شعر-عن-الصديق-الحقيقي
الصديق الحقيقي
يسعى الإنسان في حياته إلى بذل الخير والعطاء فرحًا بما يكون لعطائه من أثرٍ على الآخرين من حوله، ويسعى جاهدًا إلى كسب الأصدقاء الحقيقيين الذين يتركون أثرًا طيِّبًا فيمن حولهم سواء كان ذلك من خلال المعاملة أو تقديم النُّصح أو الوقوف إلى جانبهم في المُشكلات والملمَّات، والصَّديق الحقيقي هو الجوهرة الصَّافية التي يُحاول الإنسان أن يُخبئها في أغلى الأماكن على قلبه خوفًا من الفراق والفقدان، وبما أنَّ الشَّاعر هو الإنسان الأكثر شعورًا تجاه تلك القضايا الحسَّاسة كان هو من أوَّل النَّاس الذين يُقدمون على كتابة كُليمات تصف الصداقة العميقة والصديق الحقيقي؛ ولذلك كان لا بدَّ من ذكر شعر عن الصديق الحقيقي وسيكون ذلك فيما يأتي.[١]
شعر عن الصديق الحقيقي
الصَّداقة هي عالمٌ من الجمال إذ لا يُمكن أن تختصر ما فيه من العاطفة والمشاعر والحب والوفاء والتآلف، بل لا يُمكن لحروف الأرض مجتمعةً أن تجمع عبارات تتحدَّث عن الصَّداقة وتُعطيها أدنى حقٍّ من حقوقها، الصَّديق هو تلك الزهرة البريَّة العطرة التي إن عجزت عن تقديم المساعدة فإنَّها لا تعجز عن نفح الطِّيب والرِّيح الجميلة، والشعر هو حاضن الجمال؛ لذلك فإنَّه لا بدَّ من اختصاص مقالٍ يتحدّث عن شعر عن الصديق الحقيقي، وسيكون ذلك فيما يأتي:
- قصيدة للشاعر مسعد محمد زياد بعنوان إلى صديق:[٢]
يا أيُّها الصَّحبُ الكرامُ تحيَّــةً
- أزجي بها في الأمسيات العاطرهْ
اللَّيل يهمسُ باللِّقـــاءِ مُرحِّبا
- والغصنُ يرقصُ كالفتاةِ الماهره
وصبا النَّسيم معَ النجومِ ملامسًا
- ومدغدغًا هذي الوجوهَ النَّاضره
وتدحرَجت حُبَبُ النـدى ريَّانة
- تروي حكايا من سنينٍ عابـره
ويحفـُّنا نور الإله وفضلـه
- ويظلُّنا مَـلكُ السماءِ العامره
جئــنا نهنِّئ فارسًا مترجًّلا
- لا أن نودِّعَ ذكرياتٍ غابـره
وأرى الوفاءَ .. مع المحبَّة أقسما
- أن يفرحَ الخِلَّان .. بابن الزَّاهره
لا تعجبوا إن قلتُ طلقني الخيال
- وعشت فردًا .. في حياةٍ قاهره
واليومَ ملهمةُ القَصيـد تصـدُّني
- وتشيحُ عنّي في اللَّيالي الدَّاجره
لكنَّني أشتاقُ للكلمِ الجميــلِ
- وهاجَ في الأعماقِ طيفُ الخاطِره
لحظات أُنسٍ حــرَّكت في داخلي
- ذكرى سنينٍ .. كالثَّواني العابره
هي في شغاف القلبِ وجدٌ محرق
- مخبوءةٌ تحت القديمِ وحاضره
وأرى الكرى عن جفنِ عينيَ ينضوي
- لِيَشعَ في الأحشاءِ صحوة مائره
هي صحوةُ الآتي يحـــنُّ لغابر
- من فيضهِ تُشفى النُّفوس الحائره
هي صحوة البذلِ الجزيلِ وعـزَّة
- للمجـدِ ملهمة الشبـابِ القادره
هي صحوةُ العلمِ الرَّفيع.. بنورِه
- تزهو العقولُ النَّيرات الزَّاهـره
وأرى أُصيحابي الكـرامُ تَعاهدوا
- أن يُشعلوا دربَ الدَّياجي الغَادره
يسمو بهم شرفُ الكفاحِ ويزدهي
- من نورهِ أملُ الشَّبـاب الصَّابره
أمـل يلــوحُ لأمَّةٍ مهمــومةٍ
- تشكو بنيها .. من حياةٍ صاغره
يا أمتي . . آهٍ لأمّـة عــــزّنا
- مهد الأولى صنعوا المعالي الفاخره
ها نحنُ نحفلُ بالكريمِ وصحبــه
- أعطى وأجزلَ .. للعلوم النادره
جئنا نهنِّئ جهبذًا .. متوشحًــا
- بعباءة العلـم الرفيع النائـره
جئنا نكـرِّم فارسًا أوفى العطـا
- وبحارهُ بالعلــمِ .. فيضٌ زاخره
فيـضٌ من الخلق الرَّفيع وعلمُـهُ
- وسع البلاد .. بكل فضل جاهره
قد كنت دومًا حين يجمعُنا النَّدى
- خلًّا وفيًّا .. والجوانحُ شاكـره
واليـوم أشعرُ فى قرارةِ خاطري
- أنَّ الذي قد كانَ .. أصبح نادره
لا تحسبوا أنَّ الصداقة لقْيـَــة
- بـين الأحـبَّة أو ولائمُ عامره
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
- كالقلبِ للرِّئتين .. ينبضُ هادره
استلهـم الإيمـانَ من عتبَاتها
- ويظلني كـرم الإله ونائــره
يا أيُّها الخــلُّ الوفيُّ .. تلطفًـا
- قد كانتِ الألفاظُ عنك .. لقاصره
وكبا جوادُ الشِّعر يخذل همتــي
- ولربَّما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ
عتبي على صحبي الكرام فإنَّهـم
- تركوا كريمًا للظروف الجائـره
- قصيدة محمود سامي البارودي ليس الصديق:[٣]
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
- بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُ
إِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ
- أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُ
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ
- وَلا تُغِبُّكَ مِنْ خَيْرٍ فَوَاضِلُهُ
لا كَالَّذِي يَدَّعِي وُدًّا وَبَاطِنُهُ
- بِجَمْرِ أَحْقَادِهِ تَغْلِي مَرَاجِلُهُ
يَذُمُّ فِعْلَ أَخِيهِ مُظْهِرًا أَسَفًا
- لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
وَذَاكَ مِنْهُ عِدَاءٌ فِي مُجَامَلَةٍ
- فَاحْذَرْهُ وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ
- قصيدة إيليا أبو ماضي بعنوان إلى صديق:[٤]
ما عزَّ من لم يصحب الخذما
- فاحطم دواتَك واكسِرِ القَلما
وارحم صباكَ الغضَّ إنَّهم
- لا يحملُون وتحملُ الألما
كم ذا تُنَادِيهم وقد هجَعوا
- أحسبتَ أنَّك تسمعُ الرَّمما
ما قامَ في آذانِهِم صمم
- وكأنَّ في آذانِهِم صَمما
القومُ حاجَتهم إلى هممٍ
- أو أنت مّمن يخلِق الهمما؟
تاللّه لو كنت "ابن ساعدةٍ"
- أدبًا وحاتم طيء كرما
وبذذتَ "جالينوس" حكمتَه
- والعلم "رسططا ليس" والشّيما
وسبقت "كولمبوس" مكتشفًا
- وشأوت "آديسون معتزما
فسلبتَ هذا البحر لؤلؤه
- وحبوتهم إيّاه منتظما
وكشفت أسرارَ الوجود لهم
- وجعلت كلّ مبعّد أمما
ما كنت فيهم غير متّهمٍ
- إنِّي وجدتُّ الحرَّ متَّهما
- قصيدة ابن الرومي بعنوان حبذا حشمة الصديق:[٥]
حبَّذا حِشمة الصديق إذا ما
- حَجَزتْ بينه وبين العقوقِ
حين لا حبَّذا انبساطٌ يؤدّي
- هـ إلى بخسِ واجباتِ الحقوقِ
وُكِّلتْ حاجتي إليك فأضحت
- وهي مني بموضع العَيوقِ
وجعلت الصديق أولى بأن يل
- غى ويرضى بخلَّبات البروقِ
أحمدُ اللَّه ما وردتُ من الإِخ
- وان غير المُكدِّر المطروق
وإلى اللَّه أشتكي أن ودِّي
- ليس ممن ودِدتُ بالمرزوق
مِقتي غيرَ وامقٍ تقرعُ القل
- ب فطوبى لوامقٍ موموق
كم ترى لي ذخيرةً عند خِلٍّ
- سقطت من جِرابه المخروق
أيها المعشرُ الهداة إلى الرُش
- دِ أبينوا لنا بيان الصَّدوق
أين مَنْجاتُنا إذا ما لقينا
- من مُسيغ الشجا شجا في الحلوق
عبارات عن الصديق الحقيقي
يقولون قديمًا الصَّديق وقت الضيق، ولعلَّ هذه العبارة هي من أكثر العبارات التي قيَّضت علاقة الصديقين بين بعضهما بضيقٍ وهمٍّ وحزن، بل قد يكاد الرَّجل في بعض الأحيان لا يجد في نفسه مُتسعًا للفرح مالم يكن صديقه بين يديه يؤانس وحدته ويتجاذب معه أطراف الحب والشغف؛ لذلك كان موضوع الصَّداقة من أهم المواضيع التي كُتِب عنها في الكتب والصّحف والمجلات والشعارات، وبعد أن تمَّ ذكر شعر عن الصديق الحقيقي لا بد من ذكر بعض العبارات عن الصديق الحقيقي فيما يأتي:[٦]
- "بعض الأصدقاء نفوس راقية وأنيقة يجعلونك تكتفي بهم عن مئات الأصدقاء."
- "الصديق أحد الأشياء التي تسمَّى لذة الحياة."
- "الصديق هو مَن تخبره عن حالك الحقيقي وليس الحال الذي دائمًا بخير."
- "الصديق هو حديث الروح، هو المرجع في الكثير من الأمور."
- "الصديق هو الرفيق الأطول روحًا بعد الأم في رحلة الحياة الطويلة."
- "الصديق الوفي ربما يغيب، لكنه لا يتغير أبدًا."
- "الصديق الحقيقي هو مَن يكون إلى جانبك عندما يرحل العالم كله عنك."
- "الصديق هو الذي يحافظ على العهد والوعد الذي بينكما عندما تختلفان."
- "عظيمة الصحبة التي تكون على مبدأ: صاحبي ليس بخير كيف لي أن أضحك وهو حزين."
- "الصديق هو مَن تستطيع التحدث معه في جميع الأوقات."
- "الصديق هو الذي يدعو لي غيبًا ويتمنى لي الخير دومًا."
- "الصديق الذي يشد على يدك حينما يفلتها الجميع، شدَّ عليه بقلبك."
- "الصديق الحقيقي هو الذي ينصحك إذا رأى عيبك، ويشجعك إذا رأى منك الخير، ويعينك على العمل الصالح."
المراجع[+]
- ↑ "تعرفوا إلى مواصفات الصديق الحقيقي"، www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "عنوان القصيدة : إلى صديق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-03-2020.
- ↑ " ليس الصديق الذي تعلو مناسبه"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-03-2020.
- ↑ "الى الصديق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-03-2020.
- ↑ "حبذا جشمة الصديق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-04-2020.
- ↑ "عبارات عن الصداقة الحقيقية"، www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-03-2020.