سؤال وجواب

قصة-النبي-إدريس-للأطفال


قصة النبي إدريس للأطفال

يعدُّ النبي إدريس -عليه السلام- من الأنبياء الذين ذُكروا في كتاب الله تعالى في أكثر من موضع، قال تعالى: "واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا" [١]، وقد ذُكِرَ الله العديد من الأنبياء -عليهم السلام- في كتاب الله العزيز إعلاءً لشأنهم وتعظيمًا لمنزلتهم، فهم حملة الرسالات السماوية إلى الناس كافة، وهم الذين تحملوا في سبيل الدعوة إلى الله تعالى ما تحملوا، وكان لذكر قصص الأنبياء في القرآن الكريم الأثر الكبير على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في زيادة ثباته على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فقد علم من خلال قصص أنبياء الله بأنهم قد صبروا على أذى الأقوام الذين أُرسلوا إليهم.

وكان النبي إدريس -عليه السلام- من الأنبياء الذين أعطاهم الله العلم والفهم، وقد قيل بأنّ اسمه -عليه السلام- مأخذوذٌ من عنايته بالدراسة؛ حيث كان كثير التأمّل والتفكر في ملكوت الله تعالى، وفي الصحف التي أُنزلت من قبل الله تعالى على الأنبياء من قبله وهم آدم -عليه السلام- ونبي الله شيث -عليه السلام- الذي أنزل الله عليه العلم الكثير، فأكثر النبي إدريس -عليه السلام- التفكر في هذه المُنزلات، وهناك بعض الروايات التي ذكرت بأنه -عليه السلام- أوَّلُ من خاط الثياب وأول من خطّ بالقلم.

وعندما بُعث نبي الله إدريس -عليه السلام- بالنبوة أمر الناس بالالتزام بالشريعة القويمة التي أنزلت على آدم وشيث -عليهما السلام-، فآمنت به ثلة قليلة من الناس، أما بقيتهم فقد أعرضوا عن دعوته -عليه السلام-، فخرج بمن آمن معه من بابل التي كان قد اتخذها مقرًا له حتى وصل إلى مصر ووقف على نهر النيل، وبدأ بتسبيح الله وذكره والثناء عليه، وبعد ذلك بدأ يعلم قومه الأخلاق الحميدة، ويأمرهم بالعبادات الصوم والصلاة وذكر الله تعالى، كما كان يعلمهم الطهارة، وينهاهم عن شرب ما يُسكر العقل، وهذا مهَّدَ إلى إيجاد حالة من التحضر في هذه البيئة النقية، فبنى عشرات المدن مع هذه الثلة المؤمنة التي كانت معه حتى توفاه الله -سبحانه وتعالى-.

والدروس المستفادة من قصة النبي إدريس -عليه السلام- أن المؤمن يحاول الاستزادة من العلم لأن من أبرز أسباب حدوث التغيير، كما ينبغي عليه أن ينظر في ملكوت الله تعالى، وما خلق الله من العجائب في هذا الكون، وأن المؤمن يبذل أقصى جهده في الدعوة إلى الله تعالى، ويفر بدينه من الأقوام التي تنكر عليه وجود الله وتحارب الله ودينه، كما يُستفاد من هذه القصة أن عمارة الأرض تأتي من الالتزام بالأخلاق واستغلال العقل والبعد عن كل ما يُذهب العقل ويعطل من قدرته على التفكير والابتكار، ومن هنا جاء تحريم كل ما يُذهب العقل ويحافظ على سلامة جسم الإنسان. [٢]

المراجع[+]

  1. {مريم: الآية 56}
  2. قصة إدريس عليه السلام, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 03-12-2018، بتصرف