أحاديث-قدسية-عن-الرزق
محتويات
أبواب الرزق في الإسلام
تكثر أبواب الرزق في الحياة الحاضرة وتتزايد باستمرار، ومع التطور الحضاري الكبير الذي حصل، تزايدت فرص العمل بشكل كبير، ولكنَّ هذه الفرص لن تكون أبواب رزق مشروعة في الإسلام حتّى تخضع لأوامر الله وتجتنب نواهيه، فأبواب الرزق في الإسلام هي الأعمال التي يتّقي صاحبها الله فيها، وهي كثيرة ومباركة، كالزراعة والتجارة فيما يرضي الله سبحانه وتعالى وغير ذلك مما يعمل به الإنسان ويتحرّى الأمانة والصدق والإتقان وما شابه ذلك، وهذا المقال مخصَّصٌ للحديث عن أسباب سعة الرزق وسيتم ذكر أحاديث قدسية عن الرزق وتفسير حديث نبوي عن الرزق أيضًا.
أسباب سعة الرزق
تتنوّع أسباب سعة الرزق في الإسلام، وقد ذكر الله تعالى في كثير من الآيات القرآنية أسبابًا رئيسة لسعة الرزق التي يكرم الله -عزَّ وجلَّ- بها عباده المؤمنين، ومن هذه الاسباب:
- الاستغفار الدائم: وهو أن يعوّد الإنسان المسلم لسانه على الاستغفار الدائم، وهذا لقوله تعالى في محكم التنزيل: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [١].
- التقوى: وهي أن يتّقي الإنسان ربَّه في كلِّ ظروف حياتِهِ، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [٢].
- صلة الرحم: وهي من أسباب جلب الرزق في الإسلام، فقد ورد في السنّة النبوية أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: "مَن سرَّه أن يُبسط له في رزقه، أو يُنسأ لهُ في أثره، فليَصِلْ رَحِمَه" [٣].
- الإنفاق: وهو واحد من أكبر أسباب سعة الرزق في الإسلام، فقد وردَ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- قال: "ما من يومٍ يصبحُ العبادُ فيه، إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما: اللهم أعطِ مُنفقًا خلفًا، ويقول الآخرُ: اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا". [٤][٥]
أحاديث قدسية عن الرزق
إنَّ الحديث القدسي هو كلُّ حديث جاء معناه من الله تعالى ولفظه من سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد وردَت في السنة النبوية أحاديث قدسية عن الرزق جاءت بلفظ رسول الله ومعناه من الله تعالى، ومن هذه الأحاديث:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا ابنَ آدمَ تفرَّغ لعبادَتي أملأُ صدرَكَ غنًى وأسُدَّ فقرَكَ وإلَّا تفعلْ ملأتُ صدرَكَ شُغلًا ولَم أسُدَّ فقرَكَ" [٦]
- وإنَّ من الجدير بالذكر المرور على حديث قدسي مشهور بين الناس، وهو من الأحاديث التي تُنسب إلى الرسول على أنَّه حديث قدسي، وهو -كما وردَ عن العلماء- كلام منقول عن بعض كتب بني اسرائيل، فلم يرد في السنة النبوية أي دليل على أنَّ هذا الحديث جاء عن النَّبيِّ ضعيفًا أو منكرًا أو غير ذلك، والحديث هو: "يا اِبنَ آدمَ خَلَقتُكَ لِلعِبَادةَ فَلا تَلعَب، وَقسَمتُ لَكَ رِزقُكَ فَلا تَتعَب، فَإِن رَضِيتَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ أَرَحتَ قَلبَكَ وَبَدنَكَ، وكُنتَ عِندِي مَحمُودًا، وإِن لَم تَرضَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيكَ الدُنيَا تَركُضُ فِيهَا رَكضَ الوُحوش فِي البَريَّةَ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ فِيهَا إِلا مَا قَسَمتُهُ لَكَ، وَكُنتَ عِندِي مَذمُومَا"، والله تعالى أعلم. [٧]
تفسير حديث نبوي عن الرزق
بعد ما وردَ من ذكر أحاديث قدسية عن الرزق فإنَّه لا بدَّ من المرور على أحد الأحاديث النبوية التي تحدّث فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الرزق، ومما وردَ -عليه الصّلاة والسَّلام-، فيما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَن سرَّه أن يُبسط له في رزقه، أو يُنسأ لهُ في أثره، فليَصِلْ رَحِمَه" [٣]، وفيما يلي تفسير لهذا الحديث الشريف وتبيين لمناسبه وتحليل له.
مناسبة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن فضل الرزق
يعتبر هذا الحديث الشريف قاعدة وتشريع إلهي يبيّن رسول الله فيه للصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- ويوضّح للمسلمين جميعًا حتّى قيام الساعة سببًا من أسباب سعة الرزق في الحياة، ويشيد ويحثُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- على صلة الرحم ويعطيها اهتمامًا كبيرًا رغبةً منه بدفع المسلمين إلى الالتزام بصلة الرحم وتجنُّبِ القطيعة التي تولِّدُ الحقد والكراهية والبغضاء.
تفسير حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن فضل الرزق
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: "مَن سرَّه أن يُبسط له في رزقه، أو يُنسأ لهُ في أثره، فليَصِلْ رَحِمَه". إنَّ شرح أيّ حديث شريف يفرض الوقوف على الألفاظ الغريبة في الحديث، وفي هذا الحديث وردَنْ كلمة ينسأ: أي يؤخر، وكلمة أثر: أي الأجل أو الموت، وفي الحديث السابق دعوة إسلامية صريحة لصلة الرحم التي توجب زيادة الرزق وتوسيعه، وهذا الحديث يفتح أمام جميع المسلمين بابًا من الأبواب التي توجب توفيق الله -سبحانه وتعالى- ورزقه وكرمه الكبيرين، فيقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: من أحب أن يوسّعَ الله له في رزقه ومالهِ ويزيده الله من فضله، ومن أحب أن يؤخّر في أجله فعليه أن يصل رحمه ويزور أقرباءه تجنّبًا لتفشي الحقد والكراهية الناتجين عن القطيعة، والله تعالى أعلم. [٨]المراجع[+]
- ↑ {هود: الآية 52}
- ↑ {الطلاق: الآية 2-3}
- ^ أ ب الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2067، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1442، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ أبواب الرزق, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-12-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 16/284، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ الحديث القدسي المشهور (خلقتك للعبادة فلا تلعب), ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-12-2018، بتصرّف
- ↑ شرح النووي على مسلم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-12-2018، بتصرّف