تلخيص-رواية-الغريب
محتويات
المذهب الوجودي
هو أحد مذاهب الفلسفة التي تجعل من الإنسان محورًا لها، ولا يكون ذلك من خلال الأفكار وحدها بل من خلال الشعور والفعل أيضًا، فالوجودية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإنسان كفرد، وترجع قيمتها الفكرية المسيطرة إلى الحرية، على الرغم من أنَّ الأصالة بمفهومها الفلسفي هي القيمة الأساسية فيها، ويرى الوجوديون أنَّ نقطة بداية الفرد تتحدد بموقف وجودي، وبمعنى آخر هو شعور بفقدان الارتباك والفزع في وجه العالم العبثي بدون أي معنى، وارتبط المذهب الوجودي بأسماء عدد من فلاسفة أوروبا في القرن التاسع والعشرين، وهم الذين اشتركوا بذلك الاعتقاد رغم اختلافهم بالكثير من الآراء الأخرى، ومن ألمع أسماء الوجوديين ألبير كامو صاحب رواية الغريب والتي سيتناولها الحديث في هذا المقال.[١]
ألبير كامو
لا شكَّ في أنَّ الكاتب الفرنسي الجزائري ألبير كامو أحد أشهر الكتَّاب العالميين، ولدَ ألبير كامو في عام 1913م في الجزائر في مدينة موندافي خلال فترة استعمار فرنسا للجزائر، فقد كانت أسرته إحدى الأسر المستوطنة الفرنسية الفقيرة، مات والده في الحرب العالمية الأولى، فعملت أمُّه في تنظيف المنازل وكانت مصابة بالصمم الجزئي، درس في البداية في إحدى المدارس المحلية وتميَّز بالذكاء والنبوغ، دخل إلى قسم الفلسفة في جامعة الجزائر ليحصل على الدراسات العليا في الفلسفة في عام 1936م، وخلال فترة دراسته الجامعية خاض في عالم السياسة وانتسب لصفوف الحركة الشيوعية ثمَّ إلى حزب الشعب الجزائري.[٢]
كان كامو أحد الذين وقفوا في مواجهة الاستعمار الفرنسي ودافعوا عن حقوق الشعب الجزائري في دخول السلك السياسي والعمل، وفي الحرب العالمية الثانية انضمَّ للمقاومة الفرنسية لتحرير بلده من النازية، نقدَ النظرية الشيوعية فيما بعد وأدانَ استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للقنبلة الذرية في هيروشيما، وأكثر ما اشتُهر به كتابته في المدرسة العبثية، في عام 1957م حصل على جائزة نوبل في الأدب ويعدُّ ثاني أصغر شخص يحصل عليها، توفي في عام 1960م.[٢]
رواية الغريب
تعدُّ رواية الغريب أشهر روايات الأديب والفيلسوف الشهير ألبير كامو، صدرت في عام 1942م، وتندرج ضمن أعمال المدرسة العبثية التي اشتُهر بها ألبير كامو، وكانت أول روايته في هذا المجال التي ظهرت فيها عبثيته المفرطة، وأهمها: رواية الغريب، أسطورة سيزيف، مسرحية كاليغولا، مسرحية سوء التفاهم، وتمثِّل هذه الأعمال فلسفة العبثية عند كامو، تُرجمت هذه الرواية إلى أكثر من أربعين لغة من لغات العالم، يخوض فيها كامو في شخصية رجل غريب غير مبالٍ بأي شيء، وبسرد أحداث الرواية يصبح القارئ أقرب من نفسية الغريب أكثر وأكثر، لتظهر ملامح العبثية عنده بأوضح صورها.[٣]
تلخيص رواية الغريب
تبدأ أحداث الرواية بوفاة والدة البطل الغريب ميرسولت، غير أنَّه لا يُبدي أي مشاعر حزن أو أسى ويرفض رؤية جثمانها أيضًا، وجلس يدخن ويشرب القهوة قربها ويتحدث عن الحاضرين في العزاء فقط، مظهرًا شخصيته العبثية التي لا تبالي في أيِّ شيء، بعد ذلك يلتقي ميرسولت بفتاة كانت موظفة في الشركة التي كان يعمل فيها تدعى ماريا، يندمجان مع بعضهما ويذهب معها للسباحة ويشاهدان فيلمًا كوميديًّا ويقيمان علاقة غرامية وذلك في اليوم التالي من وفاة والدته، لاحقًا يطلب منه صديقه ريموند أن يساعده من أجل الانتقام من عشيقته لأنه يشكُّ بأنها تخونه، وافق ميرسولت على ذلك ولم يهتم لمشاعر تلك الفتاة، لأنه لم يكن يشعر بأي شيء تجاه الناس، لكنَّ الأمور تزداد سوءًا عندما يقوم ريموند بضرب عشيقته وتعتقله الشرطة، ثمَّ بعد أن يطلق سراحه يبدأ أخوها وأصدقاؤه العرب بملاحقة ريموند.[٤]
وفي نهاية الأسبوع يدعو ريموند كلًّا من ميرسولت وماريا إلى بيت على الشاطئ لأحد الأصدقاء، وكان أخو عشيقته بانتظاره وبدأ الشجار بينهم مما أدى لإصابة ريموند بطعنة، ليذهب ميرسولت ويعود بمسدس لريموند ويطلق رصاصة على ذلك الشخص ثم أتبعها بعدة رصاصات من دون أي تبرير، يلقى القبض على ميرسولت ويدخل السجن، وتدور أحداث الرواية بعد ذلك حول الفترة التي قضاها في السجن، والجلسات التي خضع فيها للمحاكمة، وقد كان هادئًا لدرجة كبيرة ولم يشعر بأي ذنب أو ندم تجاه فعلته، ويعجز المحامي عن تبرير مشاعر ميرسولت، ويصدر الحكم عليه بالإعدام أمام الناس، يزوره القسيس في تلك الأثناء ليدعوه للتوبة وعودته إلى الرب، لكنه يرفض ذلك وينفجر بوجه القسيس معبرًا عن عدم وجود أي معنى لهذا الوجود وعن غضبه على الناس وعلى العالم أجمع.[٤]
اقتباسات من رواية الغريب
في رواية الغريب التي تدور حول شخص لا يبالي في أي شيء، فهو لا يقبل ولا يرفض أي شيء، يظهر مذهب ألبير كامو المفرط بالعبثية بوضوح في أول رواية له من هذا اللون، ولا بدَّ من إدراج بعض الاقتباسات من الرواية فيما يأتي:[٥]
- في حالات معينة، يكون الاستمرار، الاستمرار فقط، فوق طاقة البشر.
- عارٌ على البشرية أن ينتحر أحدهم وقد كان في حاجة إلى عناقٍ طويل.
- ماذا يهم؟ ما فائدة الحب، الصداقة؟ ماذا لَو مُتُّ؟ هل سآتي إلى هذه الدنيا من جديد كأبلهٍ آخر؟ أم أن خبراتي ستظل قائمة لِيستفيد منها جديدي؟.
- في ذلك الليل الذي يفيض بالنجوم أحسست للمرة الأولى برقة وعذوبة اللامبالاة، وأحسست أنني كنت سعيدًا في يوم من الأيام ولا زلت حتى الآن.
- عشت بهذه الطريقة، وكان بالإمكان أن أعيش بطريقه أخرى، قمت بهذا، ولم أقم بذاك، لم أفعل أشياء في حين فعلت أخرى، وماذا بعد؟ كأني انتظرت طيلة عمري كي أبلغ تلك الدقيقة، ذاك الفجر الذي سأنال فيه جزائي، لا شيء كان ذا أهمية وكنت أعلم جيدًا لماذا.
- إن الإنسان لا يغير حياته مطلقًا، وإن جميع أنواع الحياة تتساوى على أية حال.
- ولكن الجميع يعرفون أن الحياة ليست جديرة بأن تعاش، ولم أكن أجهل في الحقيقة أن الموت في الثلاثين أو في السبعين سيان.
- ليس لديك إذن أمل في أي شيء، وتحيا بفكرة أنك حين ستموت سيموت كل شيء فيك.
المراجع[+]
- ↑ "وجودية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "من هو ألبير كامو - Albert camus؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الغريب (رواية)"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الغريب (رواية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الغريب"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.