بحث-عن-العمل
بحث عن العمل
يُعدُّ العمل جزءًا لا يتجزّأ من المقوّمات الضروريّة لحياة الإنسان واستمراريّتها، فقد بدأ الإنسان بالعمل منذ بدء الخليقة أعمالًا يدويةً شاقّةً في الزراعة وصيد الحيوانات بالاعتماد على القوة البدنية ومع مرور القرون تطور العمل الفردي الشاق إلى أعمالٍ فرديةٍ أو جماعيةٍ بعضها ما زال يؤدى يدويًّا وغالبيتها العظمى استُخدمت فيها التكنولوجيا والتطور الصناعي لتأديتها نيابةً عن الإنسان اعتمادًا على القدرات العقلية التي استطاعت الاستفادة من العلم وتذليله في خدمة الإنسان، وهذا المقال يسلط الضوء على العمل من خلال بحث عن العمل من عدّة نوافذ.
عند كتابة بحث عن العمل لا بُدّ من التعريج على موقف الإسلام من العمل الذي احترم العمل وأنزل العاملين مكانةً مرموقةً في المجتمع مهما كانت طبيعة العمل طالما متوافقة مع الشريعة الإسلامية وأحكامها بل وأمر الناس بمزاولة الأعمال المتعددة في سبيل كسب العيش والترفُّع عن السؤال والاحتياج إلى الآخرين، لذا اشتملت الآيات القرآنية الكريمة على الحث على العمل والسعي في الأرض وكسب الرزق في البر والبحر الذي ذُلِّل للإنسان قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[١]؛ وذلك انطلاقًا من تكريم الله تعالى الذي جعل الإنسان خليفته في الأرض ويتوجّب عليه إعمارها بالعمل الفعلي والعمل الصالح. [٢]
العمل بمفهومه الواسع هو أيّ نشاطٍ عقليٍّ أو جسمانيٍّ يقوم به الإنسان منفردًا أو ضمن مجموعاتٍ بهدف الإنتاج وتحقيق المكسب المادي، ويُطلق على من يقوم بالعمل اسم العامل عمومًا سواءً كان صاحب عملٍ أم مهنةٍ في القطاع الخاصّ أو الحكوميّ أو العمل لحساب الذات، ومهما كانت حيّثيات العمل وطبيعته فقد ارتبط في الإسلام ارتباطًا وثيقًا بالقِيم والأخلاق التي حدّدها لطبيعة العمل وأخلاق العامل وواجباته وحقوقه فعند كتابة بحث عن العمل لا بُد من الإشارة إلى تلك الأخلاقيات التي سبق بها الإسلام العديد من القوانين المعاصرة المتعلقة بحقوق العامل وواجباته وظروف العمل، فالعمل يجب أن يكون مباحًا مشروعًا متوافقًا مع الشريعة الإسلامية، ويتوجّب إبرام عقدٍ بين الطرفيْن يتضمن المقابل المادي وطبيعة العمل ومدة العمل وغيرها من الأمور المتفق عليها بين الطرفيْن والتي تضمن حقّ كليهما، وإعطاء الأُجرة التي تتناسب مع العمل دون بخسٍ لحقّ العامل في الموعد المحدد مع تكليفه بالمستطاع من الأعمال دون إجحافٍ، والعدالة بين العاملين مع احترام آدميتهم وصوْن كرامتهم من الامتهان لفظيًّا أو جسديًّا، وفي المقابل يتوجب على العامل الأمانة والإخلاص والتفاني في العمل دون تقاعسٍ أو إهمالٍ وتأخيرٍ، والحفاظ على مُقدّرات مكان العمل وكتم الأسرار التي يطَّلع عليها والإلتزام بمواعيد العمل واللوائح العامة والخاصة التي تضبط العمل والإنتاج في مكان العمل، والتعاون مع زملاء العمل وتقديم المساعدة في التدريب للجُدد منهم، وغيرها الكثير من الأخلاقيات التي رسّخها الدِّين الحنيف في الشخصية المسلمة في أيٍّ مكانٍ تتواجد فيه. [٣]
تُعدُّ الإشارة إلى المؤسّسات والمنظّمات التي تُعنى بالعمل والعاملين جزءًا رئيسًا عند كتابة بحث عن العمل وعلى رأسها منظمة العمل الدوليّة ILO وهي واحدةٌ من المنظّمات التي تتبع الأمم المتحدة وتأسست في العام 1919م في مدينة جنيف عاصمة سويسرا وأُلحقت بالأمم المتحدة في العام 1946م بعد أن تحولت إلى وكالةٍ خاصةٍ وحازت على جائزة نوبل للسلان في سنة 1969م نظير جهودها في تحقيق العدالة للعاملين وتوفير المساعدات للدول النامية تقنيًّا، وهدفت منذ تأسيسها إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحديد أساسيات العمل في المجتمع الصناعي كعدد ساعات العمل وشروط الأمان والسلامة في موقع العمل وسياسات العمل والإجازات والأجور وحقوق العاملين وغيرها. [٤]المراجع[+]
- ↑ { الملك: الآية 15}
- ↑ قيمة العمل في الإسلام (خطبة)،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 18-01-2019، بتصرف.
- ↑ أخلاق العمل في الإسلام،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-01-2019، بتصرف.
- ↑ منظمة العمل الدولية،, "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-01-2019، بتصرف.