سؤال وجواب

مقال-اجتماعي-عن-الفقر


الفقر

الفقر هو عدم قدرة الفرد على توفير الحدّ الأدنى من مستوى المعيشة أو الخدمات الأساسيّة التي يحتاجها، ويُعدُّ الفقر من المشكلات الاجتماعيّة التي تعاني منها مُختلف المجتمعات، بما فيها بعض الدول المُتقدّمة، وينجم غالبًا عن عدم توفّر مصدر دخلٍ للأفراد، أو عدم كفاية هذا الدّخل لتغطية النفقات المعيشيّة، ولا يرتبط فقط بالحالة الاقتصاديّة المتمثّلة بقلة الدّخل والعوز فقط، بل ترافقه المشكلات الاجتماعيّة الأُخرى، مثل: التفكّك الأُسريّ، والإصابة بالأمراض النفسيّة وأبرزها الاكتئاب.

وتعود أسباب ظاهرة الفقر في معظم المجتمعات إلى عدة عوامل، من أبرزها: البُعد عن القيم الروحيّة، ممّا أدّى إلى غياب التراحم والتكافل بين الناس، وأنّ مبادىء الدّين بالمقابل أخذت تتلاشى بين الأفراد، فالقيم الروحية تتعارض على الدوام مع المصالح البشريّة النابعة من الأنانية المحضة؛ فلم  يعد أبناء المجتمع متراحمين، يشعرون بما يحلّ في أقاربهم وأبناء جلدتهم، ويصبح همّ الإنسان تأمين حاجاته دون النظر إلى غيره.

وفي هذا المقال الاجتماعي عن الفقر، نلاحظ انتشار النمط الاستهلاكيّ السيّء بين أفراد المجتمع؛ حيث نرى أبناء المجتمع يتهافتون على اقتناء الأساسيّات الضرورية وغير الضرورية، وهذا أدّى إلى لجوء المواطنين إلى الاقتراض من المؤسسات الماليّة لتأمين هذه المتطلبات، وبالتالي تَرَتَّب عليهم ديونٌ أثقلت كواهلهم، الحروب والنّزاعات التي حلّت في بعض الدول، ولجَأَ الكثير من المواطنين إلى مناطق أخرى، فاللاجئ قد ترك وراءه في وطنه كل شيء، مما جعله فقيراً يمد يده لنيل المساعدات ممن يتعطَّفون عليه.

ونجد أنّ الفقر من الظواهر التي تزداد في المجتمعات الريفيّة أكثر من المدن؛ وذلك لأن الأرياف غالبًا ما تكون بعيدة عن مواطن تمركز الأموال، وغياب للطبقة العلياء من المجتمع،ومن مظاهر الفقرفي هذه المجتمعات: انتشار الأميّة ونقص التعليم في هذه المجتمعات، فأبناء المجتمع يذهبون إلى مدارس تقلّ كفاءتها عن مَثيلاتها في المدن، كما أنّ الطلاب قد يتركون المدارس؛ لمساعدة الأهل في تأمين احتياجاتهم.

وفي هذا المقال عن الفقر نتبين نقص الخدمات الصحيّة في الأرياف، فالقرى تنقص فيها الخدمات الصحيّة  عن مثيلاتها في المدن وتنتشر الأمراض فيها؛ لبُعدها عن المدن الكبيرة، وأحيانًا تكون الأمراض فتاكة تحصد أرواح الكثيرين، كماتبرز  ظاهرة الآنتحار بين الأفراد، وكثرة النزاعات بين المواطنين لأتفه الأسباب، كما يؤدي إلى انتشار ظاهرة التسول والسرقة.

ومن المسائل التي تحدّ من هذه المشكلة هي التّكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، واستلهام القيم الروحيّة والدينيّة، وتقديم الأغنياء ما يترتّبُ عليهم عن طريق الزكاة والهِبات، كذلك زيادة اهتمام الحكومات بالأرياف وعمل المشاريع، وتوظيف الشباب العاطلين عن العمل، وإقامة المشاريع التي تهدف إلى زيادة دخل الأسرة، ومشاركة أفراد الأسرة في هذه المشاريع، وتقديم القروض الميسِّرة لإتمام هذه المشاريع.