سؤال وجواب

كفارة-الزنا-للمرأة-المتزوجة


ما هي الكفارة

إنَّ مصطلح الكفارة مصطلح إسلاميّ مَحض، لم يكن موجودًا قبل الإسلام، وهي كلمة عائدة إلى الفعل "كفَّر" بتشديد الفاء، ويُقال كفَّر عن خطيئته أيْ سَتَرها ومَحاها، ويمكن تعريف الكفارة في الاصطلاح على أنَّها ما يدفعه المسلم أو يقوم به مَن ارتكب ذنبًا من الذنوب التي توجب الكفارة، وهي ما يُستغفر به الذنب والإثم في الإسلام، وقد تكون الكفارة صدقة أو صومًا أو إطعام مساكين، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن كفارة الزنا للمرأة المتزوجة إضافة إلى الحديث عن حد الزنا للمرأة المتزوجة.

كفارة الزنا للمرأة المتزوجة

بعد تعريف الكفارة سيتمّ الحديث عن كفارة الزنا للمرأة المتزوجة وجدير بالذكر إنَّ حدَّ الزنا في الإسلام لا يختلف بين الرجل والمرأة، ولكنَّه يختلف فيما إنْ كانَ الزانية أو الزاني محصّنًا أو غير محصّن، وهنا يكون الفَيْصَل، فمَن زَنى وهو محصّن فيرجم حتَّى الموت، أمَّا مَن زَنى وهو غير محصّن فحدُّه الجلد فقط، قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [١].

وجديرٌ بالذكر أيضًا أنَّ الشرط الرئيس لتأكيد وقوع الزنا أمام القاضي هو إمَّا أن يعترف المتهم بالزنا بأنه زنى، أو أن يجتمع أربعة شهود ويشهدون عليه، جاء في الحديث عن أبي هريرة أنَّه قال: "إنَّ سعدَ بنَ عُبادةَ قال لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: يا رسولَ اللهِ أرأَيْتَ إنْ وجَدْتُ مع امرأتي رجلًا أُمهِلُه حتَّى آتيَ بأربعةِ شهداءَ؟ قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: نَعم". [٢][٣]

وفيما يخص كفارة الزنا للمرأة المتزوجة فإنَّه لا كفارة في الإسلام للزنا، ومن زَنى فعليه أن يتوب إلى الله -سبحانه وتعالى- توبة صادقة بينه وبين نفسه إذا لم تتم محاسبته من قبل القضاء الإسلامي، وإذا لم يفضح أمره فالأولى ألَّا يفضح نفسه وأن يكتم ذنبه ويستغفر الله -سبحانه وتعالى- قال تعالى في سورة التحريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}. [٤] [٥]

حد الزنا للمرأة المتزوجة

بعدَ التفصيل في كفارة الزنا للمرأة المتزوجة، والقول إن المرأة المتزوجة إذا زنت ولم يُفضح أمرها فلا كفارة عليها، وعليها أن تتوب إلى الله توبة صادقة من قلب صادق، وأن تحقق في هذه التوبة شروط التوبة السليمة، وأن تعزم على عدم الرجوع إلى مثال هذا الذنب أبدًا، وفيما يلي حد الزنا للمرأة المتزوجة:

إنَّ الزنا في الإسلام كبيرة من الكبائر التي حذَّر منها الإسلام تحذيرًا شديد اللهجة، وحذَّر القرآن الكريم من الاقتراب الزنا أيضًا أي اقتراب، قال تعالى في محكم التنزيل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [٦]، وأمَّا حد الزنا فقد جعل الله تعالى عقاب الزاني شديدًا، وفصَّل فيه، فمن زنى وهو غير متزوج فحدُّه في الإسلام بعد أن يتم إثبات الزنا عليه أنَّه يجلد مئة جلدة بلا رأفة ولا رحمة، قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [١]، وأمَّا إن كان الزاني متزوجًا فحده الجلد مئة مرة، ومن ثمَّ القتل رجمًا، أي أن يتمّ رجمه أو رجمها إن كانت امرأة متزوجة حتَّى الموت، والدليل هو حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حين قال: "خُذوا عني، خُذوا عني، قد جَعَل الله لهنّ سبيلا، البكْر بالبِكْر جَلْدُ مائة ونَفْيُ سَنَة، والثّيّبُ بالثّيّبِ جَلْدُ مائة والرّجْم". [٧] [٨]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب {النور: الآية 2}
  2. الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الجزء أو الصفحة: 4282، حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
  3. لا يثبت الزنا بالشهادة إلا إذا كان الشهود أربعة رجال, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف
  4. {التحريم: الآية 8}
  5. عقوبة الزانية المتزوجة، وكيفية معاملتها إن تابت, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف
  6. {الإسراء: الآية 32}
  7. الراوي: عبادة بن الصامت، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 1690، حكم المحدث: صحيح
  8. حد الزنا, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف