تعبير-عن-الفقراء-والمساكين
تعبير عن الفقراء والمساكين
تعدّ فئة الفقراء والمساكين من الفئات المظلومة في معظم المجتمعات الإنسانية، حيث يكون لهذه الفئة من الناس قدرة أقل على توفير سبل الحياة الكريمة بسبب ما يعانيه أفرادها من العوز المادي أو محدودية الدخل إلى درجة عدم قدرتهم في بعض الأحيان على توفير الحدّ الأدنى من المتطلبات الأساسية في هذه الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، وهذا ما يشكل خطرًا على الفقراء والمساكين؛ لأنّ ذلك قد يهدد أسباب بقائهم في هذه الحياة، ومن الأمثلة على ذلك ما يحدث في العديد من دول العالم، حيث يموت عدد لا بأس به سنويًا بسبب العوز المادي وعلى القدرة على الإنفاق على الغذاء أو العلاج.
ومن أهم الأسباب التي تزيد أعداد الفقراء والمساكين في المجتمعات مشكلة البطالة التي من خلالها لا يجد الأفراد القادرون على العمل فرصة مناسبة يحصلون فيها على الدخل، ما يسبب لهم العوز المادي خاصة في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي تعيشها معظم دول العالم، بالإضافة إلى تدني مستوى دخل الفرد إذا ما تم مقارنة الدخل الشهري الذي يتحصل عليه مع مقدار ما يتم إنفاقه شهريًا، فضلًا عن الارتفاع الكبير في سعر الغذاء والدواء والخدمات التي يحتاجها الإنسان بشكل يومي، ما يجعل مفهوم الفقر يطلق على بعض الأفراد الذي يملكون دخلاً متوسطًا ودون المتوسط، فهؤلاء تراجعت قدرتهم الشرائية بشكل ملحوظ إلى درجة عدم مقدرتهم على شراء بعض الأساسيات مقارنة بما كان عليه الحال في السابق.
ويؤثر وجود الفقراء والمساكين على أمن المجتمعات من خلال ارتفاع معدلات الجريمة، فحين يصل الفرد إلى مرحلة مزرية من العوز فإنه سيلجأ إلى السطو على الناس وتهديد أمنهم، وقطع الطريق عليهم، وقد أدى الفقر في بعض الدول إلى تشكيل عصابات منظمة للسرقة وممارسة الجريمة، وهذا ما يؤدي إلى فجوة هائلة بين أفراد المجتمعات الإنسانية، فتقل اللُّحمة بين أفراد المجتمع ويخاف الإنسان من أخيه الإنسان بسبب حالة القلق التي يعيشها الفرد في المجتمعات التي ترتفع فيها معدلات الجريمة.
وقد اهتم الإسلام بفئة الفقراء والمساكين وأولاهم عناية خاصة، من خلال الحث على الإنفاق في سبيل الله والبحث بعناية عن أفراد المجتمع الذين يعيشون كربة العوز والحاجة، بالإضافة إلى أن الإسلام جعل الفقراء والمساكين من أهم مصارف الزكاة، حيث يُعطون من بيت مال المسلمين، وهذا يجعل المجتمع الإسلامي يعيش حالة من الاتزان والاستقرار الاجتماعي، فلا يستحقر الغني الفقير، ولا يمد الفقير عينيه إلى أموال الأغنياء، وعلى الحكومات أن تبذل جهودًا حثيثة من أجل مكافحة ظاهرة الفقر حتى يقل أعداد الفقراء والمساكين في المجتمع من خلال مواجهة المشكلات الاقتصادية والبحث في عن حلول جذرية لها، وتوفير فرص عمل للقادرين على العمل، ورفع مستوى الخدمات الصحية، واستغلال الموارد التي تحتوي عليها أراضي الدولة بالشكل الأمثل من أجل تحسين مستوى معيشة الفرد ورفع الحد الأدنى لأجور المواطنين ليكونوا أكثر قدرة على الإنفاق وسداد التزاماتهم.