سؤال وجواب

قصة-النبي-إلياس-للأطفال


قصة النبي إلياس للأطفال

يعدّ النبي إلياس -عليه السلام- من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، قال تعالى: "وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" [١]، وقد ذُكر عدد محدّد من أنبياء الله تعالى في كتاب الله -عز وجل-، وكانت تُذكر قصص الأنبياء -عليهم السلام- في القرآن الكريم حتى تكون الأحداث التي جرت في عهدهم عبرة للناس جميعًا، كما كان لهذه القصص أثر كبير على الدعوة الإسلاميّة من خلال تثبيت فؤاد النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضوان الله عليهم- كي يعلموا أن جميع الأنبياء قد أصابهم ما أصاب محمدًا -عليه الصلاة والسلام- فقد كُذِّب الأنبياء من قبله، ولم يدخل في دين الله أثناء دعوة الأنبياء لأقوامهم إلا عدد قليل من هذه الأقوام.

أمّا النبيّ إلياس -عليه السلام- فهو أحد الأنبياء الذين أُرسلوا إلى بني إسرائيل، وقد أُرسل إليهم كي يدعوهم إلى عبادة الله تعالى، وترك ما هم عليه من الشرك بالله، حيث كانوا يعبدون الأصنام، وكان ذلك في عهد الملك آخاب الذي كان ملكًا للمملكة العبرية آنذاك، وكانت زوجة هذا الملك هي من أدخلت عبادة الأوثان إلى بني إسرائيل، وكان لضعف شخصية الملك أثر كبير على تدخل زوجته في التأثير على بني إسرائيل، ودفعهم إلى عبادة الأوثان من دون الله تعالى، فعبد بنو إسرائيل بعض الأصنام المشهورة مثل بعل وعشتروت، وقد ذُكر بعض هذه الأوثان في القرآن الكريم، قال تعالى في محكم التنزيل: "أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ" [٢].

واستمر النبي إلياس -عليه السلام- في دعوة بني إسرائيل إلى العودة إلى عبادة الله تعالى وترك عبادة الأصنام مدة من الزمن، لكنم لم يستجيبوا لدعوته، وأصروا على عبادة الأصنام، وهذا دفع إلياس -عليه السلام- إلى أن يدعو عليهم فحُبسَ عنهم المطر لثلاث سنوات، وبعد أن هلك زرعهم، وجف ضرع حيواناتهم توجهوا إلى النبي إلياس -عليه السلام- كي يدعو الله تعالى أن يرفع عنهم حبس المطر، وأخبروه بأنهم سيؤمنون بالله تعالى إن عاجَلهم الله تعالى بالمطر كي لا يهلكوا، فاستجاب لهم إلياس -عليه السلام-، ودعا الله بأن يرفع حبس المطر عنهم فاستجاب الله له لكنهم ما لبثوا أن عادوا إلى كفرهم، وما كان من سيدنا إلياس عليهم السلام بعد كل هذا إلى أن يدعو الله تعالى أن يقبضه إليه، فتوفاه الله -عز وجل-.

والدروس المستفادة من قصة النبي إلياس -عليه السلام- أن الإنسان يجب أن يداوم على طاعة الله -سبحانه وتعالى-؛ لأن معصية الله تعالى تجلب غضبه، وقد تتسبب في حرمان الإنسان من النعم التي أنعم الله تعالى بها عليه، وأن بني إسرائيل هم أكثر الناس نقضًا للعهود والمواثيق، وأنه مهما كان من أمرهم فلا بد من أن يأتي يوم ينقضون فيه ميثاقهم مع من يستأمنهم على هذه المواثيق، كما يُستفاد من هذه القصة أن المؤمن لا يدخر جُهدًا في الدعوة إلى الله تعالى والحثّ على الالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه. [٣]

المراجع[+]

  1. {الصافات: الآية 123}
  2. {الصافات: الآية 125}
  3. قصة إلياس عليه السلام, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-12-2018، بتصرف