كتاب-رباعيات-جلال-الدين-الرومي
جلال الدين الرومي
هو شاعر وفقيه وكان حنفيًّا عالمًا بفقه الخِلاف ومختلف أنواع العلوم قبل أن يتصوَّف ويُعرف بعد ذلك باسم مولانا جلال الدين الرومي، ولد في أفغانستان وانتقل مع والده إلى بغداد ونشأ فيها، ثم تنقَّل مع والده إلى عدد من المدن واستقرَّ أخيرًا في قونية، برعَ في الفقه ودرَّس في أربع مدارس في قونية، وفي سنة 642 للهجرة تصوَّف وتركَ كل ذلك وشُغل بسماع الموسيقى والإنشاد وكتابة الشعر، وتركت مؤلفاته الصوفية آثارًا كبيرةً في العالم الإسلامي خاصّة على الثقافتين العربية والفارسية لأنه كتب بهاتين اللغتين كلّ مؤلفاته، ومن أهمّ مؤلفاته المثنوي وهو ديوان شعر بالفارسية، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول كتاب رباعيات جلال الدين الرومي ومقتطفات منه. [١]
كتاب رباعيات جلال الدين الرومي
بلغ تأثير أشعار جلال الدين الرومي على كثير من الثقافات، ويعد كتاب رباعيات جلال الدين الرومي من أشهر مؤلفاته إلى جانب "المثنوي المعنوي" والذي يعدّ من أهمّ كتب الشعر عند المتصوفة وكتاب "فيه ما فيه" وكتاب "المجاس السبعة"، أمّا كتاب رباعيات جلال الدين الرومي فهو مجموعة كبيرة من الأشعار الصوفية التي نظمها جلال الدين الرومي باللغة الفارسية، والرباعيات هي أكثر الشعر الفارسي أصالةً، وفيها تتجلى أكثر ما تتجلى الثقافة الإيرانية والروح الإيرانية إشراقًا، وقد كان كتاب رباعيات جلال الدين الرومي بمثابة رحلة الإنسان إلى البحث عن الحق الذي هو الخالق تبارك وتعالى، ويصوِّر هذه التجربة الروحانية التي خاضها أحد المبدعين المسلمين، حيث عظَّمت معظم أشعاره الخمر والعشق والموسيقى منسابةً بنغمات رقراقة راقصة، وربما هذا أكثر ما ميَّز هذه الرباعيات، وقد ورد فيها بعض أبيات للشاعر شمس الدين التبريزي الذي كانت بينه وبين جلال الدين حالة عشق تنطوي على عشق المطلق العصية على التفسير.
وبالمجمل فإن كتاب رباعيات جلال الدين الرومي يحمل الكثير من صور العشق الراقصة التي تسبح في محيط المعنى العميق أحيانًا وكان بعضها أحيانًا يوحي للقارئ بأنها بلا أي معنى فتلقي القارئ في فضاء فسيح وتقلبه بمنظور نسبيٍّ باتجاه صفاء لا حدود له ولغز لا تفسير له، وتحتاج الكثير من الخلاء والهدوء والأناة والحب حتى يستطيع الإنسان أن يدخل الفضاءات الشاسعة التي تفتحها هذه الرباعيات، فهي نبضات قلب وموسيقى بإيقاعات مختلفة الطول بثوب شعري بديع يتجدد مع الزمن، ويضم كتاب رباعيات جلال الدين الرومي 1659 رباعية أي ما يساوي 3318 بيت تقريبًا. [٢]
اقتباسات من كتاب الرباعيات
عندما يقترب الشاعر بشعره إلى ما يجول في ذهن الإنسان من أفكار وصراعات وعندما تصل روحانية الشعر إلى قلوب الناس، ويبلغ التصوف مبلغه، لا بدَّ أن تبقى هذه الأشعار متجدِّدة مع مرور الزمن يتداولها الناس وهم ينظرون إلى صاحبها نظرات الحب والاحترام، وما أقرب كتاب رباعيات جلال الدين الرومي لهذه الحالة، فقد تُرجمت مؤلفات جلال الدين الرومي إلى كثير من لغات العالم في العصر الحديث، وفيما يأتي بعض الرباعيات من كتاب رباعيات جلال الدين الرومي: [٣]
- إن تكن تبحث عن مسكنِ الروح فأنت روح، وإن تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز، وإذا كنت تستطع إدراك هذه الفكرة الدقيقة فسوف تفهم أن كل ما تبحث عنه هو أنت.
- أيها البشر الأتقياء التائهون في هذا العالم، لِمَ هذا التّيه من أجل معشوقٍ واحد، ما تبحثون عنه في هذا العالم ابحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق.
- ممتلئ بك، جلدًا، دمًا، وعظامًا، وعقلًا، وروحًا، لا مكان لنقص رجاء، أو للرجاء، ليس بهذا الوجود إلاك.
- لا حبّ أفضل من حب دون حبيب، ليس أصلح من عمل صالح دون غاية، لو يمكنك أن تتخلى عن السوء والحذق فيه، فتلك هي الخدعة الماكرة!
المراجع[+]
- ↑ جلال الدين الرومي, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-2-2019، بتصرف
- ↑ حضور مولانا جلال الدين الرومي في المغرب, ، "www.ida2at.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-2-2019، بتصرف
- ↑ جلال الدين الرومي, ، "www.abjjad.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-2-2019، بتصرف