موضوع-تعبير-عن-وصف-فصل-الشتاء
وصف فصل الشتاء
مع انتهاءِ فصلِ الخريف الذي تتحوّل فيه أوراقُ الشجر إلى صفراء، ثمّ تتساقط ورقةً ورقة يأتي فصل الشتاء المليء بالخير والبركات، الذي ينثر البشائر متى ما حلّ، تُرتوي الأشجار بالماء النقيّ الصافي الهاطل من السماء، ترتوي وتُخزِّن أيضًا من الماء ما يكفيها لحين فصل الصيف، تستعدّ فيه الأزهار لتنمو وتُزهر وتتفتّح حين انتهاءه، فهو اليدُ الخفية لكل الجمال الذي نراه في فصل الربيع، فصل الشتاء! هو الفصل الذي ننتظره منذ بداية الصيف، ففيه تتجمع العائلات حول النار للاستدفاء، فتزيد أواصر الأخوّة والمحبّة بينهم، وتدفَأ نفسهم، وتلين قلوبهم، لكن هناك مُحبٌّ له وهناك كارهٌ له، فالبعض لا يحبونه لأنهم مُجبرون على المكوث في بيوتهم، والبعض الآخر لا يحبونه لأنّهم لا يستطيعون ارتداء ما يحلو لهم من ملابسَ وأثواب، وهناك أسبابٌ كثيرة أيضًا لكن يبقى فصل الشتاء مُجمِّع الشتات، فحريّ بنا وصف فصل الشتاء بكل معانيه التي تصلنا من خلاله.
ومع هطول الأمطار فصل الشتاء تبدأ الطيور بالهجرة إلى أماكن دافئة، وتبدأ الحيوانات بالاختباء فورًا، ويبدأ الناس بشراء كميات كبيرة من احتياجاتهم خوف أن يَضطرّوا إلى المكوث في بيوتهم فترة طويلة، فيؤمّنون أنفسهم بالطعام والشّراب والملابس ومستلزمات التدفئة التي يحتاجونها بكثرةٍ في فصل الشتاء، وبعض الناس أيضًا يستغلّون فصل الشتاء في القراءة، فهم مرغمون على البقاء في المنزل فيستفيدون من أوقاتهم في القراءة والمطالعة، وهذا شيء جميل يستغلّ به الإنسان وقته.
ولقد انبرت ألسن الناس في وصف فصل الشتاء! ففيه يأتي الزائر الأبيض، المُرحَّب به من جميع الناس خاصّة الأطفال، ما إن يرونه حتى يبدؤوا بالضحك والمرح ويستعدّوا ليخرجوا للعب فيه، فيلبسوا أثقلَ الثيابِ كي لا يبردوا، ويرتدو الأحذية الضخمة التي تحمي أرجلهم من البرودة القارسة، ويصنعون الرجلَ الثلجيّ الذي يحبّه كل الناس، فيكونون في قمة المتعة والفرح وهم يلعبون به ويأخذون الصور معه تخليدًا للذكرى.
ومع انهمار الأمطار في فصل الشتاء تبدأ الجهات المسؤولة في الدولة بتتبُّع أماكن تجمّع المياه فيحاولوا تصرفيها، ليحافظوا على سلامة المواطنين وسلامة مَركباتهم، فكوادرُ الدفاع المدنيّ تكون على أُهبة الاستعداد دائمًا في حال حصل مكروه أو ضرر لأي مواطن، فهم السواعد التي تحمي الوطن والمُواطن أيضًا، ليبقى الناس آمنين ومطمئنين في كل وقت حين.
لا نستطيع أن نكون منصفين في وصف فصل الشتاء فحياتنا تعتمد بشكل كامل على الأمطار التي تتساقط فيه، فتمتلئُ السدود بالمياه لتصل إلينا عبر القنوات الخاصة، تتجمّع المياه في السدود لكي تكفينا باقي أيام السنة حيث لا مياه نشربها ولا نروي بها محاصيلنا، فالحمد لله على نعمة فصل الشتاء وعلى نعمة الأمطار.