سؤال وجواب

خاطرة-عن-الأم


خاطرة عن الأم

الأم روح الحياة وسرُّها الجميل، وهي نبع الماء الصافي المتدفق بالمحبة والخير والعطاء، وهي الخير الذي لا ينتهي والحب الذي لا ينقطع، والقلب الوفي الذي لا يتبدّل مهما كانت الظروف، وهي شعاع النور الذي يُنير عتم الحياة ويُزيل عثرات الدرب، وهي عطر القلب وبلسم الجراح، فالأمّ أعظم إنسان وأقرب قلب وأجمل كائنٍ، ويكفي أنّها تعطي دون أن تنتظر مقابل، وتُضحي دون أن تقبض الثمن، وتُفني عمرها لأجل أبنائها مثل الشمعة التي تذوبُ لتنير عتمة غيرها، فوجودها في الحياة أكبر نعمة، وأنفاسها عطرٌ يحرس أبناءها، ونبضات قلبها تنبض بالخير الدائم والدعاء الذي لا ينقطع.

الحديث عن الأم يُشبه وصف الشمس بنورها العظيم، فالأم عالمٌ من الطاقة الإيجابية الذي لا ييأس من محبة أبنائه أبدًا، وتُحيطها هالة من القدسية والرقة، وهي صرح السعادة العظيم، ولا يعلم قيمتها إلا من فقدها وعاش حياته بلا أم، فالبيت دونها ما هو إلا مقبرة باردة لا حياة فيها، والصباح الذي لا يبدأ بوجهها لا يُحسب من العمر، والأم هي وصية الله تعالى ورسوله الكريم، وهي التي ربط الله تعالى رضاه برضاها، وجعل جنته تحت قدميها، وهي المدرسة التي ينهل منها الأبناء العلم والمعرفة والأخلاق، وينطلقون من حضنها إلى العالم الفسيح، فالأم هي القوة وقت الضعف، وهي عطر القلب والصوت الحنون الذي يُطرب السمع بأجمل الأدعية وأقربها للقلب.

ربّما يفقد الإنسان أمّه بالموت، لكنه حتمًا لن يفقد حبّه لها ولن يفقد بركة دعواتها، فدعوات الأم باقية إلى يوم الدين، وحبّها مزروعٌ في القلب حتى الممات، ومن فضل الله العظيم أن جعل برّها موصولًا في حياتها ومماتها، وجعل الإحسان إليها مستمرًا دومًا، ومن فضل الله أيضًا أن جعل الدعاء لها في موتها موصولًا دومًا، لتفرح ببرّ أبنائها حتى بعد الموت، فالأم هي أولى الناس بالبرّ والإحسان والرعاية والعناية، فهنيئًا لمن نال برذها في حياتها ومماتها، وهنيئًا لمن تكن أمه راضية عنه، فرضاها هو الغاية والهدف ورأس المال في الحياة.

الأم بستانٌ من الورود والأزهار، وغابة من الأشجار الوارفة الظلال والثمار، وسماءٌ تهطل بالخير والبركات، وهي أروع كلمها تنطقها الشفاه، وأجمل همسة في القلب، وهي الحب الذي لا يتغير على مرّ الزمان، والبحر العميق الذي لا يحوي إلا اللآلئ والجواهر، ومهما خان الناس فالأم لا تخون، ومهما تعددت الوجوه، سيظلّ وجه الأم هو الوجه الأنقى والأجمل إلى الأبد.