سؤال وجواب

مشروعية-صيام-عاشوراء


صيام التطوع

صيام التطوع هو صيام يتقرّب به المسلم من الله تعالى ويُستَحبُّ صيام التطوُّع على أن لا يكون في الأيَّام التي يَحرُم الصيام فيها، ولذلك أجرٌ كبير وثواب عظيم عند الله تعالى، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبيلِ اللَّه، بعَّدَ اللَّهُ وَجهَهُ عَن النَّارِ سَبعِينَ خَريفًا" [١]، ومن أهمِّ الأيام التي يُستحبُّ فيها صيام التطوُّع: ستةُ أيام من شوال، أول ثمانية أيام من ذي الحجة، يوم عرفة، أكثرُ أيام شعبان، الإثنين والخميس، ثلاثة أيام من كل~ شهر، صيام عاشوراء، وهذا المقال سيتحدث عن صيام عاشوراء. [٢]

يوم عاشوراء

يقعُ يوم عاشوراء في العاشر من شهر محرم من كلِّ عام، حيثُ يعتقدُ المسلمون من أهل السنة والجماعة، وكذلكَ يعتقدُ بعضُ اليهود أنَّ الله -سبحانه وتعالى- قد أنجى نبيَّ الله موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون وجنوده، ولذلك فهو من الأيَّام المباركة التي يفرحُ فيها المسلمون بنجاة نبي الله موسى ومن معه، ومن أجل ذلك شرعَ للمسلمين صيام عاشوراء كما وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد روى ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لمَّا قدِم المدينةَ، وجدَهُم يصومونَ يومًا -يَعني صيام عاشوراء- فَقالوا: هذا يومٌ عَظيمٌ، وهو يومٌ نجَّى اللهُ فيهِ موسى، وأَغرَق آلَ فِرعونَ، فَصام موسى شُكرًا للهِ، فَقال: "أَنا أَوْلى بِموسى مِنهُم"، فَصامه، وأَمَر بِصيامِه [٣].

ويقابلُ يوم عاشوراء عن اليهود يوم كيبور، وهو يوم مقدسٌ يخصِّصه اليهود للصلاة والصيام فقط، وهو آخر أيام التوبة العشرة التي تبدأ بأول يومين من السنة وتنتهي بيوم كيبور، وكذلك يصادف يوم العاشر من محرم ذكرى استشهاد سيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما- سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كربلاء في العاشر من محرم في السنة 61 للهجرة، لذلك فهو عطلة رسمية في بعض الدول الإسلامية: كإيران والعراق وباكستان ولبنان والبحرين والهند والجزائر  وغيرها. ويعد هذا اليوم ذكرى عظيمة عند كثير من المسلمين إلا أنَّ صيام عاشوراء ليس بسبب هذه الذكرى المؤلمة. ولكنَّه يومٌ مقدَّس بسبب كثير من المناسبات الدينية التي وقعت فيه. [٤]

مشروعية صيام عاشوراء

يعدُّ يوم عاشوراء من الأيام المقدَّسة عند المسلمين وبعض اليهود؛ لأنَّ الله تعالى في هذا اليوم نجَّى سيدنا موسى وقومه من فرعون، ولذلك فإنَّ صيام عاشوراء سُنَّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى ذلك أجمع فقهاء وعلماء المسلمين، فقد وردَ في الصحيحين في صيام عاشوراء عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، فمن شاء صامه، ومن شاء فليفطر" [٥]، وقد ورد أيضًا حديث يؤكدُ أنَّ صيام عاشوراء سنَّةٌ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "كان يومُ عاشوراءَ تصومُه قريشٌ في الجاهليةِ، وكان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامَه وأمَر بصيامِه، فلما فُرِضَ رمضانُ ترك يومَ عاشوراءَ، فمَن شاء صامه ومَن شاء ترَكَه" [٦]، وقال الفقهاء: هناك ثلاث مراتب في صيام عاشوراء، أكملها أن يصومَ المسلمُ يومًا قبله ويومًا بعده، ويأتي بعد هذا أنْ يصومَ التاسع والعاشر، وأقلّ ما يمكنُ أن تتمَّ به السنَّة هو صيام عاشوراء وحدَه.

وفضل صيام عاشوراء كبير وأجره عظيم، وجزاء صيام عاشوراء أنَّه يكفِّرُ السنة التي سبقته، كما أخبرنا عن ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواهُ أبو قتادة، فقد سُئِلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم عرفة وعن صيام عاشوراء، فقال: "صِيامُ يومِ عَرَفَةَ إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ والسنَةَ التي بَعدَهُ. وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنةَ التِي قَبلَهُ" [٧]، والله تعالى أعلم. [٨]

المراجع[+]

  1. الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2840، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. الصيام المستحب (صيام التطوع), ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-12-2018، بتصرف
  3. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3397، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  4. عاشوراء, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-12-2018، بتصرف
  5. الراوي: معاوية بن أبي سفيان، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1129، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2002، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  7. الراوي: أبو قتادة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 3853، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  8. صيام عاشوراء ثوابه وحكمه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 30-12-2018، بتصرف