سؤال وجواب

أنواع-السنة-النبوية


السنة النبوية

السنة النبوية هي ما ورد عن الرسول -صلّى الله عليه وسلم- من قول يقولُه أو فعل يفعله أو صفة يتصف بها أو تقريره لأعمال الناس، وهي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم فهي جاءت مفصِّلة؛ لِما جاء مُجملًا في القرآن وموضّحه لما ورَد فيه مبهمًا، التطبيق العملي لما جاء في القرآن لذلك هما متلازمان دائمًا، لا يمكن أن نأخذ بواحدٍ دون الآخر، إذ هي مصدرٌ أساسيٌّ للتشريع فيجب الأخذ بها والعمل بمقتضاها كما جاء فيها، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أنواع السنة النبوية. [١]

أنواع السنة النبوية

لمّا كان النبيّ محمد -صلَّ الله عليه وسلم- خير البشر فلا بُد أن يكون كلامه محط اهتمام وأنظار الجميع، فكان من حوله يتتبّعون كلامه وأفعاله فيقتدون به وينقلون لغيرهم ما رأو أو سمعوا منه - صلى الله عليه وسلّم- إذ إن الاقتداء به طريقٌ لدخول الجنة والبعد عن النار، لذلك كانوا يتبعونه أينما حلّ وذهب ليقتدوا به أحسن اقتداء، وغير أن اتباعه سبيلٌ إلى الجنّة، فقد كان أفضل نموذج بشري للأخلاق، فإن السنة النبوية لم تقتصر على كلام الرسول فحسب بل على أفعاله أيضًا. [٢]

السنة القولية

أول أنواع السنة النبوية التي سيتمّ الحديث عنها هي السنّة القولية وهي وَرد عن النبي -صلّ الله عليه وسلم- من أقوال فمثلًا حديث" من أحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. "[٣] هذا قول ورد عن الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- بوحيٍ من الله فالحديث النبوي الشريف معناه من الله ولفظه من سيدنا محمد، وهي أقوى حجّة من باقي أنواع السنّة، فإذا تعارض القول مع الفعل رُجِّح القول؛ لأن فيه ذكر صريح بطريقٍ مباشر، وقد يكون الفعل خاصًا به من دون الناس فقصد هنا من الفعل الخصوصيّة له -صلّ الله عليه وسلم- لكن القول يبقى واضحًا عامًا موجّهًا لعامّة الناس.

السنة الفعلية

أمّا السنّة الفعلية فهي احدى أنواع السنة النبوية وهي ما نُسِب إلى الرسول - صلّ الله عليه وسلم- من أفعال، أي هي فِعل الرسول فمثلًا: حديث عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال: "كان رسول الله إذا قام في الصلاة يرفع يديه حتى إذا كانتا حذو منكبيه كبّرثم إذا أراد أن يركع رفعهما حتى يكونا حذو منكبيه كبّر وهما كذلك ركع ثم إذا أراد أن يرفع صلبه رفعهما حتى يكونا حذو منكبيه قال: سمع الله لمن حمده ثم يسجد ولا يفع يديه في السجود ويرفعهما في كل ركعة وتكبيرة كبّرها قبل الركوع حتى تنقضي صلاته" [٤]، فهذا الحديث يدل على فعل الرسول -صلّ الله عليه وسلم- في الصلاة، فاقتدى الناس به في ذلك وعُرفت كيفية أداء الصلاة من فعله -صلّى لله عليه وسلم- حتّى هذا الزمان تتمّ الصلاة كما فعل.

السنة التقريرية

آخر أنواع السنة النبويّة التي تلي السنة الفعلية هي السنّة التقريرية وهي ما صدر من الصحابه من قول أو فعل فأقرّّهم عليه النبي -صلّى الله عليه وسلم- فاستحسنها أو لم ينكرها عليهم، فمثلًا: حديث خالدِ بن الوليد قال: "أُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- بضبٍ مشويٍ، فأهوَى إليهِ ليأكلَ، فقيلَ له: إنهً ضَبّ، فأمسكَ يده، فقال خالد: أحرامٌ هوَ؟ قال: لا، ولكنَّهُ لا يكون بأرضِ قَومي، فأجِدُني أعافُه، فأكلَ خالدٌ ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَنظر" [٥] إذْ إقرّ الرسول على خالد أكل الضب ولم ينكره عليه، لكن السنّة التقريرية أضعف في وجوب الاتباع إذ قد تكون خاصّة في لحالة أو ظرف مُعين.

ثمرات اتباع السنة النبوي

السنّة النبويّة هي الطريق الواضح الجليّ الذي يوصل إلى محبة الله ورضوانه وبذلك محبة نبيّه، وهو الطريق المنير للجنة، ولمرافقة المصطفى -صلّى الله عليه وسم-، وقد وضعت معالم واضحة لنسير عليها في حياتنا، فالسنّة النبويّة مدرسة الأخلاق ومدرسة المعاملات والعبادات التي تنظم حياة الإنسان، ورغم تنظيمها لحياة الانسان فلها فلاتباعها فضائلٌ وثمرات، فالخير فيها دنيويّ وأخرويّ وفيما يأتي بعض ثمرات اتباع السنّة النبويّة: [٦]

  • نيل محبّة ورضا الله -سبحانه وتعالى- فهذا لايكون إلّا باتباع رسوله.
  • اجابة الدعاء فاتباع رسول الله يقتضي به المحبّة فإجابة الدعاء.
  • تعويض النقص من الفرائض، فالنوافل تعوّض.
  • حياة القلب، فالقلب يحيى بِحُب الله واتباع رسوله.
  • البعد عن البدع والعصمة منها.
  • نيل شفاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلم- يوم القيامة.
  • مجاورة النبي في الجنّة.

المراجع[+]

  1. حجية السنة النبوية المُطهرة, ،"www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 8-1-2019، بتصرّف
  2. مراتب السنّة النبويّة, ، "www.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 8-1-2019، بتصرّف
  3. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدّث: أبو داوود، المصدر: سنن أبي داوود، الصفحة أو الرقم: 4606، خلاصة حكم المُحدث: سكت عنه وقد قال أن كل ما سكت عنه فهو صالح
  4. الراوي: عبد الله بن عمر، المحدّث:الألباني، المصدر: إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 3/113، خلاصة حكم المحدّث: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  5. الراوي: خالد بن الوليد، المُحدّث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5400، خلاصة حكم المُحدث: صحيح
  6. من ثمرات اتباع السنة, ، "www.islamway.net"، اطلع عليه بتاريخ 8-1-2019، بتصرّف