سؤال وجواب

لماذا-سمي-ماء-زمزم-بهذا-الاسم


بئر زمزم

يعدُّ بئر زمزم معجزةً خالدةً فجَّرها الله تعالى في مكة المكرمة منذ آلاف السنين وما يزال إلى الآن يسقي الملايين من المسلمين حول العالم، حيث يبعد النبع عن الكعبة 21 م فقط، وقد اندثرَ في العصر الجاهلي قبل الإسلام ولم يتعرف العرب على مكانه مرةً ثانية حتَّى رآى عبد المطلب بن هاشم جدُّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلمًا فيه شخص يدله على مكان البئر ويطلب منه أن يفتحه، فاستيقظَ عبد المطلب وهرع إلى ذلك المكان قرب الكعبة وحفرَه وتحقَّقت رؤياه، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول قصة ماء زمزم وحول لماذا سمي ماء زمزم بهذا الاسم. [١]

قصة ماء زمزم

قبل الإجابة عن سؤال: لماذا سمي ماء زمزم بهذا الاسم سيُشار بشكلٍ وجيز إلى قصة ماء زمزم، فماء زمزم هو الماء الذي نبع من بئر زمزم أو نبع زمزم تحت قدمَيْ سيدنا إسماعيل -عليه السلام-، فبعدَ أن جاء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بزوجته هاجر -عليها السلام- وولدها إسماعيل إلى مكة تركهما وحيدين في قلب الصحراء، قال الله تعالى على لسان نبيه إبراهيم -عليه السلام-: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [٢]، وكانت مكة يومئذٍ عبارة عن وادٍ مقفرٍ خالٍ من الزرع والنبات والبشر، وبعد أن تركَ إبراهيم ولده وزوجته شعرت السيدة هاجر بالخوف، وما إن نفدَ ما كان معها من مؤونةٍ قليلةٍ وبدأ رضيعها بالبكاء جوعًا، راحت تركضُ مهرولةً من مكان إلى مكان وكانت تلك الهرولة بين الصفا والمروة، وهي على تلك الحال سمعت صوت جبريل -عليه السلام- يحفرُ البئر.

وقد روى ابن عباس في صحيح البخاري أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فلما أشرفت على المروةِ سمعت صوتًا، فقالت صَهْ -تريدُ نفسها- ثم تَسَمَّعَتْ، فسمعت أيضًا، فقالت: قد أُسْمِعْتُ إن كان عندكَ غَوَاثٌ، فإذا هي بالمَلَكِ عند موضعِ زمزمَ، فبحث بعقبِهِ، أو قال: بجناحِهِ، حتى ظهر الماءِ، فجعلت تَحُوضُهُ وتقولُ بيدها هكذا، وجعلت تغرُفُ من الماءِ في سقائها وهو يفورُ بعد ما تغرفُ. قال ابنُ عباسٍ: قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: يرحمُ اللهُ أم إسماعيلَ، لو كانت تركت زمزمَ  أو قال: لو لم تغرف من الماءِ لكانت زمزمُ عينًا معينًا، قال: فشربت وأرضعتْ ولدها " [٣]، وعند ذلك خرجَ ماء زمزم وشربت منه السيدة هاجر وسقت رضيعها وأرضعته، وكان وعدُ الله بحفظهما قد تحقَّق. [٤][٥]

لماذا سمي ماء زمزم بهذا الاسم

من المعروف أنّ بئر زمزم هو النبع الذي يخرج منه ماء زمزم، والذي انفجرَ عند قدمَيْ إسماعيل -عليه السلام-، وأمّا سؤال: لماذا سمي ماء زمزم بهذا الاسم فعندما قام جبريل -عليه السلام- بحفر البئر بقدمه أو بجناحه، سارعت السيدة هاجر إلى ذلك الموضع وصارت تجمع الماء بيديها حتى لا يسيل ويتفرّق في الأرض، وهي ورضيعها في حاجةٍ شديدةٍ للماء، كانت تَغْرِف منه بيديها وتضع في سقائها، ثمَّ زمَّت الماء بالتراب أي أحاطت النبع بالتراب كي لا يسيلَ منه الماء وجعلت حوله مثل الحوض.

عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يرحمُ اللهُ أم إسماعيلَ، لو كانت تركت زمزمَ -أو قال-: لو لم تغرف من الماءِ لكانت زمزمُ عينًا معينًا" [٦]، وقد قال البرقي -رحمه الله- أنَّ ابن عباس -رضي الله عنه- قال: "سميت زمزم لأنَّها زمت بالتراب لئلا تسيح الماء يمينًا وشمالًا"، وقيل أيضًا حول لماذا سمي ماء زمزم بهذا الاسم أنَّ السيدة هاجر عندما فاض الماء على وجه الأرض صارت تقول له: زم زم، أي اجتمع يا مبارك، وبسبب اجتماع الماء سمي كذلك، وقيل أيضًا حول لماذا سمي ماء زمزم بهذا الاسم أن زمزم جاء من زمزمة الماء أي صوت الماء عندما كان يخرُج، والله تعالى أعلم. [٧]

المراجع[+]

  1. بئر زمزم, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف
  2. {إبراهيم: الآية 37}
  3. االراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3364، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  4. قصة إسماعيل عليه الصلاة والسلام, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف
  5. قصة ماء زمزم, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف
  6. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3364، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  7. زمزم والكوثر معناهما وفضلهما, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف