سؤال وجواب

موضوع-تعبير-عن-الرسول


تعبير عن الرسول

الرسول -عليه السلام- هو أطهر الخلق جميعًا وأشرفهم وأعلاهم مكانةً، وهو المبعوث رحمةً لجميع الناس، إذ بعثه الله تعالى برسالة التوحيد، وهي رسالة الإسلام السمحة التي تنبذ الكفر، وتعلي من الحق لتكون كلمة الله هي العليا، وعندما اختار الله تعالى نبيه محمد -عليه السلام-، هيّأه لحمل هذه الرسالة الخالدة، فجعل فيه أكمل الصفات والأخلاق، ووصفه في القرآن الكريم بأنه صاحب الخلق العظيم، لذلك فإن الرسول محمد هو القدوة الباقية إلى يوم القيامة، وهو النور الذي يهتدي به جميع المسلمين، وهو الذي تحلّ شفاعته يوم القيامة لأمته، ويجعلهم يردون إلى حوضه المبارك كي يشربوا شربة ماء لا يظمأون بعدها أبدًا، وهذا كله من فضل الله تعالى على نبيه الكريم.

إنّ سيرة حياة النبي محمد -عليه السلام- ما هي إلا سلسلة من الدروس والعبر، فالرسول -عليه السلام- ولد يتيم الأب، ثم ما لبثت أن ماتت أمه آمنة بنت وهب، لهذا تنقلت رعايته من جدّه عبد المطلب إلى عمه أبي طالب، ورغم أنه عاش حياة اليتم إلا أنه كان سيدًا في قومه، ومعروفًا بينهم بالصادق الأمين، وكان أهل مكة يودعون أماناتهم عنده، ويستشيرونه في أمورهم، كما كان مصدر فخرٍ في قومه، وقد اجتمعت فيه جميع صفات النبوّة منذ صغره.

تحمل الرسول -عليه السلام- في سبيل الدعوة إلى الإسلام الكثير من المشقة، وكان يُقوي أصحابه ويُساندهم، وصبر على أذى قريش وتكذيبهم له، كما هاجر من وطنه مكة إلى المدينة المنورة كي ينشرَ الإسلام ويؤسّس الدولة الإسلامية، وقدّم تضحياته الكثيرة التي تليق بنبيٍ اختاره الله ليكون خاتمًا للأنبياء والمرسلين، ولهذا فإنّ جميع المسلمين يعتبرون نبيّهم قدوتهم في كلّ أمور حياتهم، ويتبعون هدي سنّته، فمن اتبع رسول الله لن يضلّ ولا يشقى؛ لأن الصلاة عليه مفتاحٌ لدخول جنات النعيم.

الحديث عن الرسول العظيم لا تتسع له الكلمات وتضيق به العبارات، فالرسول هو الخيمة التي يستظل المسلمون بظلّ هديه، ففي كلّ حياته كان -عليه السلام- قدوة، فقد كان يعطف على اليتيم والضعيف، كما كان جودًا وكريمًا يُعطي من ماله للمحتاجين، ولم يؤذِ أحدًا أبدًا، ولم يكن يغضب إلا لله تعالى، كما كان -عليه السلام- جريئًا وشجاعًا ويتقدم صفوف قتال المسلمين في جميع الغزوات، ولم يكذب في حياته أبدًا، بل كان مترفعًا عن جميع صغائر الذنوب وكبائرها، ومعصومًا من الخطأ برعايةٍ من الله تعالى الذي جعل نبيه كاملًا وخاليًا من العيوب وكأنه خُلق كما يشاء.