سؤال وجواب

فضل-الصلاة-على-النبي


النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-

محمَّد بن عبد الله هو رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وخاتم الأنبياء والمرسلين وخير البشر أجمعين، هو محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، يصل نسبه إلى سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء -عليه الصلاة والسلام-، ولد في مكة المكرمة في 12 ربيع الأول الموافق 22 نيسان عام 571م، ولدَ بعد وفاة والده وتوفِّيت أمُّه وهو في السادسة فعاش عند جدِّه عبد المطلب وبعد وفاته تولَّى رعايته عمُّه أبو طالب، أرسلهُ الله تعالى بالهدى ودين الحقِّ فأخرجَ الناس من الظلمات إلى النُّور، وفي هذا المقال سيدورُ الحديث حول فضل الصلاة على النبي خاصَّة يوم الجمعة.

الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-

رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خيرُ البشر وخاتمُ الأنبياء والمرسلين، أرسلُه الله تعالى على فترةٍ من الرسلِ، فهدى به الناس للطريق القويم والسبيل الواضح بما جاءهم به، فكان -عليه الصلاة والسلام- أرفعُ الناس قدرًا وأعظمهم مكانةً في الدنيا والآخرة، لذلك افترضَ الله تعالى على عباده طاعة رسوله -عليه الصلاة والسلام- وتوقيره والقيام بحقوقه كاملةً، قال بعضُ العلماءِ: ومِن خواصِّه -صلَّى الله عليهِ وسلم- أنَّه ليسَ في القُرآن ولا غَيرِه صلاةٌ من الله على غَيره، فهي خصيصةٌ اختصَّه الله بهَا دونَ سائرِ الأنبياء. وقال تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [١]، وروى الإمام البخاري في صحيحه من حديثِ أبي العالية قال: "صلاةُ الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء"، وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: "يُصلُّون: يُبرِّكون" كما علَّقهُ البخاري. وقال ابنُ كثير -رحمه الله-: "المقصود من الآية أنَّ الله تعالى أخبرَ عباده بمنزلة عبدِه ونبيِّه عنده في الملأ الأعلى بأنَّه يُثني عليه عند الملائكة المقرَّبين، وأنَّ الملائكة تصلِّي عليه، ثمَّ أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمعَ الثناء عليه من أهل العالَمين العلويّ والسفليّ جميعًا" [٢].

فضل الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-

وردَ في فضل الصلاة على النبي الكثير من الأحاديث الشريفة التي تبيِّنُ ذلكَ الفضلَ وتحثُّ المسلمين على اغتنام هذا الفضل لتصلحَ به دنياهم وآخرتهم، فالصلاة على النبي قبل كل شيء هي امتثالٌ لأمر الله تعالى التي أمرنا بها في كتابه العزيز، قال تعالى: {إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [١].

ومن فضل الصلاة على النبي أنَّ الله تعالى يرفعُ درجاتِ العبد بفضلها ويحطُّ الله تعالى السيئاتِ ويغفرُ الذنوب عن المسلمين بفضلها كما وردَ في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "منْ صلَّى علَيَّ صلَاةً واحِدَةً صلَّى اللَّهُ عَلَيهِ عشْرَ صلَوَاتٍ، وحطَّ عَنهُ عَشرَ خطِيئَاتٍ" [٣]، ومن فضل الصلاة على النبي أنَّه يرجى بها إجابة الدعاء إذا خُتمَ بها، لأنَّ مكانةَ النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- أعظم مكانةٍ على الإطلاق عند الله تعالى، فقد قال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: "كلُّ دعَاءٍ محجُوبٌ حتَّى يصَلَّى علَى النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم-" [٤].

ومن فضل الصلاة على النبي أنَّها سببٌ لأنْ يكون العبدُ قريبًا منه -صلَّى الله عليه وسلم- يوم القيامة، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "أولى النَّاسِ بي يومَ القيامةِ أَكثرُهم عليَّ صلاةً" [٥]، وغير ذلك من الأحاديث التي تحثُّ على الصلاة على النبيِّ وتؤكدُ على فضل الصلاة على النبي -صلَّى الله عليه وسلم- [٦].

فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة

أمر الله تعالى عباده بالصلاة على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في جميعِ الأوقات، لكنْ هناك أوقات مخصصة يكون فيها مزيدٌ من فضل الصلاة على النبي -صلَّى الله عليه وسلم-، ومن الأوقات التي يكون فيها فضل الصلاة على النبي أعظم هو يوم الجمعة وليلتها وهو من أفضل الأوقات للصلاة على النبي؛ لأنَّ فضل يوم الجمعة كبير عند الله تعالى، ففي الحديث الذي وردَ في فضل يوم الجمعة عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ، يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعةِ" [٧].

وأمَّا في فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة فقد وردَ في الحديث عن أوس الثقفي أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ من أفضَلِ أيَّامِكم يَومَ الجُمعةِ فيه ِخلَق اللهُ آدمَ وفيه قُبِض وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثروا علَيَّ من الصَّلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ علَيَّ، قالوا: وكيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرَمتَ؟، فقال: إنَّ اللهَ -جلَّ وعلا- حرَّم على الأرضِ أنْ تأكُلَ أجسامَنا" [٨]، والله تعالى أعلم [٩].

المراجع[+]

  1. ^ أ ب {الأحزاب: الآية 56}
  2. الصلاة على النبي فضائلها وفوائدها, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-12-2018، بتصرف
  3. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 904، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
  4. الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2035، خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده
  5. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/295، خلاصة حكم المحدث: حسن
  6. فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-12-2018، بتصرف
  7. الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 854، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  8. الراوي: أوس بن أوس، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 910، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
  9. الصلاة على النبي ثوابها وأفضل أوقاتها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-12-2018، بتصرف