قصة-القط-ذو-الحذاء
قصة القط ذو الحذاء
إنَّ قصة القط ذو الجزمة قصة قديمة جميلة ترجع إلى القصص الفرنسيّة القديمة التي كتبها أحد الكتاب الفرنسيّين، وتحكي قصة القط ذو الجزمة قصة رجلٍ طحَّان اقترب من الموت، فاستدعى أبناءه ليقسّمَ بينهم الميراث الذي تركه لهم، فأخذ الولد الكبير طاحونة كبيرة وأخذ الأوسط حمارًا ينقل بضائع الناس عليه، ولم يبقَ للولد الأصغر إلَّا قطًّا أليفًا كان لأبيه فأخذه عن رضا وقناعة.
ويومًا بعد يوم أصبح الولد الأصغر يلوم نفسه أنَّه رضي بهذا القط الذي لا يأتي منه أي فائدة، فهو لا يجيد فعل شيء سوى أنَّه يصيد الفئران لا غير، وعندما سمع القط شكوى صاحبه، طلب منه أن يأتيه بحذاء وقبعة أنيقة ليبرهن له على أنَّه قط مفيد ونافع جدًّا، فجاء صاحبه بالحذاء والقبعة فلبس القط حلَّته الجديدة وخرج إلى الغابة، وأصبح القط يصطاد الحيوانات من الطيور والأرانب المختلفة، ويضعها في أقفاص ويذهب بها إلى حاكم البلاد ليقدمها له كهدايا، وعندما يسأله الملك عن مرسل الهدية، كان يقول إنَّ صاحب الهدية هو سيدي الوجيه أي أحد وجهاء البلدة الأثرياء، وبعد مرور الوقت زادت رغبة الملك بلقاء هذا الوجيه مرسل الهدايا مع القط ذو الحذاء، فاختار القط يومًا مشمسًا وأخذ صاحبه الفقير إلى النهر ليسبح فيه، وعندما خلع صاحبه ملابسه ونزل إلى النهر سرق القط ملابسه، وتركه في النهر دون ملابس حتَّى مرَّت عربة الملك ومعه ابنته الأميرة، فصاح القط يطلب النجدة من الملك، فأمر الملك حراسه أن يأتوا بملابس فاخرة لصاحب القط الفقير، الذي هو الوجيه مرسل الهدايا إلى الملك مع القط أيضًا، فلبس صاحبه أفخر الملابس وخرج في جولة مع الملك وابنته إلى البساتين والمزارع المجاورة.
وفي هذه الأثناء كان القط ذو الحذاء يمشي أمام العربة ويستوقف الناس ويطلب منهم أن يقولوا للملك إنَّ هذه الأراضي والبساتين كلَّها تابعة للوجيه الذي أرسل للملك الهدايا وهو صاحب القط نفسه، مقابل أن يخلص القط الناس من ظلم الرجل الشرير الذي يسيطر على كثير من أراضيهم وهم يعملون لديه بأجور قليلة جدًا، وكان للقط ما كان، فكان الناس يقولون إن البساتين كلُّها للوجيه نفسه، وفي هذه الأثناء كان القط ذو الحذاء يقترب من قصر الشرير، ويدخل القصر، وعندما دخل ظهر في وجهه الشرير، فخاف القط من ضخامة حجمه وخشونة صوته، وبدأ الرجل الشرير يتباهى أمام القط بقوته ويتحول إلى حيوانات كبيرة مخيفة، فخدعه القط وطلب منه أن يتحول إلى فأر صغير، وعندما تحوَّل إلى فأر هجم القط عليه والتهمه وقضى عليه، وفي هذه الأثناء كانت عربة الملك والوجيه والأميرة تقترب من قصر الشرير الذي أصبح للوجيه صاحب القط ذلك الشاب الفقير الذي أصبح غنيًّا يملك قصرًا كبيرًا بسبب ذكاء قط صغير وحنكته، وتزوَّج الوجيه ابنة الملك الأميرة وعاش هو والقط في ذلك القصر بسعادة وهناء.
والعبرة من هذه القصة ألّا ينظرَ الإنسان إلى الأشياء نظرة الاستخفاف والبخس، فربَّ عمل كبير قام به صغير الحجم وربَّ عمل صغير لم يستطعْ فعله الكبار قطّ.