنه إلى زوال، وإن فعل الخير يجلب الخير ويحمي صاحبه من أفعال الأشرار، كما تشير القصة إلى أهمية تربية الأطفال التربية الحسنة فهم الجيل الصاعد الذي إن عمَّ فيه الخير صَلُحَ المجتمع بأسره، بالإضافة إلى ضرورة إعطاء الأطفال حقّهم في التعليم والرعاية الصحية وعدم حرمانهم من هذه الحقوق حتّى يكونوا قادرينَ على تحقيق أحلامِهم وتطلّعاتهم.