من-هم-المؤلفة-قلوبهم
الزكاة
الزكاة في اللغة: هي الإنماء والزيادة وسمِّيت بذلك لأنَّها تزيد في المال وتحميه وتطرحُ البركةَ فيه، والزكاة من أركان الإسلام الخمسة الثابتة في القرآن الكريم وفي الأحاديث الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبإجماع فقهاء المسلمين، ففي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ" [١]، وهناك عدَّة أصناف يستحقون الزكاة ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم، وهذا المقال سيتحدث عن مصارف الزكاة وعن المؤلفة قلوبهم في الإسلام. [٢]
مصارف الزكاة
تصرفُ الزكاة في الإسلام على أصناف ثمانية، ذكرَها الله تعالى في كتابه الكريم مبيِّنًا ذلك ومفصِّلًا وذكرَ أنَّ الزكاة فريضةٌ من الله تعالى، قال تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [٣]، فهؤلاء الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله تعالى في سورة التوبة هم الذين يستحقُّون مال الزكاة وهم الذين تُعطى إليهم زكاة الأموال في الإسلام، وفيما يأتي الأصناف الثمانية بالترتيب: [٤]
- الفقراء والمساكين: فالفقراء هم شديدو الحاجة، والمساكين هم الأهْوَن حالًا من الفقراء، فهؤلاء الصنفانِ يُعطيانِ ما يكفيهم لهم ولعائلاتهم من أموال الزكاة.
- العاملين عليها: هم الذين يجمعون الزكاة من الجباة، وهؤلاء أيضًا لهم نصيب من الزكاة.
- المؤلفة قلوبهم: سيتمُّ الحديث عنهم في الفقرة التالية بالتفصيل.
- في الرقاب: أي تُصرفُ الزكاة في إعتاق الرقاب والعبيد في سبيل الله تعالى.
- الغارمين: الغارم هو الشخص الذي عليه دينٌ ولا يستطيع أن يؤديه فهذا يُعطى من الزكاة حتى يسدَّ ديَنه.
- في سبيل الله: المقصود به صرف أموال الزكاة في الجهاد في سبيل الله.
- ابن السبيل: هو المسافر الذي انقطع في سفره ولم يبقَ معه نفقةً، يُعطى من الزكاة ما يصِل به إلى بلده.
من هم المؤلفة قلوبهم
المؤلفة قلوبهم هم أحد الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم وهم الذين تُدفعُ لهم زكاة الأموال في الإسلام، قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [٣].
ويمكن تعريف مصطلح المؤلفة قلوبهم على أنَّهم الرجال الذين دخلوا في الإسلام دون أن يَثبُتَ الإسلام في قلوبهم ونفوسهم، أي أسلموا ولكنَّ إسلامهم ما يزالُ هشًّا ضعيفًا، وهم أصحاب تأثير ونفوذ في أقوامهم، فيعطَون من أموال الزكاة حتى يتمَّ استمالتهم وتثبيتهم على الإسلام، وقد أعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المؤلفة قلوبهم من مال الزكاة لمكانتهم التي كانت لهم في قومهم ومن أشهرهم: أبو سفيان بن حرب، يعلى بن أمية وغيرهم. وأعطى أبو بكر الصديق أيضًا المؤلفة قلوبهم كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أمَّا سيدنا عمر -رضي الله عنه- فإنَّه رفضَ أن يعطي المؤلفة قلوبهم من مال الزكاة بعد أنَّ أصبح الإسلام قويًّا ومتمكنًا، ولم يعُد يستطيع هؤلاء ولا غيرهم أن يؤثروا في الإسلام، وكما ذكر ابن قدامة -رحمه الله- المؤلفة قلوبهم نوعان: نوع من الكفار والمشركين وهم الذين يُرجَى أن يدخلوا في الإسلام وحتى يُتقى شرُّهم وأذاهم، ونوعٌ آخر من المسلمين، وهؤلاء هم الذين يكونون مطاعين في أقوامهم وقبائلهم، أمَّا المسلمون من المؤلفة قلوبهم يمكن تقسيمهم إلى أربعة أنواع وفق ما يأتي: [٥][٦]
- السادة المطاعونَ في أقوامهم: وهؤلاء دخلوا في الإسلام ولكنَّ إسلامهم ضعيف ولم يترسَّخُ في قلوبهم، فيعطون من الزكاة تثبيتًا لهم على دين الله تعالى.
- رجالٌ لهم رياسةٌ وقيادة: هؤلاء يعطون من الزكاة من أجل ترغيب أمثالهم من الكفار والمشركين حتى يدخلوا في الإسلام.
- وهناك نوع يُقصد بتأليفهم واستمالتهم أن يجاهدوا من يجاورهم من الكافرين والمشكرين، ويقوموا بتأمين الحماية للمسلمين.
- هناك نوعٌ من المسلمين المؤلفة قلوبهم والمراد من إعطائهم الزكاة أن يقوموا بجباية الزكاة ممن لا يقوم بتأديتها.
المراجع[+]
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 8، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الزكاة تعريفها وخصائصها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018، بتصرف
- ^ أ ب {التوبة: الآية 60}
- ↑ مصارف الزكاة, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018، بتصرف
- ↑ صفة المؤلفة قلوبهم الذين يعطون من الزكاة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018، بتصرف
- ↑ معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-12-2018، بتصرف