قصة-علي-بابا-والأربعين-حرامي
قصة علي بابا والأربعين حرامي
تتناولُ قصة علي بابا والأربعين حرامي قصة أخَوَين يعيشان في إحدى المدن القديمة واسمهما قاسم وعلي بابا، كان يعمل والدهما في التجارة، وبعد وفاته استولى الأخ الأكبر قاسم على جميع ثروته، وترك أخاه علي بابا يعيش حالة لا تُطاق من الفقر، وكان علي بابا يعمل حطابًا، ويكسب من هذا العمل مالاً محدودًا يساعده على القيام بأسرته، وكان الأخ الأكبر دائم الغضب، وكان يقسو على أخيه الأصغر كثيرًا، وذات يوم بينما كان علي بابا يحتطب كعادته مع حماره إذ سمع صوتًا لفرسان يقتحمون المكان، فاختبأ منهم وإذ بهم عصابة من اللصوص يتجمهرون أمام مغارة ضخمة كانت في المنطقة التي يحتطب فيها علي بابا.
وهنا اندهش علي بابا مما رأى، إذ قام زعيم عصابة اللصوص بمخاطبة المغارة قائلًا: "افتح يا سمسم"، ففُتح باب المغارة وعلا المكان غبارٌ كثيف، ودخل اللصوص إلى المغارة، ثمّ قال زعيم العصابة: "أغلق يا سمسم"، فإذا بباب المغارة يُغلق على اللصوص وهم بداخلها، فانتظر علي باب خروج الأربعين حرامي من المغارة وذهب ليستكشف المكان، وبعد أن تأكد مغادرة جميع أفراد العصابة جرّب ما قام به زعيم عصابة اللصوص وإذ بالمغارة تُفتح من جديد، فدخل علي بابا وأغلقَ باب المغارة عليه كما فعل اللصوص من قبل.
وهنا أصابت الدهشة علي بابا من هول ما رأى إذ وجد المغارة مليئة بالذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة فلم يصدق ما رأته عيناهُ، حيث إن اللصوص يتخذون من هذه المغارة مكانًا لتخزين ما يسرقون من الناس، فملأ علي بابا جيوبه بما وقت عليه يداه ووضع بعض هذه المجوهرات في المكان الذي يضع فيه الحطب فوق ظهر حماره، وعاد إلى منزله سعيدًا، وعندما علمت زوجته بأمر المغارة كادت أن تصرخ فوضع يده على فمها حتى لا تفضح أمره، أراد علي بابا أن يعلم وزن المجوهرات والذهب وما أحضره من المغارة، فطلب من زوجته أن تذهب إلى بيت أخيه وتستعير من بيت أخيه ميزانًا، وكانت زوجة قاسم ماكرة فأرادت معرفة ما سيزن به شقيق زوجها وزوجته فوضعت قطعة من العجين أسفل الميزان.
وحين وزن علي بابا وزوجته الذهب وانتهَوْا من أمر الميزان أعادوه إلى بيت قاسم، وكانت قطعة من الذهب قد علقت بالعجين، وهنا صرخت زوجة قاسم في زوجها وأخبرته بأمر الذهب والعجين، فتحرك من فوره إلى بيت أخيه وأجبره على البوح بالحقيقة، فأخبره علي بابا بكل شيء بما في ذلك "افتح يا سمسم"، وفي اليوم التالي خرج قاسم وأخذ معه عددًا كبيرًا من البغال ليحمل أكبر قدر من الذهب والمجوهرات، فقال كلمة السر ودخل إلى مغارة اللصوص وهنا انصدم من كمية الذهب والمجوهرات التي رآها وبدأ على الفور بملء الصناديق التي وضعها على بغاله حتى امتلأت تمامًا.
وحين همَّ بالمغادرة نسي كلمة السر، فعلم حينها أن الجشع قد أعمى بصيرته وأنساه كلمة السر، ولم يمر وقت طويل حتى عاد اللصوص إلى مغارتهم ووجود قاسمًا فيها، فقتلوه فورًا، وبعد مضي مدة من الزمن قلقت زوجة قاسم على زوجها فأخبرت علي بابا بأمر زوجها وتأخره فعلم أنه قد وقع في يد اللصوص، وهنا هرع على بابا إلى المغارة فوجد أخاه جثة هامدة مقطعة الأوصال داخلها، وهنا حمل علي بابا جثة أخيه وعاد بها حزينًا إلى بيته.
كانت لقاسم ابنته تُدعى مرجانة، وكانت ذكية وفطنة، فذهبت إلى أحد الخياطين المهرة من أجل أن تخيط جثة قاسم قبل دفنه، فعَصَبت عيون الخياط قبل أن تحضره إلى منزل قاسم وأعطته مبلغًا كبيرًا لقاءَ ذلك، على أن يبقي الأمر سرًا، وعندما عاد اللصوص إلى مغارته لم يجدوا قاسمًا، فعلموا أن هناك مَن كشف أمر مغارتهم السرية، فعمدوا إلى الذهاب إلى المدينة والوصول إلى الخياط الذي خاط جثة قاسم قبل دفنه، وتحت التهديد أخبرهم أنه قد عصبت عيناه لكنه قد يستدل إلى طريق المنزل، فأخذوه إلى بيت علي بابا ووضعوا علامة على باب منزله كي يقتحموا منزله لاحقًا، وعندما رأت مرجانة هذه العلامة وضعتها على الأبواب جميعها؛ حيث إنّها ارتابت لأمرِها وأحست بالخطر.
وهنا فشلت خطة اللصوص وعادوا يجرون أذيال الخيبة فغضب زعيم العصابة وذهب إلى الخياط بنفسه وعلم عن مكان منزل علي بابا، وبعد ذلك أعدَّ زعيم عصابة اللصوص خطة محكمة للنزول إلى بيت علي بابا، فأحضر جرارًا فخارية عملاقة ووضع في كل جرة لصًا من عصابته إلا جرة واحدة فيها زيت، وذهب إلى بيت علي بابا متنكرًا على هيئة تاجر يود المبيت في بيت علي بابا، وهنا حدث اللقاء الأول بين علي بابا والأربعين حرامي، واستضاف علي بابا زعيم العصابة في بيته وأحسن ضيافته، وكان زعيم العصابة قد خطط للذهاب إلى الجرار بحجة تفقدها، والهجوم بعد ذلك على علي بابا وأهله.
كانت مرجانة تودّ إعداد الطعام حتى يأكل علي بابا والأربعين حرامي لكن الزيت كان قد نفد فأرادت ملء الزيت من جرار التاجر وإخباره بذلك لاحقًا، وعندما وصلت إلى الجرار سمعت أصوات اللصوص داخلها، وتفقدت الجرار جميعها وعلمت أن عصابة اللصوص على وشك الهجوم على المنزل بمن فيه، وهنا قامت مرجانة بإبلاغ شرطة المدينة بوجود اللصوص في منزل علي بابا فأسرعوا إلى الذهاب إلى بيت علي بابا وحاصروا الجرار وأخرجوا اللصوص وقبضوا عليهم، دون أن يعلم علي بابا وضيفه بأمر الشرطة، وبعد ذلك ذهبوا إلى علي بابا وألقوا القبض على زعيم العصابة وانتهى الناس من شرّهم.
الدروس المستفادة من قصة علي بابا والأربعين حرامي أن الإنسان يجب عليه أن يترفق بأخيه الإنسان، وألّا يظلمه في نفسه أو ماله، وأن الجشع يودي بصاحبه إلى التهلكة؛ لأنه يجعل الإنسان يتصرف بأنانية دون أن يفكر في عواقب الأمور، كما يُستفاد من قصة علي بابا والأربعين حرامي أن ذكاء الإنسان يمكن أن يساعده على الخروج من المواقف المحرجة، وأنه ينبغي على الإنسان أن يكون حذرًا، وأن يُحسن التصرف في مواقف الشدة، كما فعلت مرجانة في قصة علي بابا والأربعين حرامي.