موضوع-تعبير-عن-الممرضة
موضوع تعبير عن الممرضة
مهنة التمريض مهنة إنسانية تحتاج إلى مهارة عالية وقدرة على مساعدة الآخرين دون كللٍ أو ملل، ومن تختار أن تتخصص في هذه المهنة الإنسانية العظيمة فعليها أن تدرك جيدًا أنّ الله تعالى ساقها إلى مهنة سامية ونبيلة هدفها الأساسي هو تخفيف الألم عن المرضى والمصابين وإدخال السرور إلى قلوبهم، ولهذا فإنّ مهنة الممرضة تُعرف بأنها مهنة تحتاج إلى اللطف والتعامل بطريقة راقية بعيدًا عن أي تذمّر، وليس غريبًا أبدًا أن تُسمى الممرضات بملائكة الرحمة لأنهنّ حقًا كذلك، وقد قال الشاعر عنهنّ: بيضُ الحمائمِ حسبُهُنّ أنّي أُردِّدُ سجعهنّهْ رمزُ السلامةِ والوداعة منذ بدءِ الخلق هُنَّه مُرُّ الدواء يفيك حلوٌ من عذوبةِ نطقهنّهْ
الممرضة تتنقل بين أسرّة المرضى مثل الفراشة التي تنثر الفرح في النفوس وتخفف الألم وتبعث البهجة والفرح في القلوب، وهي مثل الوردة التي تنشر عبيرها فتترك الأثر الطيب، فيتحول طعم الدواء المرّ إلى مزيجٍ من العسل والسكر، وتصبح الإبرة مثل وخزة صغيرة غير مؤلمة، وما إن تضحك في وجه المريض حتى يشعر بأن الشفاء قد اقترب موعده، فيستمدّ من عينيها الأمل والتفاؤل، ويشعر بأنّ الحياة أصبحت أجمل، فالممرضة لا تعرف الشكوى أو التقصير والتقاعس، ولا تعرف طعم الراحة طالما كانت بين المرضى، لأنها تعلم جيدًا أنّ على عاتقها مسؤولية كبيرة يجب أن لا تهملها، فيا لها من مهنة عظيمة.
مهنة الممرضة مهنة قديمة جدًا، وقد وُجدت بشكلٍ فطري نظرًا لوجود الأمراض منذ بدء الخليقة، وبطبيعة الحال فإن المريض يحتاج إلى من يهتم به ويُساعده ويُلبي احتياجاته، أما أول ممرضة في الإسلامية فهي الصحابية رفيدة الأسلمية، التي عملت في تمريض جرحى المسلمين والإشراف على علاجهم بعد الحروب، ومن المعروف أن مهنة التمريض تُلائم طبيعة المرأة وقدراتها وسماتها، وهي أقدر الناس على القيام بهذه المهمة العظيمة، فالمرأة بطبعها تميل إلى العطف على الآخرين ومواساتهم وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وهذا بالضبط ما تحتاجه مهنة التمريض.
في الوقت الحاضر أصبحت أعداد الممرضات في العالم كبيرٌ جدًا، ففي الوقت الذي كان الناس يمتنعون عن تدريس بناتهم لهذه المهنة التي تتطلب المبيت في المستشفى، أصبحت اليوم من المهن التي تُكافح الفتيات بقوة لأجل الالتحاق بها، نظرًا لما تقدمه هذه المهنة من مهارات عدّة، وما تتمتع به من امتيازات، بالإضافة إلى أنّها بابٌ من أبواب الأجر والثواب من الله تعالى؛ لأنها في الدرجة الأولى تساعد الناس وتخفف من أوجاعهم.