تحليل-مسرحية-بجماليون
محتويات
توفيق الحكيم
يعدُّ الكاتب المصري توفيق الحكيم من رواد الرواية والمسرح ورائد المسرح الذهني في الأدب العربي، وهو أحد أشهر الأسماء التي تركت آثارًا كبيرةً على المستويين الأدبي والشعبي، ولد في الإسكندرية عام 1898م وكان والده قاضيًا، ظهر حب توفيق للأدب وبادر إلى ارتياد المسارح وإلى حضور عروض الممثلين المشهوريين كجورج أبيض وغيره، كتب الكثير من المسرحيات القصيرة في الثانوية ثمّ كتب المقالات والقصص والأغاني الوطنية للعديد من المجلات، من أشهر أعماله: يوميات كاتب في الأرياف، عودة الروح، أهل الكهف، شهرزاد والسلطان الحائر، الأيدي الناعمة، الملك أوديب، عصفور من الشرق وغيرها، وهذا المقال سيتحدث عن مسرحية بجماليون وشخصياتها.
شخصيات مسرحية بجماليون
يمكنُ اعتبار مسرحية بجماليون للكاتب المصري الشهير توفيق الحكيم من أشهر مسرحيّاته ورائعة من روائعه، حيثُ تقوم بتصوير الصراع بين الحياة والفن بطريقة فلسفية بارعة، وكان جورج برنارد شو قد كتب مسرحية بنفس الاسم، وهذا الاسم مأخوذ من الأسطورة الإغريقية القديمة التي ألهمت العديد من الأدباء والمؤلفين، وفيما يأتي شخصيات مسرحية بجماليون مع لمحة عن كل منهم: [١]
- بجماليون: وهو بطل المسرحية والشخصية الرئيسة في مسرحية بجماليون، وهو نحات يقوم بنحت تمثال امرأة ويقع في حبها فيما بعد ويتحول التمثال إلى امرأة، وتصبح هذه المرأة فيما بعد هي زوجة بجماليون.
- جالاتيا: تكون جالاتيا في بداية مسرحية بجماليون عبارة عن تمثال فائق الجمال، يطغى بجماله على جميع من حوله، ويصبح هذا التمثال فيما بعد امرأة حقيقة وتتزوج من بجماليون وتخونه.
- نرسيس: تعدُّ شخصية نرسيس من الشخصيات الفعالة في مسرحية بجماليون، وهو صديق بجماليون، وقد قام بجماليون بتربيته.
- اسمين: وهي امرأة أحبَّت نرسيس صديق بجماليون.
- فينوس: وهي آلهة الحب والجمال، وتعتبر فينوس ابنة الإله جوبيتر وهي أيضًا من الشخصيات الفاعلة في المسرحية.
- أبولون: وهو أيضًا إله الفنِّ.
- الجوقة: عبارة عن تسع راقصات غاية في الجمال، لهم مساهمة كبيرة في تتبع ملامح الشخصيات عامة، لكنَّهن شخصيات ثانوية في المسرحية.
تحليل مسرحية بجماليون
تقوم مسرحية بجماليون على الأسطورة الإغريقية الشهيرة وهي قصة النحات الشاب بجماليون الذي وقع في حب التمثال الذي قام بنحته، وقد صاغ الكاتب توفيق الحكيم هذه القصة الإغريقية ببراعته وأسلوبه المميز، حيث تجري أحداث القصة كاملة في مكانٍ واحدٍ وفي مشهدٍ واحد هو البهو الموجود في دار النحات بجماليون، ومن أهم ما يوجد في المشهد هو النافذة الكبيرة في بهو الدار والتي تطل على غابة مليئة بالأشجار والأزهار والنباتات، وفيه أيضًا باب يؤدي إلى داخل الدار، حيث يقع بجماليون في حب تمثال امرأة من العاج صنعه بيديه ويدعي أنها زوجته ويسميها جالاتيا، ثم يطلب من فينوس أن تبثَّ الروح في جالاتيا فتستجيب له وبالفعل يتحول التمثال إلى امرأة حقيقية، ولكن جالاتيا تخون بجماليون وتهرب مع نرسيس فيصاب بجماليون بالحيرة والذهول ثم يطلب أن تعود جالاتيا تمثالًا كما كانت، ثم يشعر بالندم لذلك فيقوم بتحطيم تمثال جالاتيا ويموت بعد ذلك.
قالقصة بمجملها غير واقعية مستندة إلى الأسطورة الإغريقية الشهيرة وتمثِّل مسرحية بجماليون الصراع الأزلي الذي يعترض حياة البشر ويتركهم في حيرة كبيرة تسوقهم في النهاية إلى التعب والضياع والهلاك، وكذلك تصور حالة صراع الفن والحياة وأثره الكبير في جوانب الحياة، وهي مليئة بالكثير من التناقضات التي تعبر عن صعوبة إيجاد مفهوم الكمال في الجنس البشري، فكل شخصية في المسرحية تفتقد إلى الشيء الذي خرجت منه أو انبثقت منه، فمثلًا بجماليون ينتمي إلى أبولون إله الفن والفكر ولكنه مع ذلك يفتقد الجمال وهكذا، وتنتهي القصة بكثير من الألم والمعاناة واليأس والضياع دليل على صعوبة ما كان ينشده بجماليون من كمال، حيث تعبر المسرحية بشكل عام عن حال الإنسان الذي دائمًا ما يطمح ويسعى إلى الكمال وينشده في شتى أمور حياته متعاميًا عن الحقيقة الواضحة والأبدية التي تؤكد أنه من المحال بلوغ الكمال. [٢]
اقتباسات من مسرحية بجماليون
عبرت هذه المسرحية عن فكرة جوهرية في حياة البشر وفي صراعهم مع أنفسهم، وهي فكرة بلوغ الكمال والتي تترك الإنسان في نهاية الأمر واقعًا في حيرة ما بعدها حيرة وفي حالة ضياع وشتات قد تؤدي به إلى الهلاك، ففي المسرحية الكثير من الاقتباسات الروحانية الرائعة والمعبرة، وفيما يأتي بعض من اقتباسات مسرحية بجماليون: [٣]
- أولئك الخالدون الذين لم يستطيعوا أن يصنعوا غير الهالك المحدود، أما أنا الهالك المحدود فقد استطعت أن أصنع الخلود.
- أيهما الأجمل وأيهما الأنبل، الحياة أم الفن؟.
- المودة والرحمة أشياء تعطيها الحياة، ولا يستطيع أن يعطيها الفن.
- بجماليون: الفرق بينكِ وبينها، كل ما فيك محدود، وكل ما فيها غير محدود.
- ما فائدة الطائر بغير سماء!.
- بجماليون: لا تشغلي بالك أيتها العزيزة بما تلفظ الأفواه من كلمات، إنَّما جعلت لنا هذه الفوهة لنخرج منها دخانًا من الحماقات!.
- نرسيس: الإنسان لا يستطيع أن يجهل طويلًا أنَّه يحمل شيئًا ثمينًا.
- جالاتيا: أأنا حلمك دائمًا يا بجماليون أم يقظتك؟.
المراجع[+]
- ↑ بجماليون مسرحية توفيق الحكيم, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-2-2019، بتصرف
- ↑ بجماليون أساطير, ، "www.wikiwand.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-2-2019، بتصرف
- ↑ بجماليون, ، "www.abjjad.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-2-2019، بتصرف