سؤال وجواب

قصة-أصحاب-الأيكة-للأطفال


قصة أصحاب الأيكة للأطفال

يعدُّ أصحاب الأيكة من الأقوام الذين تمّ ذكرهم في القرآن الكريم، وقد جاء ذكرهم فيه في عدة مواضع، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل:"وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ" [١]، وإنّ تكرار ذكر قوم من الأقوام في القرآن الكريم إن دلّ على شيء فإنّما يدل على عظمِ القصة التي حدثت لهم، وأن هناك العديدَ من الدروس والعبر التي يمكن أخذها من قصة أصحاب الأيكة، وقد تم نسب هؤلاء القوم إلى شجرة الأيكة، وقد نوع خاص من الأشجار الكثيفة الملتفة على بعضها البعض، والتي كانت تكثر في مساكنهم فسُموا بأصحابها.

وقد أرسل الله تعالى النبي شعيب -عليه السلام- إلى هؤلاء القوم الذي اشتهروا بالعمل في التجارة، فكانوا يبيعون ويشترون لكنهم كانوا يعصون الله -عزّ وجل- في عملية البيع والشراء، حيث عُرف عنهم تطفيف المكاييل والأوزان وكثرة التلاعب فيها من أجل كسب المزيد من المال، لكن ذلك كان على حساب الناس الذين يُخسِرونهم في الميزان، وكان الله -سبحانه وتعالى- قد وسَّعَ على هؤلاء القوم أرزاقهم، وأعطاهم الكثير من النعم والخيرات التي لا تعد ولا تحصى.

وقد أنكر نبي الله شعيب -عليه السلام- على أصحاب الأيكة ما يفعلون في بيعِهم وشرائهم وكان نبيُّ الله شعب -عليه السلام- ليّن القول معهم، وأخبرهم بأن الأرزاق بيد الله تعالى، وأنهم لن يكسبوا من تطفيف مكاييل الناس شيئًا، وقد رد عليه قومه بإنكار ذلك عليه، فلم يستجيبوا إليه وتوعدوه بالأذى إنْ دعاهم إلى ذلك مجددًا، وقد تم ذكر ذلك في القرآن الكريم، قال تعالى: "قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ "[٢]، ولم يزد ذلك قوم شعيب -عليه السلام- إلا كُفْرًا وفسوقًا وبغيًا على الناس.

وعندما يئس نبي الله شعيب -عليه السلام من استجابة قومه له دعا الله تعالى عليه بأن يأخذهم بكفرهم وعصيانهم له، فأهلكم الله تعالى بالرجفة وهي الحركة الشديدة في الأرض التي تسببت في مصرعهم جميعًا؛ وذلك لأنهم خالفوا أوامر الله تعالى، ولم يستجيبوا للنبي شعيب الذي أُرسل إليهم بالحق، بل أنهم حاول إيذاءهُ لولاً رهطه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم اكتراثهم بدعوة النبي شعيب -عليه السلام- بل أنهم اهتموا فقط بأمر الناس الذين حوله ولم يعيروا دعوة النبي شعيب -عليه السلام - لهم أي اهتمام فكان مصيرهم الهلاك.

والدروس المستفادة من قصة أصحاب الأيكة أن معصية الله تعالى موجبة لسخطه وعذابه، وأن المؤمن يجب عليه أن يتبع الأسلوب اللّين في دعوة الناس إلى الله تعالى، كما يُستفاد من هذه القصة أن على المسلم أن يتقي الله -سبحانه وتعالى- عندما يعامل الناس في البيع والشراء، وعليه ألّا يُخسِر الميزانَ؛ لأن في ذلك غضبَ الله -عز وجل- بسبب أكل أموال الناس بالباطل وأخذ حقوقهم، وأن الله -سبحانه وتعالى- يمهل ولا يهمل فقد يتأخر العذاب عن العصاة والكفرة لكنهم واقع بهم بأمره تعالى عند وقوع مشئيته. [٣]

المراجع[+]

  1. {ق: الآية 14}
  2. {هود: الآية 91}
  3. قصة شعيب عليه السلام, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 02-12-2018، بتصرف