سؤال وجواب

حديث-عن-الرزق


الرزق في الإسلام

قسَّم الله -سبحانه وتعالى- أرزاق الناس كما شاء، وكما تقتضي الحكمة الإلهية في هذه الحياة، فلكلِّ إنسان رزقُهُ المقسوم، ولا يموت الإنسان حتَّى يأكل كلَّ ما قسم الله تعالى، فلا يموت الإنسان إن كان له في هذه الدنيا شربة ماء، وقد قال تعالى في سورة الذاريات: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [١]، وجدير بالقول إنَّ هذا الكلام لا يعني أن يتقاعس الإنسان ويتكاسل عن العمل، لأن هذا الرزق المقسوم لا يأتي إلَّا بالعمل والجد والتعب، وفي هذا المقال سيتم ذكر حديث عن الرزق في الإسلام وشرحه وتفسيره.

أحاديث عن الرزق

رزق بني آدم كلُّه على الله، وهو مقسَّم بأمر الله، فينبغي على المسلم ألَّا يخشى الجوع والفقر ما دام يسعى إلى تحصيل الرزق بالسُبُل المشروعة، وقد جاء في السنة النبوية الشريفة عدد من الأحاديث النبوية التي تطمئن قلب الإنسان وتزيد من ثقته بالله تعالى وقدرته على رزقه وإكرامه، فالله هو الرزاق الكريم، ومما جاء في هذه المسألة:

  • روى أبو الدرداء -رضي الله عنه-: أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ الرَّزقَ لَيطلُبُ العبدَ أكثرَ مما يطلبُه أجلُه" [٢].
  • روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-: أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "كتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السَّماواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ، قال وعرشُه على الماءِ" [٣]، وفي هذا الحديث تتوضَّح فكرة الرزق المقسوم، فقد خلق الله قدر العباد ورزقهم من هذه الدنيا قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والله أعلم. [٤]
  • جاء عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لو أنَّ ابنَ آدمَ هرَبَ من رزقِهِ كما يهرَبُ من الموتِ، لأدْرَكَهُ رزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ الموتُ". [٥] [٦]

حديث عن الرزق

كتبَ الله على العباد آجالهم، وكتب لهم أرزاقهم، ولكلٍّ أجله، ولكلٍّ رزقُهُ أيضًا، وقد أوضح الشرع في الكتاب والسنة مسائل كثيرة تتعلق بالرزق، حتّى يتبيَّن للإنسان كلّ ما يتعلَّق بالرزق وما يجب على الإنسان فعله تجاه الرزق، وفيما يلي حديث عن الرزق سيتم شرحه وذكر مناسبته، وهو ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "لا تَستبطِئُوا الرِّزقَ، فإنَّهُ لمْ يكنْ عبدٌ لِيموتَ حتى يَبلُغَهُ آخِرُ رِزقٍ هوَ لهُ، فاتَّقُوا اللهَ، وأجْملُوا في الطَّلَبِ، أخذُ الحلالِ، وتركُ الحرام" [٧].

مناسبة حديث رسول الله عن الرزق

يعلِّم رسول الرحمة -صلَّى الله عليه وسلَّم- أصحابه الكرام ويبيِّن لهم شؤون دينهم، ومن هذا المنطلق، يمكن القول إنَّ هذا الحديث كان في مجلس من مجالس رسول الله مع صحابته الكرام، وفي موقف من مواقف النبيِّ التربوية التي كان يعلِّم فيها أصحابه هذا الدين حتَّى ينقلوه للأجيال اللاحقة كما أراده الله ورسوله، فكان رسول الله في هذا الحديث يقدَّم لأصحابه الكرام رؤية إسلامية عظيمة في موضوع الرزق وكيفية طلبه والحصول عليه.

شرح حديث رسول الله عن الرزق

يقول رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في شرح حديث عن الرزق وهو حديث جابر بن عبد الله السابق، يقول رسول الله لأصحابه: عليكم ألَّا تستبطئوا الرزق أي ألَّا تقولوا إنَّ الرزق بطيء المنال، وقليل ولا يكفي وغير هذا، فلا يمكن أنَّ يموت عبد على هذه الأرض دون أن يأخذ كلَّ رزقه في هذه الدنيا، ثمَّ يأمر رسول الله أصحابه بالتقوى وحسن الطلب، ويؤكد عليهم ضرورة كسب مال الحلال والابتعاد كلَّ البعد عن الحرام ابتغاءً لمرضاة الله -سبحانه وتعالى-. [٨]

المراجع[+]

  1. {الذاريات: الآية 22}
  2. الراوي: أبو الدرداء، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الجزء أو الصفحة: 1703، حكم المحدث: صحيح لغيره
  3. الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 2653، حكم المحدث: صحيح
  4. أحاديث عن الرزق, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-02-2019، بتصرّف
  5. الراوي: جابر بن عبد الله، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 5240، حكم المحدث: حسن
  6. الرزق و الأسباب الجالبة له, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-02-2019، بتصرّف
  7. الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 7323، حكم المحدث: صحيح
  8. أرزاق العباد بيد الله, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-02-2019، بتصرّف