قصة-البطة-القبيحة
قصة البطة القبيحة
في إحدى أيّام الخريف، كانت هناك بطة تنتظر بيضها كي يفقس، وكانت تنتظر تلك اللحظة التي سترى بها صغارها بفارغ الصبر، وبعد مرور عدّة أيام، بدأت البيضات تفقس واحدة تلو الأخرى، ففقست أول بيضة وخرجت منها بطة صغيرة، ثم تلتها البيضات الأخرى حتى أصبح هناك سبع بطات صغيرة جميلة، لكن أكبر بيضة كانت موجودة لم تفقس، وبقيت البطة الأم تنتظر البيضة الكبيرة أن تفقس بفارغ الصبر، وفالت الأم في نفسها: لا بدّ وأن هذه البطة هي أجمل واحدة، لأنها أكبر بيضة، وآخر واحدة فقست، لكن مفاجأة الكبرى كانت عندما فقست البيضة الكبيرة، فخرجت منها بطة بريشٍ رمادي غامق، فحزنت الأم كثيرًا لأنها رأت أن هذه البطة القبيحة تختلف عن إخوتها.
أصبح الجميع يسخرون من البطة القبيحة ويقولون بأنّها لا تشبهُ إخوتها، وأصبحوا ينادونها بالبطة القبيحة، فشعرت البطة القبيحة باليأس والحزن وقرّرت أن تتركَ أمّها وأخوتها وتعيش وحدها بالقرب من بركة صغيرة، ولكن عندما أتى الشتاء شعرت البطة القبيحة بالجوع والبرد والحون الشديد والوحدة، بينما كان إخوتها يعيشون مع أمهم في دفء، مما زاد في حزنها، وكان كلما مرّ حيوانٌ إلى جانبها سخر منها وقال لها: بطة قبيحة، بطة قبيحة، وفي يومٍ ما في عزّ البرد، مرت عجوز من جانب البركة التي كانت تعيش عندها البطة القبيحة، فأشفقت على حالها، وأخذتها معها إلى بيتها كي تطعمها وتمنحها الدف، وظلت العجوز تعتني بالبطة القبيحة عدّة أسابيع حتى كبرت قليلًا وأصبحت أقوى.
في يومٍ خرجت البطة القبيحة إلى الحديقة، فرأت سربًا من الطيور الجميلة تحلق في السماء، فقالت في نفسها: ليتني كنت جميلة مثل هذه الطيور المحلقة في السماء، وأخذت تبكي بشدة، وبعد انقضاء الشتاء، كبرت البطة القبيحة كثيرًا، وتغير شكلها، فذهبت إلى بركة ماء كي تسبح قليلًا، فرأت انعكاس صورتها على وجه الماء، فانبهرت بشكلها الجديد، لقد رأت طائرًا في غاية الجمال يُشبه الطيور التي كانت محلقة في السماء، فلم تصدق نفسها حتى حركت جناحيها، فعرفت أنها في الحقيقة لم تكن بطة، إنّما بجعة جميلة، لكنْ سوء حظها عندما كانت بيضة، جعلها تستقر مع بيض البط، ففرحت البجعة بعد أن عرفت أنها ليست بطة قبيحة، وعاشت عيشة سعيدة مع باقي البجعات، وأصبحت تحلق في السماء، وكانت كلما رأت البطات في بركة الماء، شكرت ربها أنها ليست بطة قبيحة إنما بجعة ساحرة الجمال.