هل-يشعر-الميت-بمن-يدعو-له
انقطاع عمل الميت
تنقطع صلة الإنسان بالحياة الدنيا وينتقل إلى القبر أولى منازل الدار الآخرة، لذلك حث الإسلام على التزود بالأعمال الصالحة التي تُعين الإنسان في رحلته إلى الدار الآخرة وتكون سببًا في نجاته من العذاب والفوز بالجنة إلا أنّ هناك موتى تبقى صلتهم قائمةً بالحياة الدنيا بل وينتقل إليهم منها الأجر والمثوبة إلى قيام الساعة وهؤلاء هم من ذكرهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديثه:"إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له" [١]، وهذا المقال يسلط الضوء على الدعاء و هل يشعر الميت بمن يدعو له.
الدعاء للميت
طالما كان الدعاء من أفضل العبادات التي تنفع الإنسان حيًّا وميتًا، لذلك حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء للميت منذ لحظة وفاته بالرحمة والمغفرة والقَبول الحسن وإسكان الجنان:"عن أمِّ سلَمةَ قالَت: دخلَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- علَى أبي سلمةَ، وقد شقَّ بصرَهُ، فأغمضَهُ، فصيَّحَ ناسٌ من أَهْلِهِ، فقالَ: لا تَدعوا علَى أنفسِكُم إلَّا بِخيرٍ، فإنَّ الملائِكَةَ يؤمِّنونَ على ما تَقولون ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ اغفِر لأبي سلَمةَ وارفع درجتَهُ في المَهْديِّينَ، واخلُفهُ في عقبِهِ في الغابِرينَ، واغفِر لَنا ولَهُ ربَّ العالمينَ، اللَّهمَّ افسِح لَهُ في قبرِهِ، ونوِّر لَهُ فيهِ" [٢]، وبعد دفن الميت ومرور الأيام والسنوات على وفاته فإن أكثر الأعمال التي تنفعه في قبره الدعاء له بظهر الغيب بالرحمة والغفران والتجاوز عن الذنوب والزلّات والحشر مع الأنبياء والصِّديقين والشهداء وما شابهها من الأدعية الطيبة التي تتوافق مع ما جاء في الشريعة الإسلامية.
وتجدرُ الإيماءة إلى عدم ثبوت دعاءٍ مخصوصٍ بالميت أو تحديد وقتٍ لهذا الدعاء كيوم الجمعة وإن تحرَّى الداعي أوقات الاستجابة فذلك أدعى للإستجابة وإن لم بفعلْ فلا بأسَ عليه عدا ذلك فهو أقرب للابتداع منه للاتباع، وأولى الناس بالدعاء للميت ولده الذي من صلبه فهو سبب وجوده في الحياة بعد مشيئة الله تعالى، لذا يبقى حبل التواصل قائمًا ما بين الولد -الذكر والأنثى- والوالديْن عن طريق الدعاء الطيب. [٣][٤]
هل يشعر الميت بمن يدعو له
يعدُّ التساؤل المثير للجدل هل يشعر الميت بمن يدعو له من أكثر الأسئلة طرحًا على أهل العلم من الفقهاء، وغالبًا ما كانت الإجابة على سؤال هل يشعر الميت بمن يدعو له إجابةً اجتهاديّةً وقياسيةً على ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتشير معظم تلك الإجابات إلى أنّ الميت لا يشعر بمن يدعو له من الأهل وغيرهم وإنما يصله الأجر والثواب في الآخرة وهو رأي الجمهور من علماء أهل السنة والجماعة، وهذا الأمر برأي العلماء ينسحب على كافة الأعمال التي تنفع الميت كالصدقة والحج والأضحية، استنادًا إلى قوله تعالى:{وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}[٥] حيث لم يرد دليلٌ شرعيٌّ على شعور الميت أو سماعه بدعاء من يدعو له. [٦][٧]المراجع[+]
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن باز، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز، الصفحة أو الرقم: 340/4، خلاصة حكم المحدث: ثابت
- ↑ الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 3118، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ مشروعية الدعاء للميت عند موته،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-01-2019، بتصرف
- ↑ أعمال لا ينقطع أجرها بعد الموت،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-01-2019، بتصرف
- ↑ {فاطر: الآية 22}
- ↑ التصدق عن الميت وعلم الميت بها،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-01-2019، بتصرف
- ↑ هل الموتى يسمعون كلام الأحياء ؟،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-01-2019، بتصرف