سؤال وجواب

قصة-ماء-زمزم


ماء زمزم

ماء طيِّبٌ مبارك، باركه الله وجعلَه رحمة من عنده في وادٍ غير ذي زرع، قال تعالى في محكم التنزيل على لسان نبيِّه إبراهيم: {إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [١]، وقد استجاب الله لدعاء إبراهيم، وجعل ماء زمزم رحمة لأهله وذريته، فما زال بئر زمزم يسقي حجَّاج بيت الله الحرام منذ ذلك الوقت، وهذا المقال سيتناول الحديث عن قصة ماء زمزم وفضل ماء زمزم في الإسلام[٢]

قصة ماء زمزم

ترجعُ قصة ماء زمزم إلى عهد نبيِّ الله إبراهيم -عليه الصَّلاة والسَّلام-، هناك في وادٍ غير ذي زرع، إلى جانب البيت لحرام، ترك إبراهيم -عليه السلام- أهله دون ماء ولا كلأ، هناك دعا الله -سبحانه تعالى- أن يرزقَ أهله من الثمرات لعلهم يشكرون، فاستجاب له الله تعالى، وقد جاءت تفاصيل قصة ماء زمزم في صحيح البخاري في الحديث التالي، وتبدأ القصة لما ترك إبراهيم -عليه السَّلام- أهله في الوادي تبعته أم اسماعيل -عليه السَّلام- وقال له: "يا إبراهيمُ، أين تذهبُ وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيهِ إنسٌ ولا شيٌء؟ فقالت لهُ ذلك مرارًا، وجعل لا يتلفتُ إليها، فقالت لهُ: آللهُ الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم ، قالت: إذن لا يُضَيِّعُنَا، ثم رجعتُ، فانطلقَ إبراهيمُ حتى إذا كان عند الثَّنِيَّةِ حيثُ لا يرونَهُ، استقبلَ بوجهِهِ البيتَ.

ثم دعا بهؤلاءِ الكلماتِ، ورفع يديهِ، فقال: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ -حتى بلغ- يَشْكُرُونَ، وجعلت أمُّ إسماعيلَ تُرْضِعُ إسماعيلَ وتشربُ من ذلك الماءِ، حتى إذا نفد ما في السِّقَاءِ عطشتْ وعطشَ ابنها، وجعلت تنظرُ إليهِ يَتَلَوَّى، أو قال يتلبَّطُ، فانطلقت كراهيةَ أن تنظرَ إليهِ، فوجدتِ الصفا أقربُ جبلٍ في الأرضِ يليها، فقامت عليهِ، ثم استقبلتِ الوادي تنظرُ هل ترى أحدًا فلم تَرَ أحدًا، فهبطتْ من الصفا حتى إذا بلغتِ الوادي رفعتْ طرفَ درعها، ثم سعت سعيَ الإنسانِ المجهودِ حتى إذا جاوزتِ الوادي، ثم أتتِ المروةَ فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا فلم تَرَ أحدًا، ففعلت ذلك سبعَ مراتٍ، قال ابنُ عباسٍ: قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: فذلك سعيُ الناسِ بينهما.

فلمّا أشرفت على المروةِ سمعت صوتًا، فقالت: صَهْ -تريدُ نفسها- ثم تَسَمَّعَتْ، فسمعت أيضًا، فقالت: قد أُسْمِعْتُ إن كان عندكَ غَوَاثٌ، فإذا هي بالمَلَكِ عند موضعِ زمزمَ، فبحث بعقبِهِ، أو قال: بجناحِهِ، حتى ظهرِ الماءِ، فجعلت تَحُوضُهُ وتقولُ بيدها هكذا، وجعلت تغرُفُ من الماءِ في سقائها وهو يفورُ بعد ما تغرفُ، قال ابنُ عباسٍ: قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: يرحمُ اللهُ أم إسماعيلَ، لو كانت تركت زمزمَ -أو قال: لو لم تغرف من الماءِ- لكانت زمزمُ عينًا معينًا، قال: فشربت وأرضعتْ ولدها، قال لها الملَكُ: لا تخافوا الضَّيْعَةَ، فإنَّ ها هنا بيتُ اللهِ، يبني هذا الغلامُ وأبوهُ، وإنَّ اللهَ لا يُضَيِّعُ أهلَهُ" [٣].

فكانت قصة ماء زمزم معجزة خالصة من الله تعالى، جعلها لأم اسماعيل وابنها، وللناس أجمعين من بعده رحمة منه بالناس، والله أعلم. [٤]

فضل ماء زمزم

جعل الله تعالى لماء زمزم فضلًا كبيرًا، وجعلَ لساقيه وشاربه فضلًا أيضًا، كما ميَّز سبحانه وتعالى بقدرته تركيبة هذا الماء، بمعجزة علمية عظيمة من معجزات هذا الدين العظيم، وقد وردت في السنة النبوية الشريفة أحاديث متعددة تتحدث عن فضل ماء زمزم، وما جاء: [٥]

  • جاء في الحديث عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال عن ماء زمزم: "إنَّها مُباركةٌ، إنَّها طعامُ طُعمٍ يَعني زمزمَ" [٦].
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: "خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زمزمَ، فيه طعامٌ من الطعمِ وشفاءٌ من السقمِ" [٧].
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: "ماء زمزم لما شرب له" [٨]، والله أعلم.

المراجع[+]

  1. {إبراهيم: الآية 37}
  2. بئر زمزم, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-02-2019، بتصرّف
  3. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 3364، حكم المحدث: صحيح
  4. قصة ماء زمزم, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-02-2019، بتصرّف
  5. فضل ماء زمزم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-02-2019، بتصرّف
  6. الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 2438، حكم المحدث: صحيح
  7. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الجزء أو الصفحة: 1056، حكم المحدث: إسناده حسن
  8. الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الجزء أو الصفحة: 2/543، حكم المحدث: إسناده جيد رجاله كلهم ثقات سوى راو لم أجد له ترجمة