قصة-علي-بابا
قصة علي بابا
تعدُّ قصة علي بابا من أشهر قصص الأطفال، والتي تتناول حياة رجل فقير كان يعمل حطابًا، ويعيش مع زوجته حياة بسيطة للغاية، وكان يذهب في صبيحة كل يوم للاحتطاب وبيع ما يجده لتأمين لقمة العيش، وكان الحطاب راضيًا بما كتب الله تعالى له من الرزق، وكان له أخ ثريّ يدعى قاسم يعمل بالتجارة ويحقق من ذلك أرباحًا طائلة، وفي أحد الأيام ذهب علي بابا للاحتطاب كعادته فسمع صوتًا رهيبًا فصعد إلى شجرة واختبأ بين أغصانها، وإذ بمجموعة من الفرسان الملثمين يقودهم رجل بملابس خاصة توحي بأنه زعيمهم، وإذا به يتوقف أمام مغارة عظيمة ويعلو صوته قائلًا: "افتح يا سمسم"، ففتح باب المغارة العظيمة ودخل الفرسان إلى هذه المغارة وأغلق زعيمهم الباب بقوله: "أغلق يا سمسم".
أصابت الحطاب دهشة من هول ما رأى حيث إنه كان يسمع بعصابة من اللصوص تجتاح المدن وتسرق ما تقع عليه أعينهم منها وعلم أن هؤلاء الفرسان هم عصابة اللصوص ذاتها، وما هي إلا بضع دقائق وخرجت العصابة من المغارة وغادرت المنطقة، وبعد ذلك اقترب علي بابا من المغارة شيئًا فشيئًا ليكتشف سرَّها، وتذكر الجملة التي قالها زعيم العصابة عندما أراد فتح باب المغارة فقال: "افتح يا سمسم"، وإذْ بباب المغارة يُفتح فدخل إليها وأغلق الباب خلفه بقوله: "أغلق يا سمسم"، فأُغلق باب المغارة وبدأ يتجول داخلها ثم اعترته الدهشة مما رأى حيث وجد كمية كبيرة من الذهب والمجوهرات داخل المغارة فعلم أنها المسروقات التي حصلت عليها العصابة من عمليات السرقة والسطو.
أخذ الحطاب بعض الذهب والمجوهرات وعاد إلى حماره مُسرعًا ووصل إلى بيته وأخبر زوجته فتعجبت أشد العجب، وطلب منها زوجها أن تُحضر ميزانًا من بيت أخيه ليزن كمية الذهب والمجوهرات التي أحضرها، فتعجبت زوجة أخيه من طلبها ووضعت قطعة من العجين أسفل الميزان، وحين وَزَنَ علي بابا الذهب علقت بالعجين بعض قطع الذهب الخالص، وعندما عاد الميزان إلى أصحابه علمت زوجة أخيه بأنه قد وزَنَ بميزانهم ذهبًا فأخبرت قاسمًا ليذهب في اليوم التالي إلى أخيه ويجبره على الاعتراف فاعترف بكل شيء، وفي اليوم التالي أخذ قاسم مجموعة من الحمير التي تعلوها صناديق ضخمة وذهب إلى المغارة ودخلها وملأ الصناديق بشتى أنواع الذهب والمجوهرات وحين همَّ بالمغادرة نسي كلمة السر وظل في المغارة حتى أتى أفراد العصابة إليه وقتلوه فيها.
وفي اليوم التالي شعرت زوجة قاسم بالقلق على زوجها فأخبرت شقيق زوجها بالأمر وذهب إلى المغارة ليجد أخاه مقتولًا فحزن أشد الحزن وعاد به إلى المنزل وكان قد قُطّعت أوصاله، وعندما علمت زوجته بوفاته حزنت حزنًا شديدًا وعلمت أن الطمع هو السبب فيما آلت إليه الأمور، وكان لقاسم ابنة اسمها مرجانة وكانت حادة الذكاء وفطنة، ذهبت مرجانة إلى أحد الخياطين وطلبت منه المجيء إلى البيت حتى يخيط أوصال قاسم قبل دفنه، وعَصَبَتْ عينيه كي لا يرى المنزل وفعل ما طلبت منه وعاد إلى حانوته معصوب العينين مرة أخرى.
وعندما عاد رجال العصابة إلى المغارة علموا بأن سرهم قد كُشف فكلف زعيمهم بعض الرجال ليبحثوا في أمر قاسم وعائلته وتوصل رجاله بالفعل إلى بيت علي بابا ووضعوا إشارة على باب منزله، وحين رأت مرجانة هذه العلامة وضعتها على جميع البيوت فلم يفلحوا في النيل منه، وبعد ذلك قام رئيس العصابة بالذهاب إلى بيت علي بابا بنفسه وأعد خطة محكمة للإيقاع به فتنكر بزي تاجر زيت ووضع أفراد العصابة في جرار عملاقة وملأ إحدى الجرار بالزيت وطلب منه أن ينزل عنده ضيفًا فاستقبله برحابة صدر.
وعندما همَّت مرجانة بإعداد الطعام كان الزيت قد نفد فذهبت إلى جرار التاجر كي تحصل على الزيت وتخبر التاجر فيما بعد بما فعلت، فأدركت من خلال بعض الأصوات أن جميع الجرار تحتوي على رجال العصابة باستثناء جرة واحدة تحتوي على الزيت، وهنا قامت مرجانة من فورها بإبلاغ الشرطة من أجل القبض على رجال العصابة ومحاصرتهم قبل أن يغادروا البيت أو يفتكوا بمن فيه، وبالفعل فقد حضر رجال الشرطة وأحكموا قبضتهم على رجال العصابة وخلصوا الناس من شرورهم إلى الأبد.
ويُستفاد من هذه القصة أن الطمع البشري يودي بصاحبه ويتسبب في وقوعه في المشكلات، وأن الإنسان يرضى بما قسمه الله تعالى له من الرزق، كما تُشير هذه القصة إلى أهمية استخدام العقل في الخروج من المآزق والتخلص من الأشرار، وأن الإنسان يجب أن يحافظ على على نفسه وأن يضبط أعصابه كي يستطيع إيجاد الحلول الملائمة للمواقف التي يمر فيها، فالتشنج والارتباك قد يؤدّيان إلى التسبّب في تصرّفاتٍ قدد لا يُحمد عُقْباها.