سؤال وجواب

أقوال-نزار-قباني


نزار قباني

هو نزار توفيق قباني، شاعر ورجل دبلوماسي سوري، وُلِدَ في دمشق عام 1923م، وهو ابن عائلة دمشقية عريقة، درس نزار قباني الحقوق في جامعة دمشق وتخرّج عام 1945م، وعملَ في السلك الدبلوماسي الذي جعله متنقلًا بين عواصم الدول المختلفة، ولكنّه قدّم استقالته من العمل السياسي عام 1966م، وقد أصدر نزار قباني أوّل دواوينه الشعرية عام 1944م بعنوان "قالت لي السمراء"، وقد اشتهر قباني بأنّه شاعر الحب والمرأة وقد أمضى نزار آخر أيام حياته في لندن قبل أن توافيه المنية في عام 1998م في لندن، ودُفِنَ في حي الشاغور في مئذنة الشحم في دمشق وهذا المقال مخصص للحديث تجربة نزار الشعرية وبعض أقوالِهِ وأشعاره.

تجربة نزار قباني الشعرية

استطاع نزار أن يثبت للعالم أجمع شاعريته النادرة والتي جعلتْ منه شاعرًا لا يُشبه إلّا نفسه، فكان تجربة فريدة في تاريخ الشعر العربي على مر العصور، فمن المعروف عند النقاد أنَّ الشاعر مهما بلغ من الشاعرية فيما بعد إلّا أنَّه في بداياته لا بدَّ أن يتأثر بأحد الشعراء السابقين، ولكنَّ نزار استطاع أن يكسر هذه القاعدة أو يشذَّ عنها، فقد حلّق في سماء الشعر بأجنحته الخاصّة التي لم يستعرْ ريشها من أحد، حيث استطاع أن يكتب بلغةٍ سهلة بسيطة سريعة الانتشار بين الناس، حتّى أنَّه تمكّن من الوصول إلى قلوب القرّاء جميعًا دون مفاتيح لهذه القلوب.

كتبَ نزار قباني عن المرأة ومنحها كثيرًا من اهتمامهِ الأدبي والفكريّ، وجسَّدها أحسن تجسيد وصورها أحسن تصوير، فكان في كلِّ مرَّة يؤكّد للناس أفكاره التي تعارض حكم الرجل للمرأة المجتمع الشرقي، فكانَ قباني دائمًا يقف في وجه كلِّ الخرافات التي تجعل من المرأة حرفًا ناقصًا في المجتمع ويرفعها على غيمات شعرِهِ بكلِّ قدرته.

وبعد عام 1967م انتقل قباني من عالم المرأة إلى عام السياسة الذي دخله من أوسع أبوابه، وكانت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" انطلاقته الأبرز في الشعر السياسيّ الذي منحه نزار كلَّ قدراته في آخر سنوات عمره، وقد كان نزار جسورًا بما يكفي ليكتب عن السياسية في مجتمع عربي يحارب كلُّ من يتجرأ أن ينبس ببنت شفة، ولكنّه استطاع أن يحدث تغييرًا عظيمًا في تاريخ الشعر السياسي والعربي في تلك الفترة، واستطاع أن يجعل لنفسه عالمًا خاصًّا اسمُهُ نزار قباني، ومن دخلَ عالم نزار الشعري فهو آمن لا محالة. [١]

أقوال نزار قباني

اشتُهِرَت لنزار أقوال كثيرة كانت معظمها من كتبه النثرية، فمن الجدير بالذكر في هذا المقام هو أنَّ نزار أولى النثر اهتمامًا كبيرًا فكتبَ كثيرًا من الكتب النثرية التي تحدَّث فيها عن تجاربه الشخصية في هذه الحياة، وهناك أقوال مقتبسة من قصائده الشعرية أيضًا، ومن أبرز أقوال نزار قباني[٢]

  • المأساة هي عندما يجتمع العقل المنطقي مع القلب الرومانسيِّ في الجسد نفسه.
  • إذا أردت قتلَ أحدٍ، فاحتلَّ قلبَهُ ثمَّ غادر ببطءٍ تاركًا إيّاه بين الموت والجنون.
  • أخطر أمراض القلب هو الذاكرة القوية.
  • الأنثى لا تريد رجلًا غنيًّا ولا وسيمًا ولا حتّى شاعرًا، هي تريد رجلًا يفهم عينيها عندما تحزن ويُشير إلى صدرِهِ ليقول لها: هنا وطنكِ.
  • لا تحبَّ بعمقٍ قبل أن تتأكد أنَّ الطرف الآخر يحبُّكَ بنفس العمق، فعُمقُ حُبِّكَ اليوم هو عُمقُ جُرحكَ غدًا.
  • ليس كل شيء في القلب يقال، لذلك خلق الله التنهيدة، الدموع، النوم الطويل، الابتسامة الباردة، ورجف اليدين.
  • داعبي كل مساء رقمي واصدحي مثل عصافير الكروم كلمة منك، ولو كاذبة عمرت لي منزلا فوق النجوم.
  • إنَّ الحروف تموت حينَ تُقال.

أشعار نزار قباني

كان نزار ولم يزلْ أسطورة شعرية بكلِّ ما تعنيه كلمة أسطورة من معنى، علِقَتْ وغاصت قصائده عميقًا في ذاكرة الأدب العالمي وليس العربي فقط، وفي ذاكرة عشاقِهِ، وهذه بعض قصائد نزار قباني التي رفعته إلى سماء الشعر السابعة على براق الكلمات الأبيض: [٣].

  • يقول نزار قباني في القصيدة الدمشقية:

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ                 إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ

أنا الدمشقيُّ لو شرّحتمُ جسدي                  لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ

ولو فتحـتُم شراييني بمديتكـمْ                      سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا

زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا            وما لقلـبي -إذا أحببـتُ- جـرّاحُ

ألا تزال بخير دارُ فاطمةٍ                               فالنَّهدُ مستنفرٌ و الكحلُ صبّاحُ

إنَّ النبيذَ هنا نارٌ معطرةٌ                              فهلْ عيون نساء الشام أقداحُ

مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني                   وللمـآذنِ كالأشجارِ أرواحُ

للياسمـينِ حقـولٌ في منازلنـا                     وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ

طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا                      فكيفَ ننسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ

هذا مكانُ "أبي المعتزِّ" منتظرٌ                      ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ

هنا جذوري هنا قلبي هنا لغـتي                  فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟

كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها                  حتّى أغازلها والشعـرُ مفتـاحُ

أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذرًا                      فهل تسامحُ هيفاءٌ ووضّـاحُ؟

خمسونَ عامًا وأجزائي مبعثرةٌ                      فوقَ المحيطِ وما في الأفقِ مصباحُ

تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها                        وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ

أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي                  حتى يفتّـحَ نوّارٌ وقـدّاحُ

ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟                          أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟

والشعرُ ماذا سيبقى من أصالتهِ؟                   إذا تولاهُ نصَّـابٌ ومـدّاحُ؟

وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟                      وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟

حملتُ شعري على ظهري فأتعبَنِي               ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟

  • ويقول نزار قباني في قصيدة أخرى:

لا تسـألوني، ما اسمهُ حبيبي               أخشى عليكمْ ضوعةَ الطيوبِ

زقُّ العـبيرِ إنْ حـطّمتموهُ                        غـرقتُمُ بعاطـرٍ سـكيبِ

والله لو بُحـتُ بأيِّ حرفٍ                         تكدَّسَ الليـلكُ في الدروبِ

لا تبحثوا عنهُ هُـنا بصدري                      تركتُهُ يجـري مع الغـروبِ

ترونَهُ في ضـحكةِ السواقي                    في رفَّةِ الفـراشةِ اللعوبِ

في البحرِ، في تنفّسِ المراعي               وفي غـناءِ كلِّ عندليـبِ

في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي                   وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ

لا تسألوا عن ثغرهِ فهلا                         رأيتـمُ أناقةَ المغيـبِ

ومُـقلتاهُ شاطـئا نـقاءٍ                           وخصرهُ تهزهزُ القـضيبِ

محاسنٌ لا ضمّها كتابٌ                          ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ

وصدرهُ، ونحرهُ، كفاكمْ                           فلن أبـوحَ باسمهِ حبيبي

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا                        ما أطـيب اللقـيا بلا ميعادِ

عينان سوداوان في حجريهما                        تتوالـد الأبعاد مـن أبعـادِ

هل أنت إسبانية؟ ساءلتُها                            قالت: وفي غـرناطة ميلادي

غرناطة؟ وصحت قرون سبعةٌ                         في تينـك العينين، بعد رقادِ

وأمـية راياتـها مرفوعـةٌ                                  وجيادها موصـولة بجيـادِ

ما أغرب التاريخَ، كيف أعادني                        لحفيـدة سـمراء من أحفادي؟

وجه دمشـقي رأيت خـلالَهُ                           أجفان بلقيس وجيـد سعـادِ

ورأيت منـزلنا القديم وحجرةً                          كانـت بها أمي تمدُّ وسـادي

واليـاسمينة رصِّعـت بنجومها                          والبركـة الذهبيـة الإنشـادِ

ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينَها                     في شعـرك المنسابِ نهرَ سوادِ

في وجهك العربي، في الثَّغرِ الذِي                  ما زال مختـزنًـا شمـوسَ بلادي

في طيب "جنات العريف" ومائها                     في الفل، في الريحـان، في الكبادِ

سارت معي، والشعر يلهثُ خلفَها                   كسنابـلٍ تركـتْ بغيـرِ حصادِ

يتألَّـق القـرطُ الطـويل بجيدها                        مثـلَ الشموع بليلـة الميـلادِ

ومـشيتُ مثل الطفل خلف دليلتي                  وورائي التاريـخُ كـومَ رمـادِ

الزخـرفات، أكاد أسمع نبـضها                        والزركشات على السقوفِ تنادي

قالت: هنا "الحمراء" زهوُ جدودنِا                    فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي

أمجادها؟ ومسحت جرحًا نـازفًا                      ومسحتُ جرحًا ثانيـًا بفـؤادي

يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـتْ                      أن الـذين عـنتـهمُ أجـدادي

عانـقتُ فيهـا عنـدما ودعتُها                          رجلاً يسمـى "طـارق بن زيادِ"

المراجع[+]

  1. نزار قباني, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-12-2018، بتصرّف
  2. من هو نزار قباني؟, ، "www.arageek.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-12-2018، بتصرّف
  3. ديوان نزار قباني, ، "www.adab.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-12-2018، بتصرّف