هل-تقبل-صلاة-الزاني

الصلاة

هي عماد الدين وأساس صلاح الأعمال عند الله -سبحانه وتعالى- وهي غذاء الروح وثاني أركان الإسلام الخمسة، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ، علَى أنْ يعبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بمَا دونَهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ" ^[١]، وهي عبادة من أهمّ العبادات التي تقوي صلَّى العبد بربه، كما أنَّ أهم عبادة من العبادة، فإذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن السؤال القائل: هل تقبل صلاة الزاني في الإسلام؟ إضافة إلى الحديث عن مطلات الصلاة في الإسلام.

هل تقبل صلاة الزاني

بعد تعريف الصلاة، ستتم الإجابة عن سؤال: هل تقبل صلاة الزاني في الإسلام؟ وجدير بالذكر إنَّ الله تعالى جعلَ للزنا حدًّا في الدنيا وتوعَّد مرتكبيه عقوبة شديدة في الآخرة، أمَّا فيما يخصُّ سؤال: هل تقبل صلاة الزاني فهذا علمه عند الله -سبحانه وتعالى-، والله هو الذي يقبل العمل أو لا يقبله وهو الحكيم العليم، فيمكنُ أن يقبلها ويمكن أن يردَّها، كلُّ هذا تحت مشيئة الله -سبحانه وتعالى- ولكن ما ينبغي على هذا الإنسان ألَّا لا يؤخر الصلاة وأن يتوب إلى الله توبة صادقة، وإذا لم يفضح أمره فعليه أن يتكتم على ذنبه ولا يجاهر به، كما عليه أ، يندم على فعلته وأن يعزم على عدم العودة إليها، وأ، يتم شروط الصلاة الصحيحة، ويسأل الله أن يقبل منه عمله ويغفر له ذنبه، والله هو الغفور الرحيم. ^[٢]

وجديرٌ الذكر أنَّه يجبُ على من ارتكب الزنا أن يستر نفسه -كما وردَ سابقًا- وألَّا يقنط من رحمة الله، قال تعالى في سورة الزمر: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ  ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ^[٣]، ويجب على الزاني أن يلتزم أعمال الخير ويلتزم الاستغفار ويحذر من ترك الصلاة واليأس من رحمة الله، فترك الصلاة ذنب من أعظم الذنوب ويؤدي بالإنسان إلى الكفر كما أوضح رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: "بين الرجلِ وبين الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ" ^[٤]، والله تعالى أعلم. ^[٥]

مبطلات الصلاة

إنَّ الصلاة هي عبادة من أعظم العبادات التي فرضها الله تعالى على البشر، فينبغي على المسلم أن يتعلَّم أحكامها ويعرف مبطلاتها حتَّى يؤدّيَها بصورتها السليمة التي يقبلها بها الله -سبحانه وتعالى- وجدير بالذكر إنَّ مبطلات الصلاة في الإسلام هي: ^[٦]

• الكلام أثناء الصلاة عمدًا: وقد جاء في هذا الحكم عن زيد بن الأرقم أنَّه قال: "كنا نتكَلَّمُ في الصلاةِ، يُكَلِّمُ الرجلُ صاحبَه وهو إلى جَنبِه في الصلاةِ، حتى نزَلَتْ: { وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} ^[٧]، فأُمِرْنا بالسُّكوتِ، ونُهينا عنِ الكلامِ" ^[٨].
• الأكل والشرب أثناء الصلاة عمدًا: يقول ابن المنذر في هذا الحكم: "أجمعَ أهل العلم على أنَّ مَن أكل أو شرب في صلاة الفَرْض عامدًا أنَّ عليه الإعادة"، وتعامل صلاة النافلة معاملة الفرض تمامًا.
• ترك ركن من أركان الصلاة: يعدّ ترك ركن أو شرط من شروط وأركان الصلاة أمرًا مبطلًا للصلاة، وعلى من فعله أن يعيد الصلاة إذا لم يسجد سجود السهو، وجدير بالذكر إنَّ الشروط هي استقبال القبلة أو الطهارة وغيره، والأركان هي الركوع والسجود وتكبيرة الإحرام وغيرها، فمن ترك ركنًا من أركان الصلاة سهوًا فيكفيه سجود السهو ومن ترك عمدًا بطلت صلاته.
• الضحك أثناء الصلاة: يعدّ الضحك أثناء الصلاة من مبطلات الصلاة، ويقول ابن المنذر: "الإِجْماع على بُطْلان الصَّلاة بالضَّحِك"، وجدير بالذكر إنَّ التبسم لا يعتبر من مبطلات الصلاة ولكنه يخل بشرط الخشوع في الصلاة فينبغي على الإنسان أن يكون مقبلًا على الله بقلبه وعقله وجسده، والله أعلم.

المراجع[+]

1. ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 16، حكم المحدث: صحيح
2. ↑ هل تقبل صلاة الزاني بعد زناه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-02-2019، بتصرّف
3. ↑ {الزمر: الآية 53}
4. ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 82، حكم المحدث: صحيح
5. ↑ تريد أن تترك الصلاة حياءً من الله لأنها تقع في الزنا, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-02-2019، بتصرّف
6. ↑ ملخص مبطلات الصلاة, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-02-2019، بتصرّف
7. ↑ {البقرة: الآية: 238}
8. ↑ الراوي: زيد بن أرقم، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 539، حكم المحدث: صحيح