كيفية-تغسيل-الميت-وتكفينه
تغسيل الميت
إنَّ للموت في الإسلام مسائلَ كثيرة يجب على الناس أن يؤدّوها تحقيقًا لأمر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الحياة وتحقيق الحكمة الإلهية أولًا، وإكرامًا للميت ثانيًا، ومن هذه الأشياء تغسيل الميت وتكفينه ودفنه بطريقة معينة والصلاة عليه والدعاء له والاستغفار له والتصدق عنه وسداد الدين عنه، وكلُّ هذه الأمور ضبطها الشرع وحددها وفق ما يقتضي المنطق والعقل السليم، وتغسيل الميت هو من الأمور التي أمر بها الشرع ووضع لها قواعد ليمشي عليها الناس، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن كيفية تغسيل الميت وتكفينه بالإضافة إلى الحديث عن حكم تغسيل شهيد المعركة في الإسلام.
كيفية تغسيل الميت وتكفينه
إن الحديث عن كيفية تغسيل الميت وتكفينه جاء تفصيلًا في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكيفية تغسيل الميت وتكفينه في السنة على الشكل التالي: يتم تنجية الميت في حال خرج منه أي شيء في البداية، ثم يُرفع الميت حتَّى يكون جالسًا من دون اعتدال، ثم يُمسح بطن الميت، ويُغسل فرجه ودبره إن خرج منهما شيء، ثم يقوم المغسِّل بتوضئة الميت كما يتوضأ الإنسان للصلاة تمامًا، وذلك لقول رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- عند غسل انتبه: "ابدأْنَ بمَيَامِنِها ومواضعَ الوضوءِ منها" [١]، ثم يريق المغسل الماء على الميت من جنبه الأيمن إلى الأيسر، ويغسل رأس الميت وجسده ويضع عليه شيئًا من الكافور لما فيه من طيب رائحة.
إذًا فإنّ كيفية تغسيل الميت وتكفينه هي أن يغسل الميت بالماء ويبدأ المغسِّل بالجانب الأيمن من الميت وينتقل إلى الأيسر، ويريق الماء على الميت على حسب الحاجة وكما تقتضي الضرورة، حتَى يتأكد من سلامة غُسله. [٢]
أمَّا تكفين الميت، فبعد الانتهاء من غسيل الميت يوضع الميت إن كان رجلًا في ثلاثة لفائف أو أكفان وتمدُّ كلُّ واحدة فوق الأخرى، ثم يربط عليه ثلاث عقد من رأسه ورجليه ووسطه، وهذه العقد تُحلُّ عند وضع الميت في القبر، وجدير بالذكر أنَّه من الشرع أن يغتسل من قام بتغسيل الميت، فعن عائشة -رضي الله عنها- قال: "يُغتسَلُ من أربعٍ: من الجنابةِ، ويومِ الجمعةِ، ومن غُسلِ الميِّتِ، والحِجامةِ" [٣]. [٤]
تغسيل شهيد المعركة
إنَّ الشهيد في الإسلام يُقسم من حيث تغسله والصلاة عليه إلى شهيد معركة والشهيد الآخر، فشهيد المعركة يُعامل معاملة خاصة؛ فهو لا يُغسل ولا يصلَّى عليه في الإسلام أبدًا، وهذا ما اتفق عليه جمهور أهل العلم، وأمَّا الشهيد الآخر فهو يغسل ويكفن ويصلَّى عليه تمامًا كأي ميت، والدليل هو أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شهد له رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وبشره بالشهادة في الحديث الذي جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "صعِدَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أُحُدٍ، ومعهُ أبو بكرٍ وعُمَرُ وعُثْمانُ، فَرَجَفَ بهِم، فضَرَبَهُ برِجْلهِ، وقال: اثبُتْ أُحُدُ فما عليكَ إلا نَبيٌّ، أو صِدِّيقٌ، أو شَهيدانِ" [٥]، ومع ذلك فإنَّه تم تغسيل عمر بن الخطاب وتكفينه الصلاة عليه، وهذا دليل على أنَّ الشهيد الذي لا يغسل هو شهيد المعركة فقط، والله تعالى أعلم. [٦]المراجع[+]
- ↑ الراوي: أم عطية نسيبة الأنصارية، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 167، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الطريقة الشرعية لتغسيل الميت, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البيهقي، المصدر: الخلافيات، الجزء أو الصفحة: 268/3، حكم المحدث: رواته ثقات
- ↑ ما كيفية تغسيل الميت, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 3686، حكم المحدث: صحيح
- ↑ شهيد المعركة وحده هو الذي لا يغسل ولا يصلى عليه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف