سؤال وجواب

الفرق-بين-الكفر-والشرك


التوحيد

خلقَ الله الأرض والبشر وأنزلَهم عليها، وأنعمَ عليهم بنعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى، وأمرَهم -سبحانه وتعالى- بالعبادةِ والتوحيد، أمرَهم أن يوحِّدوه وحدَه لا شريكَ له، وأن يقرِّوا بأنَّه الله الواحد الذي لا شريكَ له، الإله الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوٌ أحد، والذي لا تأخذُه سنة ولا نوم، وقد وعدَ الله الموحَدين العابدين له بالنعيم الخالد الذي لم تَرَهُ عين ولم يتخيَّله خيال في الدنيا، وتوعَّد المشركين والكافرين جحيمًا لا قِبلَ لهم به، فمَن خلق السماوات والأرض وأرسى الجبال ودَحى الأرض أحقّ بالعبادة من سواه، وفي هذا المقال سيتمّ الحديث عن الفرق بين الكفر والشرك والحديث أيضًا عن معنى النفاق وصفات المنافقين في الإسلام. [١]

الفرق بين الكفر والشرك

يمكنُ إظهار الفرق بين الكفر والشرك في الإسلام بتعريف كلٍّ منهما على حِدة، وهذا حال المتناقضات أو المتشابهات في المعنى، والفرق بين الكفر والشرك يعدُّ من المتشابهات أو المتقاربات في المعنى، ولهذا يمكن تعريف كلٍّ منهما على الشكل الآتي: [٢]

  • الشرك: هو أن يجعل المسلم مع الله إلهًا آخر، وهو أن يعبدَ الإنسان مع ربِّ السماوات والأرض ربًّا آخرًا، وقد قال الإمام النوويّ في شرح صحيح مسلم: "إنَّ الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبدة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش فيكون الكفر أعم من الشرك".
  • الكفر: بحسب قول الإمام النووي أعظم وأشمل من الشرك؛ لأنَّ الشرك هو أن يشرك الإنسان مع الله إلهًا آخرًا ويعبده تمام العبادة كما كان يفعل أهل قريش عندما عبدوا الأصنام وهم يعترفون بالله ويعبدونه، أمَّا الكفر فهو أن يجحد الإنسان وجود الله وأن يكفر به كفرًا بواحًا لا رجعة فيه أبدًا.

وجديرٌ بالذكر أنَّ الكافر والمشرك في الإسلام خالدان مُخلّدان في نار جهنَّم، وهذا ما بيَّنه الله -سبحانه وتعالى- في سورة البينة حين قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [٣]، وقال تعالى أيضًا في سورة المائدة: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [٤]، وسبب الخلود يرجعُ إلى أنَّهم كفروا بالله وجَحَدوا وجودَه ونِعَمَه أو أنَّهم أشركوا مع الله إلهًا آخر، والله تعالى أعلم.

النفاق وصفات المنافقين

يمكنُ تعريف النفاق في الإسلام على أنَّه إبطان الكفر وإظهار الإيمان، وهو من أعظم الأخطار التي تواجهُ الإسلام والمسلمين في العالم وعبر التاريخ، وقد خصَّ الله تعالى المنافقين بعقابٍ شديد، وجعلَهم في الدرك الأسفل من النار، قال تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [٥]، وقد بيَّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- صفات المنافقين التي يُعرفون منها، وهي صفات إذا اجتمعت كلُّها في شخص كان هذا الشخص منافقًا خالصًا وإذا اجتمع بعضها كان فيه خصلة من خصل النفاق، فقد جاء في الحديث عن النَّبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: "أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصْلةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النفاقِ، حتَّى يدعَها: إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غَدرَ، وإذا خاصمَ فجرَ" [٦]، وقال رسول الله أيضًا: "آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعَدَ أخلفَ، وإذا اؤتُمِنَ خان" [٧]، والله تعالى أعلم. [٨]

المراجع[+]

  1. تعريف التوحيد وأقسامه, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف
  2. الفرق بين الكفر والشرك, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف
  3. {البينة: الآية 6}
  4. {المائدة: الآية 27}
  5. {النساء: الآية 145}
  6. الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 34، حكم المحدث: صحيح
  7. الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 33، حكم المحدث: صحيح
  8. خطر النفاق مع بيان أنواعه, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 03-02-2019، بتصرّف