سؤال وجواب

لمن-تعطى-زكاة-الفطر


زكاة الفطر

تُعدُّ زكاة الفطر واحدةً من أشكال الزكاة الواجبة على المسلمين، ويُطلق عليها زكاة الأبدان كونها تجب عن كل فردٍ مسلمٍ أي أنها عن النفس والبدن بعد انقضاء أيام صيام شهر رمضان بعكس أنواع الزكاة الأخرى والتي تجب على الأموال القابلة للنماء والزيادة كالمال النقدي وبهيمة الأنعام والزروع والنقدين، وقد أجمع علماء المسلمين على وجوبها استنادًا إلى قول ابن عباس عن رسول الله: "فرضَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ" [١]، وهذا المقال يسلّطُ الضوء على لمن تعطى زكاة الفطر.

وقت زكاة الفطر ومقدارها

فرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر على المسلمين بأمرٍ من الله -سبحانه وتعالى- فهو لا ينطق عن الهوى في نهاية شهر رمضان، وقد اختلفَ علماء المسلمين في توقيت إخراج زكاة الفطر فعند الحنابلة والمالكية يبدأ وقتها من قبل العيد بيوميْن أو ثلاثة أيامٍ إلى صلاة العيد وهو أرجح الأقوال، أما عند الحنفية والشافعية فيبدأ وقتها من بداية شهر رمضان.

وتجبُ زكاة الفطر على كل مسلمٍ ذكرٍ وأنثى صغيرًا كان أم كبيرًا، وتجب على الجنين في رحم أمه، وعلى من أسلم قبل غروب الشمس من ليلة العيد، وكذلك من تُوفّي بعد غروب الشمس ليلة عيد الفطر حيث يُلزم بها ورثته، ومقدار زكاة الفطر الواجبة على كلّ واحدٍ من المسلمين صاعٌ نبويٌّ من قوت أهل البلد -الأرز والقمح والشعير والتمر أو ما سواها من الطعام الشائع في أي بلدٍ-، والصاع النبويّ عبارة عن أربع حفناتٍ من الطعام الشائع ملء الكفيْن المعتدلتيْن ويساوي تقريبًا 2.5 كيلوجرام: "كنا نخرج إذ كان فينا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفطرِ عن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ حرٍّ أو مملوكٍ صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من أَقِطٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، أو صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من زبيبٍ" [٢]، وقد أجاز علماء المسلمين إخراج زكاة الفطر مالًا نقديًّا يعادل ثمن صاع الطعام الشائع في البلد. [٣][٤][٥]

لمن تعطى زكاة الفطر

من الضروريّ على كلّ مسلمٍ أنهى صيام شهر رمضان أن يعرف لمن تعطى زكاة الفطر الخاصة به وبمن يعول من أفراد أسرته فعند معرفة المسلم لمن تعطى زكاة الفطر وكيفية توزيعها يتحقق الغاية السامية والتي من أجلها فُرضت زكاة الفطر ألا وهي تطهير صوم المسلم ممّا لحق به خلال شهر رمضان من اللغو والرفث والآثام القولية والفعلية وبها تتحقق واحدةٌ من مظاهر التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم إذ يتشارك الفقراء مع الأغنياء في فرحة العيد دون الانشغال بقلة ذات اليد.

وقد أرشد جمهور العلماء لمن تعطى زكاة الفطر وهم أصناف الزكاة الثمانية الذين ذكروا في سورة التوبة قال تعالى:{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[٦]، وهناك من خصّص إعطاء زكاة الفطر لفقراء المسلمين سواءً كانوا في بلد مخرجها أم خارج بلده وهو رأي المالكيّة وابن تيمية، ولا يُعطى الكافر من زكاة الفطر كما لا يجوز وضعها في المشاريع الخيرية كبناء المدارس والمساجد وما شابه. [٧][٨]

المراجع[+]

  1. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: ابن الملقن، المصدر: شرح البخاري لابن الملقن، الصفحة أو الرقم: 10/63، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 985، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  3. مقدار زكاة الفطر،,  "www.aliftaa.jo"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018، بتصرف
  4. مقدار زكاة الفطر،,  "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018، بتصرف
  5. أخرج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018، بتصرف
  6. {التوبة: الآية 60}
  7. زكاة الفطر،,  "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-12-2018، بتصرف
  8. لمن تعطى زكاة الفطر،,  "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-12-2018، بتصرف