سؤال وجواب

كتب-عبد-الوهاب-المسيري


عبد الوهاب المسيري

هو عبد الوهاب المسيري الكاتب المصري المعروف، الباحث في الشؤون الصهيونيّة واليهوديّة، ويُعدُّ واحدًا من الذين حاربوا المشروع الصهيوني بالقلم، ولد في دمنهور في محافظة البحيرة في مصر سنة 1938م، ودرس في كليّة الآداب وتخرّج فيها سنة 1959م، وبعدها أكمل دراسته العليا في ماجستير الأدب المقارن في الأدب الإنكليزي من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكيّة وحصل على الماجستير هذا سنة 1964م، ثمّ تابع دراسته للدكتوراه في جامعة رتكرز بنيوجرزي وحصل على الشهادة عام 1969م، وله مقالات وكتب كثيرة عن الصهيونيّة والصهاينة وإسرائيل، وسيتوقّف هذا المقال مع لمحة عن أهمّ كتب عبد الوهاب المسيري؛ ليحاول تسليط الضوء ولو قليلًا على نتاج هذا الرجل الموسوعي.[١]

كتب عبد الوهاب المسيري

الدكتور عبد الوهاب المسيري يمكن القول عنه إنّه متخصّص في علم الاجتماع في الحركة الصهيونيّة؛ إذ إنّ كتب عبد الوهاب المسيري تتراوح بين مناقشة قضايا إسلاميّة وبين الحركة الصهيونية وغيرها من الحركات كالنازية، وقد سخّر قلمه ومعظم كتبه لكشف الحركة الصهيونية حتى صار معروفًا أنّه كاتب ومؤرّخ متخصّص بالحركة الصهيونيّة والإنجيل التي تذكر أنّ اليهود يضمرون الشرّ في عقيدتهم، فوصل الأمر ببعضم إلى اتّهام هذه الموسوعة بالدّفاع عن اليهود والترويج لهم، وهذا باختصار ما يمكن الحديث عنه بالنسبة للكتاب الأول في هذا المقال من كتب عبد الوهاب المسيري.[٣]

كتاب رحلتي الفكرية

الكتاب الثاني من كتب عبد الوهاب المسيري هو كتاب رحلتي الفكرية، واسمه الكامل: "رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر"، وهو كتاب أقرب للسيرة الذاتية، مع أنّ مؤلّفه قد كتب على غلافه: سيرة غير ذاتية وغير موضوعية، وهذا الكتاب يرصد فيه الدكتور المسيري تحوّلاته الفردية فكرًا ومنهجًا، ويُسجّل الدكتور في هذا الكتاب ما يهمّ جيلًا بأكمله، أو -على الأقلّ- جزءًا لا بأس به منهم؛ فيُضيء على التطور الفكري الذي مرّ به منذ كان في دمنهور وبعد سفره إلى الولايات المتحدة، ثم استقراره في القاهرة أخيرًا، فالمسيري هنا لا يتحدّث عن نفسه فقط بوصفه فردًا قد مرّ بتجارب، ولكنّه رجل يلتقي الخاص والعام في فضاء حياته؛ ولذلك يشفع القضايا الفكرية التي يتحدّث عنها دائمًا بأحداث من حياته وباقتباسات من مؤلّفاته وما قد كتبه فيها؛ ليُبيّن كيف تترجمت تلك القضية العامة إلى وقائع وأحداث في حياته الخاصّة بأسلوب المسيري العميق الساخر المعروف، وهذه نبذة عن كتاب رحلتي الفكرية الكتاب الثاني في سلسلة كتب عبد الوهاب المسيري في هذا المقال.[٤]

كتاب أسرار العقل الصهيوني

يستقرّ المقال مع أحد أهمّ كتب عبد الوهاب المسيري وهو كتاب أسرار العقل الصهيوني، وهذا الكتاب يبحث في مشكلة الإدارك وقضية المنحى الخاص به وعلاقة ذلك بالسلوك، ويحكي المسيري في كتابه هذا شيئًا عن نشأة الصهيونيّة ومدى ارتباطها بالدين لتستطيع الوقوف على قدميها، ويستمدّ الكاتب أمثلته التي يطرحها في الكتاب من عالم الجماعات الصهيونية اليهودية، ومع ذلك فإنّ الكاتب يُحاول أن يُثبت أن التّعامل مع حقائق ما خارج السياق التاريخي، ودون دراسة البعد الإدراكي والمعنى الداخلي يجعل منها حقائق بلا فائدة أو معنى، أو أنّه من الممكن أيضًا أن يُفرض عليها أيّ معنى؛ فالكتاب يسير بطريق منهجيّة جعلته من كتب عبد الوهاب المسيري الأفضل في هذا المجال؛ فمنهجيته تفوق مضمونه المباشر كما يرى بعضهم، ولشدّة ما فيه من معلومات وطريقة عرض جميلة فإنّ هذا الكتاب قد نَفِدَ من الأسواق نهائيًّا، وبذلك ينتهي الحديث عن الكتاب الثالث من كتب عبد الوهاب المسيري في هذا المقال.[٥]

كتاب الفردوس الأرضي

في كتاب الفردوس الأرضي يتحدّث الدكتور عبد الوهاب المسيري عن الفردوس المادّي الذي عاينه في رحلته إلى الولايات المتّحدة، فيتحدّث عمّا يُعرف بالطوبيا، ومعناه الفردوس الأرضي كما يُسمّيه المسيري، فيقول المسيري في كتابه هذا إنّ الفردوس الماديّ "البرّانيّ" فردوس غير حقيقيّ ومرفوض، بل الفردوس الحقيقيّ هو الفردوس "الجوّانيّ"؛ أي: فردوس القلب والإيمان، ويستعمل المسيري في كتابه هذا كلّ أسلحته ليصل إلى الخلاص الروحي؛ فيستعمل النقد الأدبيّ، وفطرته الإنسانيّة مع تعاليم الدين الذي خرج به من دمنهور، وحتّى التحليل الماركسي في هذا المجال، واستطاع في هذا الكتاب أن يعبر من المادية إلى الإسلام وقد تأثّر في طريقه هذا بمالك الشبّاز المعروف بمالكوم إكس، ويعقد المسيري في هذا الكتاب فصلًا كاملًا عن الحاج مالك الشباز يذكر فيه كيف كان مالكوم دليلة عبد الوهاب إلى الإسلام حتى وإن كان مالكوم أمريكيًّا والمسيري عربيًّا، وربّما قد يجد القارئ أنّ المسيري جمع في هذا الكتاب بين الشعر والفِكر، فهو كتاب يستحقّ أن يُقال عنه إنّه كتاب كُتِبَ بمداد العقل ونور القلب معًا، ويستحقّ أن يُقال عنه إنّه كتاب فريد من كتب عبد الوهاب المسيري.[٦]

كتاب موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية

يقف المقال مع أحد كتب عبد الوهاب المسيري التي ربما تكون الدافع للمسيري ليبدأ رحلة التأليف الموسوعي، وفي هذا الكتاب يكتشف المسيري ما أطلق عليه اسم "جيتويّة المصطلح الصهيوني"، ويقصد بذلك أنّ المصطلحات والمفاهيم الصهيونيّة التي ترد في كتاباتهم لها معنًى محددٌ مختلفٌ عن معناه في نصوصٍ أخرى، أو في أيّ نصّ آخر، فمثلًا جملة "الحزب السّياسي" عند الكيان الصهيوني هي غير الحزب السياسي في دول أخرى غير لا تحتلّ أراضي شعب آخر، وكذلك كلمة "الشعب" عند الكيان الصهيوني تختلف عن معناها في دول أخرى، وفي هذه الموسوعة يلاحظ القارئ أنّها محاولة أوّليّة لحصر المفاهيم والمفردات والمصطلحات الصهيونيّة وتحديد معانيها ومضامينها، وكذلك إمكانيّة استرجاع البعد العربي والنقدي لها، وهذه الموسوعة تُغطّي المصطلحات الصهيونيّة منذ نشوئها وحتى تاريخ إصدار هذه الموسوعة، وهذه لمحة موجزة عن كتاب مهم من كتب عبد الوهاب المسيري.[٧]

كتاب الجماعات الوظيفية اليهودية

الكتاب الجديد من سلسلة كتب عبد الوهاب المسيري التي يتوقف معها هذا المقال هو كتاب الجماعات الوظيفية اليهودية، وهو أحد الكتب التي أوقفها عبد الوهاب المسيري لتفسير الحداثة الغربية، وهو كتاب من كتب المسيري المنهجية النقدية الذي استطاع من خلاله أن يكشف أنّ طبيعة الوجود الصهيوني هو وجود إمبرياليٌّ وهو أحد تجلّيات الحداثة الغربية؛ إذ يرى المسيري أنّ هذا النموذج الذي اكتشف فيه طبيعة الوجود الصهيوني بوصفه تجلّيًا إمبرياليًّا يمكن التّوسّع في تطبيقه على كثير من الدراسات التاريخية، وبخاصة في الحالات التي تشبه -مثلًا- حالة دول المماليك في الشرق الإسلامي، وكذلك في شبه القارّة الهنديّة، وأيضًا حالة الهولوكوست، فيبدأ الكتاب بشرح فلسفة النازيين تجاه الشعوب الأخرى، ويناقش عقائدهم العلمانيّة، ويدخل في أسباب معاداتهم لليهود وارتكابهم تلك المحرقة، فيرى المسيري أنّ السبب وراء ذلك ليس فِكرًا مُنحَرِفًا، وإنّما هو نتيجة الاحتلال أو ما يُسمى الاستعمار الأوروبي الحتميّة لذلك، وبعدها يصل المسيري إلى المذابح ومعسكرات الاعتقال التي يتداولها كثيرًا اليهود في أدبيّاتهم، وكذلك يتطرّق لمسألة أفران الغاز التي يدعيها اليهود ويرى أنّها مبالغات لما جرى ليس إلّا، وكذلك ثمّة مسألة مهمّة يصل إليها د. عبد الوهاب المسيري وهي أنّ فلسطين كانت واحدة من حلول كثيرة اقترحتها أوروبا للتّخلّص من اليهود.[٩]

ويرى د. المسيري في كتابه هذا -الذي لا يُعدّ فقط واحدًا من أهم كتب عبد الوهاب المسيري بل ربّما واحدًا من أهم الكتب التي ناقشت هذه المسألة بحياد بعيدًا عن العواطف- أنّ النّازيّة -أو هتلر- لا تعادي اليهود وحسب، بل هي تعادي كلّ من هو ليس آريًّا؛ فترى أنّ هناك أعراق دونيّة كالسلافيين والغجر وحتى العرب، وهؤلاء لا يستحقون الحياة، وبمعنى آخر فقد أعطت هذه الحركة -النازية- الحقّ للألماني -أو لابن العرق الآري- بالتّخلّص من كلّ من لا فائدة منه في المجتمع، ولكن مع ذلك فالكاتب -د. عبد الوهاب المسيري- يرى أنّ أعداد الموتى من اليهود هي أقلّ بكثير ممّا يرويه اليهود، ولا صحّة لمسألة أفران الغاز وغيرها مما يرويه اليهود عن هذه الحادثة، وإنّما قد أحاط اليهود نفسهم بهذه الهالة وجعلوا من أنفسهم الضحيّة التي لا يفتؤون يصوّرون أنفسهم بثيابها، وبذلك ينتهي الحديث عن الكتاب ما قبل الأخير من سلسلة كتب عبد الوهاب المسيري في هذا المقال.[٩]

اليد الخفية: دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية

يمضي المسيري في كتابه "اليد الخفية: دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية" في الحديث عن ظاهرة اليهود والصهاينة وعمّا أسماه "نظريّة المؤامرة" التي يؤمن به الشعب العربي تجاه اليهود والصهاينة؛ فالعرب -في نظر المسيري- ينظرون إلى الصهاينة على أنّهم هم سبب كلّ مصيبة تحدث على وجه الأرض، وأنّ غايتهم هي التّخلّص من العرب، وهذا -من وجهة نظر المسيري- أمر فيه مبالغة وعدم موضوعيّة؛ فيرى المسيري أنّه لا وجود لنظرية المؤامرة أصلًا، فاليهود هم كغيرهم من الأقليّات يسعون للحفاظ على أنفسهم والدفاع ضد الأخطار التي تهدّدهم، فلا ينكر تشكيلهم لجماعات الضغط التي تُعرف باسم اللوبي، وكذلك تشدّدهم في دينهم يجعلهم ينظرون إلى أنفسهم على أنّهم شعب الله المختار، وأنّهم أفضل الأجناس البشريّة على الإطلاق، وبذلك ينفي الكاتب النظريات التي تحدثت عن مؤامرات الصهاينة مثل كتاب بروتوكولات حكماء صهيون وغيره من تلك الكتب، ويرى المسيري أنّ اليهود لا يمتلكون أسرار غيبيّة تجعل العالم يسير مع أهوائهم، ولكنّها مصالح مشتركة مع حكومات الدول الأخرى أو الجماعات الانفصاليّة.[١٠]

وهذا الكتاب يمتاز بجمعه بين الفلسفة والتاريخ والأديان والسياسة بأسلوب المسيري المعروف عنه، ولكنّ القارئ ربما سيتفاجأ ببعض المصطلحات التي يستعملها المسيري والتي نحتَها -هو نفسه- من كلمتين أو أكثر، وكذلك سيجد القارئ بعض الصعوبات في فهم عبارات المسيري في بعض أجزاء هذا الكتاب؛ لأنّ صعوبة الفكرة واضطرابها في كثير من الأحيان تقود إلى اضطراب الكلمات وصعوبتها، ويرى المسيري أنّ الصهاينة ما هم إلّا أداة رخيصة في يد أمريكا والغرب، فيقول مثلًا في إحدى صفحات هذا الكتاب: "هذا هو السر الحقيقي للنجاح الصهيوني في الغرب؛ فهو لا يعود إلى سيطرة اليهود على الإعلام، أو لباقة المتحدثين الصهاينة، أو إلى مقدرتهم العالية على الإقناع والإتيان بالحجج والبراهين، أو إلى ثراء اليهود وسيطرتهم المزعومة على التجارة والصناعة؛ وإنّما يعود إلى أنّ صَهيون الجديدة جزءٌ من التشكيل الاستعماري الغربي، وإلى أنّه لا يمكن الحديث عن مصالح يهودية وصهيونية مقابل مصالح غربية، وإلى أنّ الإعلام و اللوبي الصهيوني يمثلان أداة الغرب الرخيصة: دولةٌ وظيفيّة عميلة للولايات المتحدة تؤدي كلّ ما يوكَلُ إليها من مهام بنجاح، وتنصاعُ تمامًا للأوامر، ولا توجد سوى مناطق اختلاف صغيرة بينها وبين الولايات المتحدة، وتنصرف هذه الاختلافات أساسا إلى الأسلوب والإجراءات لا إلى الأهداف النهائية ..."، ومع هذا المقتطف تكون رحلة هذا المقال مع أهمّ كتب عبد الوهاب المسيري قد انتهت.[١٠]

المراجع[+]

  1. "عبد الوهاب المسيري"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف.
  2. "عبد الوهاب المسيري"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف
  3. "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف.
  4. "رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف.
  5. "أسرار العقل الصهيوني"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف.
  6. "الفردوس الأرضي"، www.noor-book.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف.
  7. "موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية: رؤية نقدية"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف.
  8. عبد الوهاب المسيري (2002)، الجماعات الوظيفية اليهودية: نموذج تفسيري جديد (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الشروق، صفحة 5 وما بعدها. بتصرّف.
  9. ^ أ ب عبد الوهاب المسيري (2001)، الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ (الطبعة الثالثة)، القاهرة: دار الشروق، صفحة 11 وما بعدها. بتصرّف.
  10. ^ أ ب "اليد الخفية: دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-01-2020. بتصرّف.