سؤال وجواب

حديث-عن-الأم


الأم

هي الّلبنة الأولى في بناء البشرية، والأم هي نبع الحنان وأساس قيام الأسر وهي الساهرة التي تعشق التعب في سبيل نجاح أولادها وعائلتها، وهي معجزة بشرية حقيقية أهداها الله تعالى إلى البشرية جمعاء، لأنها أسطورية البذل والعطاء والمنح، فهي التي تحمل وتلد وتربي وتُعطي وتُرضع وتسهر على راحة عائلتها وأولادها وزوجها؛ لذلك منحها الإسلام مكانة راقية جدًّا وأمر ببرِّها والإحسان إليها، وفي هذا المقال ذكرُ حديث عن الأم بالإضافة إلى تفسير حديث عن الأم أيضًا.

حديث عن الأم

بعدَ تعريف الأم، سيكون الحديث عن الأم في السنة النبوية الشريفة، وقد وردَ في سنة رسول اللهِ -صلّى الله عليه وسلَّم- الكثير من الأحاديث التي تتحدّث عن مكانة الأم وفضلها في الإسلام، وممّا جاء منها الآتي:

  • وردَ فيما رواه الغيرة بن شعبة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ اللَّهَ حرَّمَ عليكم عقوقَ الأمَّهاتِ، ومنعًا وَهاتِ، ووأدَ البناتِ، وَكرِه لَكم: قيلَ وقالَ، وَكثرةَ السُّؤالِ، وإضاعةَ المالِ" [١]، وفي هذا الحديث بيان واضح على تحريم عقوق الإمهات وضرورة الإحسان إليهنَّ وبرهنَّ [٢].
  • جاء أيضًا في الحديث أنَّ معاوية بن جاهمة السلمي جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- فقال له: "يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ! أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم، قالَ: ارجَع فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ! إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ، أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ، قالَ: وَيحَكَ! أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلتُ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: فارجِع إليْها فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ! إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ! أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ويحَكَ! الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ" [٣]، والله أعلم [٤].

تفسير حديث عن الأم

بعد الأحاديث الواردة سابقًا، فإنَّه سيتم المرور على حديث آخر وشرحه وتفصيله تفصيلًا، وفي الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: "جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك" [٥]

مناسبة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الأم

في هذا الحديث مشهد من مشاهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- التعليمية المباركة، ومناسبته هو سؤال هذا الرجل الذي يتحدّث عنه الراوي أبو هريرة في بداية الحديث الشريف، حيث جاء رجل إلى رسول الله فسأله هذه الأسئلة فأجابه أجوبة إسلامية تربوية منه وهو المعلّم الأول والقدوة الحسنة -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولهذا كان الحديث منهاجًا وسبيلًا من السُبل التي بيّنها وأوضحها رسول الله لصحابته الكرام أولًا وللناس أجمعين.

تفسير حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الأم

إنَّ الأم هي خير الناس بالبرِّ والإحسان فهي أساس التضحية والنقاء والحنان والحب، وفي الحديث يروي أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رجلًا سأل نبيَّ الرحمة -عليه الصَّلاة والسَّلام- فقال له: من أولى الناس بحسن الصحبة يا رسول الله؟، فأجابه نبي الله: أمّك، وكرَّر الرجل السؤال مرتين فأجابه ذات الجواب تأكيدًا على أهمية البرِّ والإحسان للأم خصوصًا وللوالدين بشكل عام، فأوصاه رسول الله بأمه ثلاث مرات قبل أن يوصيه بأبيه مرة واحدة وما ذلك إلَّا لكثرة فضلها وتعبها في سبيل تربية الأولاد ومتاعبها التي قاستها في سبيل الحمل والولادة والتربية والله تعالى أعلم. [٦]

المراجع[+]

  1. الراوي: المغيرة بن شعبة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5975، حكم المحدث: صحيح
  2. إنَّها الأم, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-01-2019، بتصرّف
  3. الراوي: معاوية بن جاهمة السلمي، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الجزء أو الصفحة: 2259، حكم المحدث: صحيح
  4. أمك أمك أمك, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-01-2019، بتصرّف
  5. الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5971، حكم المحدث: صحيح
  6. الوصية بالأم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-01-2019، بتصرّف