سؤال وجواب

تعبير-عن-إتقان-العمل


تعبير عن إتقان العمل

إنّ العمل هو وسيلة الإنسان للحصول على كل شيء في هذه الحياة، فدون العمل الجاد والدؤوب لا يمكن للإنسان أن يُحدث النهضة أو التطور في قطاعات الحياة كافّة، ويبدأ الإنسان منذ ولادته بتعلم كل شيء ليكون قادرًا على العمل عندما يشتد عوده، وحديثًا أصبح التعليم ضرورة ملحَّة كي يكون الإنسان قادرًا على العمل والعطاء في ظل وجود ظروف معيشية واقتصادية قاسية تُحتِّم على الإنسان أن يكون ذا علم متخصص قادر على أن يفيده في الحياة المهنيّة، فيمرّ الطفل بعد امتلاكه القدرة على النطق والإدراك بمراحل التعليم الابتدائيّ فالمتوسّط فالثانوي، ويتخرج بعد ذلك من المدرسة ليلتحق بإحدى الأكاديمات أو الجامعات كي يمتلك المعرفة المتخصصة التي تؤهلة للانخراط في سوق العمل.

وهناك فرق بين القدرة على العمل وإتقانه، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال مقارنة نتاج العمل ومحصّلته النهائية، فقد يكون الإنسان قادرًا على إنجاز مهمة محددة بفعل وجود عامل المعرفة والقدرة البدنية على الإنجاز لكنه لا يُتم العمل بالشكل المطلوب، وفي حالة أخرى قد يتم إنجاز نفس العمل في نفس المدة الزمنية لكن النتيجة النهائية تكون أفضل من سابقتها لأن الإنسان في الحالة الثانية كان أكثر حرصًا على إنجازها بالشكل المطلوب، وبذل جهدًا إضافيًا في تنقيح هذ النتاج، بالإضافة إلى عامل الإخلاص في العمل الذي من خلاله يحرص الإنسان على إنجاز ما يُكلَّف به على الوجه الذي يرضاه عنه الله تعالى، فهو بذلك يتحصل على الأجر والثواب من رب العالمين ويُنجز العمل بالشكل الذي طُلب منه فيحصل على رضا الناس الذي كلفوه بهذا العمل.

ولإتقان العمل العديد من الفوائد في حياة الإنسان، فهو يُشعر الإنسان بالراحة القلبية لأنه ينجز الأمور بشكل يجعل الإنسان راضيًا عن نفسه، وهذا يزيد من حب الناس له وإقبالهم عليه، ويمكن التمثيل على ذلك من واقع الحياة، فعند وجود حرفيٍّ يتقن عمله فإن صيته يذيع بين الناس، وتزداد شهرته بسبب السمعة الطيبة التي تتناقلها أفواه الناس عنه، وهذا يؤدي إلى استفادته بشكل أكبر من إقبال الناس عليه، على عكس من لا يتقن عمله، فلا يكون ذا سمعة طيبة، وعندها سينصح الناس بعضهم البعض بعدم الذهاب إليه لأنه لا ينجز الأشياء كما تُطلب منه عادةً.

وقد حث الدين الإسلامي العظيم على إتقان العمل سواء كان ذلك في الأمور الدنيوية، أم الأعمال المرتبطة بالعبادات كالصلاة والصيام والحج وغيرها، ومما يؤكد على أهمية إتقان العمل في الإسلام أن الأعمال المرتبطة بالعبادات في الدين الإسلامي مبنية على شروط محددة، ويجب أن يتم الإتيان بها على وجه مخصوص، فالصلاة مثلاً لها شروط وأركان وأوقات محددة، فلا بد للركوع فيها أن يكون تامًا وللسجود فيها أن يكون تامًا إلى غير ذلك، وهذا يدل على أن الإسلام اهتم باتقان الأعمال المرتبطة بالعبادات كي ينعكس مفهوم التنظيم والإتقان على كافة جوانب حياة المسلم، ويكون المجتمع الإسلامي متقنًا لعمله ومنظمًا ليصل إلى الريادة والفلاح في الدين والدنيا.