تعبير-عن-حياة-الرسول
تعبير عن حياة الرسول
حياة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي سيرة حياة لأشرف الخلق والمرسلين، النبي الذي بعثه الله ليكون حاملًا لرسالة الإسلام السمحة، ليُبلّغها إلى جميع الناس، فمنذ ولادته -عليه السلام- أشرقت الأرض بنور سيّد البشرية، وكان ذلك في شهر ربيع الأول من عام الفيل، وقد ولد يتيم الأب، ثم ما لبثت أن التحفت أمه آمنة بنت وهب بالرفيق الأعلى، فعاش في كنف جدّة عبد المطلب، ثم بعد وفاة جدّه كفله عمه أبو طالب، وعلى الرغم من أن الرسول -عليه السلام- عاش حياة اليتم والحرمان، وكان أمّيًا لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه كان أرفع الناس أخلاقًا، ولم يمنعه اليتم الذي عاشه من أن يكون سيدًا في قومه، ومعروفًا بصدقه وأمانته، ولم يكن يُسمع عنه إلا كلّ خير.
عمل الرسول -عليه السلام- في رَعْيِ الأغنام وفي التجارة أيضًا، وتزوج بخديجة بنت خويلد التي تكبره في العمر، وقد أنجبت له جميع أبنائه وبناته باستثناء إبراهيم الذي أنجبته ماريا القبطية، وقد كانت بعثته وهو في عمر الخامسة والعشرين، حيث كان يتعبّد في غار حراء، فنزل عليه الوحي جبريل -عليه السلام- بالقرآن الكريم، ومنذ تلك اللحظة بدأ الرسول -عليه السلام- بحمل رسالة الإسلام، لإخراج الناس من ظلام الشرك والكفر إلى نور التوحيد، وعانى في سبيل هذه الدعوة العظيمة الكثير من المعاناة والظلم، ومرّ هو ومن معه من المسلمين الأوائل بالكثير من الظروف القاهرة، لكن هذا لم يثنيه عن تبليغ الرسالة وتأدية الأمانة، واستمرّ ظلم كفار قريش للرسول -عليه السلام- والمسلمين حتى أذن الله له بالهجرة من مكة إلى يثرب، والتي أصبحت تُعرف منذ وصوله إليها باسم المدينة المنورة.
بعد وصل الرسول -عليه السلام- إلى المدينة المنورة، بدأ بتأسيس أركان الدولة الإسلامية، والتمهيد لنشر الإسلام إلى خارج الجزيرة العربية، وشارك -عليه السلام- مع المسلمين في العديد من الغزوات التي أظهرت شوكة المسلمين وزادت هيبتهم، وساعدتهم في استراد حقوقهم التي سلبها كفار قريش بعد هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة، وبهذا أصبحت القبائل العربية وغيرها تحسب حسابًا للمسلمين، وبدأت القبائل تدخل بالإسلام تباعًا، وامتدّ الإسلام إلى خارج الجزيرة العربية، وبهذا أصبح للمسلمين شوكة قويّة، وأدى الرسول -عليه السلام- رسالته بأمانة، حتى التحق بالرفيق الأعلى، بعد أن فتح مكة ونظم حياة المسلمين وأرسى دعائم دولة الإسلام، وبهذا فإنّ سيرة حياة الرسول -عليه السلام- مليئة بالدروس والعبر؛ لأنها سيرة حياة أعظم إنسانٍ في الوجود، وهو سيّد البشرية جمعاء.