سؤال وجواب

قصة-العجوز-والبحر-العالمية


قصة العجوز والبحر العالمية

قصة العجوز والبحر تَحكي قصّة شيخٍ عجوز اسمه سانتياغو، وعلى الرغم من الصداقة الوطيدة بين العجوز والبحر، إلّا أنّ الحظ السيء أصابه لفترة طويلة، ولم يتمكّن من اصطياد أي شيءٍ من البحر، ومرّت عليه ثمانية وأربعون يومًا دون اصطياد سمكة واحدة، وقد كان هناك فتى صغير يُحبّ العجوز كثيرًا، وكان العجوز يُحبّه أيضًا واسمه مانولين، وسرّ تعلّق مانولين بالعجوز أن العجوز هو الذي علّمه الصيد، وقد رافقَ مانولين العجوز في رحلات الصيد أكثر من أربعين يومًا، لكنّ والديْه مَنَعاه من الذهاب مع العجوز؛ لأن الحظ السيء رافقه لفترة طويلة ولم يصطد شيئًا، ورافق الفتى مانولين صيادين آخرين، وتمكّن من الصيد معهم من أول يومٍ رافقهم فيه.

ذهب العجوز سانتياغو إلى البحر وحيدًا بقاربه الصغير، وفي وقت الظهيرة استطاع اصطياد سمكة مارلين ضخمة بعد مقاومة شرسة في البحر، ومن ضخامةِ حجمها لم يستطع العجوز نقل السمكة إلى القارب، وظلّ يُقاوم السمكة وحيدًا لثلاثة أيام وقاربه الصغير يتأرجح به بفعل مقاومة السمكة العملاقة، حتى أصابته جروحٌ دامية، وفي اليوم الثالث، أُصيب العجوز بتعبٍ، وكذلك السمكة التي أُنهكت من المقاومة، فاستجمع العجوز سانتياغو قواه وطعن السمكة بالسكين وربطها إلى جانب المركب، ثمّ استعدّ لرحلة العودة.

نتيجة الدم النازف من السمكة، أتَت أسماك القرش إلى السمكة العملاقة تلتمس البحث عن طعام، وحاول العجوز أن يُبعد أسماك القرش عن سمكته العملاقة، وبدأ بضربها ومقاومتها لكن دون فائدة، فاقتربت أسماك القرش من السمكة المربوطة بالمركب، وأخذت تلتهمها، وعندما وصل الشيخ إلى الميناء، نظر إلى سمكته العملاقة التي اصطادها بعد تعبٍ ومقاومة، ولم يجد منها إلا الهيكل العملاق بالإضافة إلى الرأس والذيل، فأرسى قاربه الصغير وهو يشعر باليأس والإحباط، وفي صباح اليوم التالي، تجمع الصيادون بالإضافة إلى الفتى مانولين ورأوا الصيد الكبير الذي صاده العجوز، فأخذ الفتى مانولين بالبكاء الشديد، وتولدت لديه قناعة أن يُرافق العجوز إلى البحر؛ لأنه يعرف أنه صيادٌ ماهر وسيجلب له الحظ، كما سيتعلم منه مهارات الصيد، أمّا العجوز فقد فكَّر بينه وبين نفسه كيف أنّه لم يزَلْ يملكُ روح الانتصار، واستطاع أن يهزم السمكة العملاقة كما تصدّى لأسماك القرش، لذلك لا بدّ أن يعودَ إلى البحر.

في قصة العجوز والبحر الكثيرُ من العبر العظيمة، أهمُّها امتلاكُ روح المغامرة وحبِّ الانتصار والتغلُّب على الصعابِ مهما كان الأمر، وفي قصة العجوز والبحر أيضًا رمزٌ للروح الإنسانية المتجدّدة، وتظهر هذه في شخصية الفتى مانولين، وفي قصة العجوز والبحر أيضًا تحفيزٌ على المقاومة وعدم التخلّي عن الأحلام والأهداف مهما واجهت الإنسان من ظروفٍ صعبة.