سؤال وجواب

موضوع-عن-الشجاعة


موضوع عن الشجاعة

الشجاعة من الصفاتِ الحميدة التي يعدُّها الجميع مصدرًا للفخر والاعتزاز؛ لأنّها تدلّ على نفسٍ جريئة وقويّة لا تخاف الموت ولا الحوادث، كما أنّ الشجاعة من أكثرِ الصفات التي يعدُّها العرب مقياسًا للرجولة؛ فالشجاع واثقٌ من نفسه، ولا يَهاب المعارك والحروب، ولا يخشى على نفسه من الأذى؛ لأنّه واثقٌ بقدرته وشجاعته، ويَعتبِر النِّزال شيئًا ممتعًا يزيده فخرًا، على عكس الجبان الذي يخاف من كلّ شيء ولا يُفكّر في خوض أي مغامرة، ولهذا يقولون دومًا أنّ الشجاعة صبر ساعة، لذلك تحتاج إلى نفسٍ صابرة وقوية وتملك هدفًا وتسعى لأجله، فالشجاع يحمل روحه على يده، ولا يُفكّر في العواقب، على عكس الجبان الذي يحسب ألف حسابٍ لكلّ خطوةٍ يخطوها، فتضيع عليه الكثير من الفُرص، ولا يُحقق أي انتصارات.

الشجاعة طريقٌ للوصول إلى العظمة؛ إذ ينال الشجاع مَهابةً بين الناس، ويصنع لنفسه كيانًا، ويعدُّه الجميع رمزًا للبطولة، كما أنّ الشجاعة من أجمل الصفات الإنسانية وأهمّها؛ لأن وجودها في الشخص يضمن وجود الكثير من الصفات الأخرى المرتبطة بها، لكن يجب أن تكون شجاعةً مدروسة وليست عشوائية، كأن تكون مرتبطة بالذكاء والحذر وحُسن اقتناص الفرص، وأن تكون في مكانها المناسب، وليس شرطًا أن تكون الشجاعة مقترنة بالأفعال دائمًا، فهناك شجاعة الأقوال، متثل قول كلمة الحق في وجه الجميع، والشجاعة في الاعتذار للآخرين عند اكتشاف الخطأ، وشجاعة اتخاذ القرارات، وهي من أهمّ أنواعها؛ لأنّها تتعلّق بالمستقبل.

تظهر الشجاعة الحقيقية في المواقف، وهي ليست غياب الخوف، بل القدرة في التغلب عليه والانتصار على جميع التحدّيات، ومواجهتها بروحٍ واثقة، فقد يدّعي الجميع أنهم شجعان، لكنهم في الحقيقة ليسو كذلك، لذلك لا يظهر الشجاع إلّا في المواقف الحقيقية التي تحتاج إلى شخصٍ واثقٍ لا يخاف، فالشجاع ينتصر على الأخطار دون أن يمرّ بها، فالشجعان مثل الأشجار التي تموت وهي واقفة ولا تسقط أبدًا، ولا تتردّد في مدّ أغصانها للريح.

قيلت الكثير من الحكم والأمثال والقصائد التي تُمجّد الشجاعة والشجعان، لهذا على كل شخصٍ أن يُعوّد نفسه عليها؛ فالجبان ليس له مكانٌ في هذا العالم، والشجاعة تصنع المستحيلات وتُقرّب الأهداف، وتسهل الصعب كلّه، وما يحتاجه الشخص لها هو أن يكون واثقًا بنفسه ولديه يقينٌ بالله تعالى بأنه سيكون معه، بشرط أن لا تكون شجاعة في البطش والأذى بغير وجه حق، وأن تكون في محلّها لنصرة الخير والمظلومين، وتخليص الناس من الأذى.