حديث-عن-الأمانة

محتويات
الأمانة في الإسلام
الأمانة عكس الخيانة، وهي واحدة من أهم الأخلاق التي يدعو الإسلام إلى التحلِّي بها، وتُعرَّف الأمانة في الإسلام على أنَّها كلُّ ما نهى عنه الشرع وهي كلُّ ما أمر الشرع به من واجبات وأخلاق حسنة كما قيل، وعلى الإنسان المسلم أن يؤدِّي هذه الأمانة ويعبد الله حقَّ عبادته فيأتمر بأوامره ويجتنب نواهيه، قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [١]، فالأمانة في الإسلام هي عبادة الله حقَّ العبادة، وهذا المقال سيتناول ذكر حديث عن الأمانة وتفسير حديث عن الأمانة أيضًا.
حديث عن الأمانة
إنَّ من الجدير بالذكر بعد تعريف الأمانة أن يتمَّ المرور على حديث عن الأمانة في الإسلام، جاء في السنة النبوية الشريفة، وضَّح من خلاله رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كثيرًا من الأشياء المبهمة حول الأمانة ومفهومها في الإسلام، ومما جاء في هذا الصّدد ما يأتي:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "آيةُ المنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَف، وإذا اؤتُمِنَ خانَ" [٢]، وفي هذا الحديث دعوة صريحة لالتزام الأمانة في الإسلام، فقد أكّد رسول الله أن من أهم صفات المنافقين الخيانة وهي عكس الأمانة، والله أعلم. [٣]
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لا إيمانَ لمن لا أمانةَ لَهُ، ولا صَلاةَ لمن لا طُهورَ لَهُ، ولا دينَ لمن لا صلاةَ لَهُ.." [٤]، وفي هذا الحديث أيضًا تأكيدٌ على ما جاء في حديث أبي هريرة السابق، وهو أن الأمانة من صلب الدين، ولا إيمان لمن لا أمانة له، فانعدام الأمانة هو انتفاء الإيمان كليًّا.
- وفي الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ -عَزَّ وجَلَّ- إذا اسْتُودِعَ شيئًا حفِظَه، وإنِّي أسْتودِعُ اللهَ دِينَكم وأمانتَكم وخواتيمَ أعمالِكم" [٥]، وكان هذا الحديث يوم حجة الوداع وفيه أوصى رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم- الناس بالأمانة، وهذا يدلُّ على أهميتها وضرورة الالتزام بها في كلِّ جوانب الحياة [٦].
تفسير حديث عن الأمانة
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "بينما النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في مجلسٍ يُحدِّثُ القومَ، جاءه أعرابيٌّ فقال: متى الساعةُ؟، فمضى رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُحدِّثُ، فقال بعضُ القومِ: سمِع ما قال فكَرِه ما قال، وقال بعضُهم: بل لم يَسمَعْ، حتى إذ قضى حديثَه، قال: أينَ -أراه- السائلُ عن الساعةِ، قال: ها أنا يا رسولَ اللهِ، قال: فإذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ فانتظِرِ الساعةَ، قال: كيف إضاعتُها؟ قال: إذا وُسِّد الأمرُ إلى غيرِ أهلِه فانتظِرِالساعةَ" [٧].
مناسبة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الأمانة
إنَّ الحديث السابق الوارد في الصحيح، فيه إشارة واضحة المعالم على أهمية الأمانة في بناء الحياة كلِّها، ومناسبة الحديث تشبه كثيرًا مناسبات الأحاديث الأخرى بشكل عام، فهذا الحديث كان في مجلس رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بينما هو جالس يعلِّم بعض الصحابة الكرام وهم يسألونه ويجيبهم، جاء أعرابي وسأل عن يوم القيامة وعن موعد هذا اليوم، فأجابه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكان هذا الحديث الشريف الصحيح السند والمتن والله أعلم.
تفسير حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن الأمانة
بينما كان نبيُّ الرحمة -عليه الصلاة والسلام- يجلس في مجلس مع أصحابه، إذ دخل عليه أعرابي وسأله عن موعد يوم القيامة، فلم يجب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في بادئ الأمر فظنَّ من حوله أنه كره السؤال فلم يجب عليه، وقال آخرون إنَّه لم يسمع السؤال فلم يُجبْ وظلَّ منهمكًا في حديث آخر، وما أن انتهى رسول الله من الحديث الآخر، حتَّى سأل عن الرجل الذي سأل عن الساعة، فقال له رسول الله: إذا ضاعت أمانة الناس وانتشرت الخيانة فانتظر الساعة فهي قريبة لا محالة، وهذا دليل على أن أحد علامات يوم القيامة هو ضياع الأمانة بين الناس، فسأل الأعرابي: وكيف تضيع الأمانة؟، فقال رسول الله: عندما تُوكَّل الأمور في الحياة إلى غير أهلها وغير من يستحقها، أي عندما يعمل في عمل من لا صلة له بهذا العمل، والله أعلم. [٨].المراجع[+]
- ↑ {الأحزاب: الآية 72}
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 6095، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الأمانة كما يصورها القرآن الكريم, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 04-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الجزء أو الصفحة: 1/261، حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البوصيري، المصدر: إتحاف الخيرة المهرة، الجزء أو الصفحة: 5/101، حكم المحدث: فيه أبو غالب وهو مجهول
- ↑ الأمانة, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 04-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 59، حكم المحدث: صحيح
- ↑ من حديث: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 04-01-2019، بتصرّف