موضوع-تعبير-عن-التعاون-قصير
موضوع تعبير عن التعاون قصير
التعاون من أعظم ما يمكن تقديمُه للآخرين، فهو طريقة مُثلى لتقديم المساعدة للأشخاص وتخفيف العبء عنهم في مختلَف الأمور، كما أنّ التعاون من أهم ثمرات التفاعل الإنساني؛ لأنه الطريق نحو إنجاز الكثير من المَهمات في وقتٍ أقصر وجهدٍ أقل، فالتعاون يوزّع المسؤوليات على الأشخاص، ويُتيح تبادل الخبرات بينهم، ويُساهم في زيادة الإنتاجية والإسراع في العمل، لذلك يُعدّ من أهم الصفات الواجب توفرّها في الأشخاص الناجحين، لأنّ التعاون يعتمد على روح الفريق الواحد، ويدفع الشخص أن يضع خبراته وقوته وقدراته في متناول الآخرين كي يستفيدوا منها.
كي يكون التعاون مثمرًا، لا بدّ من توفّر عدّة أمورٍ مهمة فيه، أولها أن يكون تعاونًا في الخير والبر، وألّا يكون تعاونًا على الشرّ أو أذى الآخرين، وهذا ما أمر به الله تعالى، كما يجب أن يكون بنية خالصة لله تعالى، وليس لأجل كسب المديح من الآخرين، ومن المفترض أن يكون تعاونًا في المجالات التي تقدّم النفع للناس، فالتعاون المثمر مثل الشجرة المباركة التي تُعطي ثمارها وظلّها في منفعة الناس، ممّا يُسهم في نشر الخير والطاقة الإيجابية، وتعزيز التفاهم ونشر المحبة بين الناس.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ} [١]، وهذا يؤكد على أهمية التعاون ووجوبه، بشرط أن يكون في التقوى وليس في العدوان، وهذا يكون طريقًا لكسب الحسنات من الله تعالى، وتأكيدًا على أهميته أيضًا، أن الرسول -عليه السلام- أمر المؤمنين أن يكونوا مثل البنيان المرصوص الذي يشدّ بعضه بعضًا، مما يُساهم في ازدهار وتطوّر المجتمع، وزيادة القرب والتآلف بين الأشحاء، ورفع مستوى الوعي والتفاعل، كما يمنح الشعور بالراحة والطمأنينة، ويُعزز تقبّل الآخر، وينبذ التعصب والأنانية، لأن الشخص المتعاون يتخلص من أنانيته عندما يُعطي الآخرين ثمار تعبه بطيب نفس، ويشعر بأنّه جزءٌ من مجتمعه، ويتحمل مسؤوليته تجاهه.
يمكن أن توجد الكثير من العقبات التي تمنع تعاون الأفراد فيما بينهم مثل: جهل الشخص بأهمية التعاون وعدم تقبله له، وتفاقم النزاعات والخلافات بين الأفراد، وعدم قدرتهم على التأقلم والتفاهم مع بعضهم البعض، وشعور الشخص بالتعالي على الآخرين وأنّه يفوقهم درجة، ممّا يمنعه من التعاون معهم أو مشاركتهم في فعل أي شيء، لذلك لا بدّ من محاربة هذه الأسباب، والحرص على غرس حب التشارك والتعاون في نفوس أبناء المجتمع، كي ينالوا ثماره وينعموا بخيره، ويستنشقوا عطره الثمين.المراجع[+]
- ↑ {المائدة: آية 2}