سؤال وجواب

هل-الميت-يحس-عند-الغسل


تغسيل الميت

إنَّ تغسيل الميت في الميت في الإسلام شيء من الأشياء التي حَثَّ الشرع عليها وأمر بها حتَّى أصبحت من الأساسيات التي ترافق وفاة أحد المسلمين، فمن تُوفِّي من المسلمين يجبُ أن يغسَّل ويكفَّن ويُصلَّى عليه مع وجود بعض الاستثناءات التي لا يخلو منها أي حكم شرعي، وهذا المقال سيتناول الإجابة عن السؤال القائل: هل الميت يحس عند الغسل وهذا السؤال من الأسئلة الكثيرة التي تُطرق بصيغ متعددة، وسيتطرق المقال أيضًا لكيفيّة تغسيل الميت في الإسلام.

كيف يغسل الميت

قبل الحديث عن السؤال القائل: هل الميت يحس عند الغسل، سيتمّ المرور على كيفية تغسيل الإنسان الميت، وقد حدد الشرع طريقة غسل الميت في الإسلام بالخطوات التالية:

  • أن يحضر الغسل من يغسل الميت فقط: لا يجوز أن يحضر التغسيل إلَّا من هم أهل الميت لكي لا تتكشف عورته على من ليس من أهله.
  • غسل الميت مجردًا من ملابسه: أيْ أن يقومَ المغسّلون بغسل الميت وهو عارٍ من الثياب مع ضرورة سَتر منطقة العورة لديه، لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "لا ينظرُ الرجلُ إلى عورةِ الرجلِ . ولا المرأةُ إلى عورةِ المرأةِ" [١]
  • مسح بطن الميت: أن يتم مسح بطن الميت إذا ظهرت فيه أية نجاسة أو ما شابه ذلك.
  • توضئة الميت: ثمّ يجب على المغسل أن يسمِّي باسم الله ويقوم بتوضئة الميت، ويبدأ بتوضئته من يمينه، جاء في الحديث عن أم عطية نسيبة الأنصارية: "قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهنَّ في غسلِ ابنتِه: ابدأْنَ بمَيَامِنِها ومواضعَ الوضوءِ منها" [٢].
  • تغسيل رأس الميت: ينبغي على المغسل أن يغسل رأس الميت ويضع شيئًا من الكافور طيب الرائحة مع الماء، وتغسيل الرأس يكون حتَّى يتأكد المغسل من نظافته تمامًا، وقد جاء في حديث أم عطية نسيبة الأنصارية قال: "تُوفيتْ إحدى بناتِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فخرجَ فقالَ: اغْسِلْنَها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثرَ من ذلك إن رأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسدرٍ، واجعلنَ في الآخرةِ كافورًا، أو شيئًا من كافورٍ، فإذا فرغتُنَّ فآذِنَّنِي، قالت: فلمَّا فرغنا آذَنَّاهُ، فأَلْقَى إلينا حِقْوَهُ، فقال: أَشْعِرْنَهَا إياهُ، وقالت: إنَّهُ قال: اغْسِلْنَها ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا، أو أكثرَ من ذلك إن رأيتُنَّ، قالت حفصةُ: قالت أمُّ عطيةَ رَضِيَ اللهُ عنها: وجعلنا رأسها ثلاثةَ قرونٍ" [٣]، والله أعلم. [٤]

هل الميت يحس عند الغسل

إنَّ الإجابة عن سؤال: هل الميت يحس عند الغسل تتضمّن الكثير من الدلائل التي جاءت في السنة النبوية ومنها ما جاء في القرآن الكريم، فهذا الموضوع متشعب جدًّا، يشمل كثيرًا من الأسئلة التي قد تخطر في بال الإنسان، كأن يسأل عن شعور الميت بالناس عندما يزورونه في المقبرة، أو ما شابه ذلك، وكلُّ الأسئلة تدور حول محور شعور الميت بعد موته، وقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قَبرِه، وتولى عنه أصحابَه، وإنه ليسمعُ قَرْعَ نعالِهم" [٥][٦]

ويذهب بعض أهل العلم أيضًا إلى أنَّه لا يمكن للميت أن يحس أثناء تغسيله، ويستدلَّ أصحاب هذا الرأي بقول الله تعالى في سورة فاطر: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} [٧]، ومن هنا يقول أصحاب هذا الرأي إنَّ الميت لا يشعر من حوله ولا يسمعهم، والله أعلى وأعلم. [٨]

المراجع[+]

  1. الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 338، حكم المحدث: صحيح
  2. الراوي: أم عطية نسيبة الأنصارية، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 167، حكم المحدث: صحيح
  3. الراوي: أم عطية نسيبة الأنصارية، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 1258، حكم المحدث: صحيح
  4. صفة غُسْل الميت وتكفينه, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف
  5. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 1374، حكم المحدث: صحيح
  6. هل يشعر الميت بما يجري في الحياة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف
  7. {فاطر: الآية 22}
  8. مدى صحة قول: إن الميت يعلم من يغسله ويكفنه, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 27-01-2019، بتصرّف