سؤال وجواب

معلومات-عن-مرض-الدزنتري


مرض الدزنتري

مرض الدزنتري هو عبارة عن مرض مُعدٍ يتميّز بحدوث حالة شديدة من الإسهال، وفي العادة في الدول المتقدّمة ذات مستوى النظافة الجيد، تكون العلامات والأعراض الأخرى المُصاحبة للمرض مُعتدلة، لتختفي في غضون بضعة أيام دون أن تكون هنالك أي حاجة لطلب العناية الطبية لدى معظم الأشخاص المُصابين، ولكن في الحالات الشديدة من المرض لا بد من تلقّي العلاج بشكل سريع، وإبلاغ السلطات المسؤولة بالحالة، وبشكل عام يُقدّر عدد الحالات السنوية للإصابة بمرض الدزنتري في العالم، بما يتراوح ما بين 120 مليون و165 مليون حالة، من بينها مليون حالة مميتة من المرض ويُشكّل الأطفال دون سن الخامسة من العمر في الدول النامية، نسبة أكثر من 60 بالمائة من هذه الوفيات.

أعراض مرض الدزنتري

تختلف حدّة الأعراض المُصاحبة لحالة مرض الدزنتري من معتدلة إلى شديدة، وذلك تبعًا لمدى نظافة وجودة أنظمة الصرف الصحي في المناطق أو الدول التي تنتشر فيها عدوى مرض الدزنتري، فالأشخاص الذين يُصابون بالمرض في الدول المتقدمة تكون الأعراض لديهم أقل شدّة من أولئك المُصابين به في الدول النامية أو المناطق الاستوائية، فبشكل عام تشمل أبسط وأخف الأعراض المُصاحبة لحالة مرض الدزنتري ما يأتي: [١]

  • الشعور بآلام خفيفة في المعدة.
  • الشعور بتشنّجات في العضلات.
  • حدوث إسهال.

حيث تظهر هذه الأعراض خلال فترة يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة، ثم يتعافى المريض في غضون أسبوع، كما قد يُعاني بعض المرضى من أعراض خاصة بحساسية اللاكتوز، والتي يمكنها أن تستمر لفترة زمنية طويلة قد تصل لسنوات، وتبعًا لنوع مرض الدزنتري تختلف الأعراض المُصاحبة له، ففي حالة مرض الدزنتري العصوي عادةً ما يشعر المُصاب بآلام طفيفة في المعدة، مع حدوث حالة إسهال بشكل متكرر ولكن دون ظهور دم أو مخاط في البراز، كما قد يُعاني المريض من بعض الأعراض الأخرى الأقل شيوعًا والتي قد تشمل ما يأتي: [١]

  • الإحساس بألم شديد في منطقة البطن.
  • الشعور بالحُمّى.
  • الشعور بالغثيان.
  • حدوث تقيؤ.
  • ظهور الدم أو المخاط في البراز.

ومما يجدر ذكره أنّه في كثير من الحالات تكون الأعراض خفيفة، فلا يلجأ المريض لمراجعة الطبيب حيث يمثُل للشفاء في غضون أيام قليلة، أمّا أعراض مرض الدزنتري من النوع الأميبي قد تستمر لعدّة أسابيع، وقد تشمل ما يأتي: [١]

  • الشعور بألم في منطقة البطن.
  • الإحساس بالحُمّى والقشعريرة في الجسم.
  • التقيؤ والشعور بالغثيان.
  • حدوث الإسهال المائي والذي من الممكن أن يحتوي فيه البراز على الدم، المخاط أو القيح.
  • الشعور بالألم أثناء التغوّط.
  • الإحساس بإعياء في الجسم بشكل عام.
  • حدوث الإمساك بشكل متقطّع وغير مستمر.

وفي حالة حصول اختراق لجرثومة الأميبا عبر جدار الأمعاء، يمكن للجرثومة أن تستمر في ذلك وتنتشر في مجرى الدم لتصل إلى أعضاء أخرى من الجسم وتصيبها، كما يمكن أن يُعاني المريض من القرحة التي قد تنزف في بعض الحالات، ليظهر الدم في البراز بسبب ذلك، وقد تستمر جرثومة الأميبا في العيش داخل جسم الشخص المُصاب بها حتّى بعد انتهاء الأعراض، لتنتهز الفرصة وتتكرر الأعراض من جديد عندما يضعف جهاز المناعة لديه، ولكن استخدام العلاج قد يُسهم بشكل كبير في تقليل فرصة بقاء الأميبا على قيد الحياة. [١]

أسباب مرض الدزنتري

يوجد نوعان رئيسان من مرض الدزنتري وهما العصوي والأميبي، وبذلك يختلف السبب تبعًا لنوع المرض فالنوع العصوي تُسبّبه بكتيريا عصويّة من نوع الشيجيلا، حيث تتراوح شدّة الأعراض المُصاحبة لهذا النوع من مرض الدزنتري من الدرجة الخفيفة إلى الشديدة، التي تحدث بشكل مُفاجئ لتنتهي بالموت للشخص المُصاب بسبب إصابته بالجفاف والتسمم الناتج من السموم البكتيرية، فالحالات الأكثر شدّة من مرض الدزنتري العصوي يحدث بسبب نوع محدد من بكتيريا الشيجيلا تُعرف باسم Shigella dysenteriae، والتي توجد بشكل أساسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. [٢]

أمّا النوع الأميبي من مرض الدزنتري فتُسبّبه طفيليّات الأميبا من نوع الأنتوميبا النسيجية، ويحدث في العادة هذا النوع من مرض الدزنتري في المناطق المدارية، ويتميّز بكونه ذو طبيعة أكثر حدّة من حيث الأعراض وشدّتها، بحيث يكون من الصعب علاجه بسبب تواجد الكائن المسبب له في شكلين، أحدهما متحرك والآخر كُييس كل منهما قادر على التسبب بالمرض ولكن بأطوار مختلفة، فالشكل المتحرك من الأميبا يتسبب بالإصابة بالدرجة الحادّة من مرض الدزنتري، الذي يتشابه في أعراضه مع النوع العصوي من المرض، أمّا شكل الكُييس فيتسبّب بالإصابة بالمرض المُزمن والذي يتميز بحدوث نوبات بشكل متقّطع من حالات الإسهال والآلام في منطقة البطن، ويُعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعًا بين النوعين. [٢]

تشخيص مرض الدزنتري

سيقوم الطبيب بهدف تشخيص مرض الدزنتري بالاستفسار عن ﻋﻼﻣﺎت المرض وأﻋراضه الظاهرة لدى المريض، كما سيقوم بإجراء الفحص الطبي وقد يتم طلب عينة براز لفحصها في المختبر فيما بعد، خاصةً في حالة سفر المريض وعودته مؤخرًا من المناطق المدارية، أمّا إذا كانت الأعراض التي يُعاني منها المريض شديدة، قد يتم اللجوء للتصوير التشخيصي إمّا باستخدام الموجات فوق الصوتية، أو التنظير الداخلي. [١]

علاج مرض الدزنتري

يختلف علاج مرض الدزنتري حسب النوع المُصاب به الشخص والجرثومة المُسبّبة له، فالدرجة المُعتدلة أو البسيطة من مرض الدزنتري العصوي الناتج من بكتيريا الشيجيلا، يكون علاجها في العادة الراحة وشرب الكثير من السوائل، ويمكن للأدوية التي تُصرَف دون الحاجة لوصفة طبية، كالدواء المعروف باسم Bismuth Subsalicylate ، أن تساعد في تخفيف شعور المريض بالتشنجات وحالات الإسهال، ولكن لا بد من تجنُّب استخدام الأدوية التي تعمل على إبطاء حركة الأمعاء، كالأدوية ذات الأسماء العلمية الآتية loperamide أو Atropine Diphenoxylate، حيث يمكنها أن تجعل الحالة أسوأ. [٣]

أمّا في حالة إصابة الشخص بالدرجة الشديدة من مرض الدزنتري العصوي الناتج من بكتيريا الشيجيلا، فيمكن علاجها باستخدام المضادات الحيوية، ولكن في عدد من هذه الحالات يمكن للبكتيريا أن تكون من النوع المُقاوم، ولذلك لا بد من مراجعة الطبيب فيما إذا لم يطرأ تحسُّن على حالة المريض وأعراضه بعد يومين من بدء العلاج، ليتم تغيير المضادات الحيوية لنوع آخر فعّال ضد ذلك النوع من البكتيريا. [٣]

وفي المقابل، إذا كان المريض مُصاب بحالة مرض الدزنتري الأميبي، فيتم علاجه باستخدام دواء الميترونيدازول أو دواء التينيدازول، حيث تعمل هذه الأدوية على قتل الطفيليات المُسبّبة للمرض، ويتم في بعض الحالات الاستمرار بتناول الدواء بعد الشفاء من المرض، وذلك بهدف التأكد من قتل والتخلّص من جميع الطفيليات الموجودة في جسم المريض، كما قد يتلقّى المريض في الحالات الشديدة من المرض السوائل الوريدية، لتعويض السوائل المفقودة ومنع الإصابة بالجفاف في الجسم. [٣]

الوقاية من مرض الدزنتري

يمكن الوقاية من مرض الدزنتري بالاعتماد على الأسباب المؤدية للإصابة به بشكل عام، حيث ينتج مرض الدزنتري غالبًا من قلّة النظافة الشخصية والعامة، لذلك يمكن الحدّ من خطر الإصابة بالمرض من خلال القيام بغسل اليدين بشكل دوري بالماء والصابون، وبشكل خاص قبل وبعد استخدام دورات المياه وقبل وبعد القيام بعملية إعداد الطعام، حيث يمكن لهذه السلوكيات أن تُقلّل من معدّل تكرار الإصابة بمرض الدزنتري الناتج من بكتيريا الشيجلا، وغيرها من الأنواع الأخرى من حالات الإسهال بنسبة قد تصل إلى 35 بالمائة، يُضاف لما سبق القيام بالسلوكيات الآتي ذكرها خاصةً عندما تكون عوامل الخطورة للإصابة بالمرض أعلى، كقيام الفرد بالسفر: [١]

  • القيام بشرب الماء فقط من المصادر الموثوقة: ويشمل ذلك على سبيل المثال المياه المعبأة في زجاجات خاصة مغلقة تمامُا.
  • التأكد من كون زجاجة الماء مغلقة بشكل مُحكم قبل استخدامها: كما لا بد من مسح وتنظيف الجزء العلوي من حافة الزجاجة قبل الشرب.
  • التأكد من طهي الطعام بشكل جيد.
  • استخدام الماء النقي والمعقّم للقيام بتنظيف الأسنان: كما لا بد من تجنّب استخدام مكعبات الثلج، فقد يكون مصدر الماء المُستخدَم غير معروف أو غير موثوق.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث ج ح Everything you should know about dysentery, , "www.medicalnewstoday.com", Retrieved in 16-02-2019, Edited
  2. ^ أ ب Dysentery, , "www.britannica.com", Retrieved in 16-02-2019, Edited
  3. ^ أ ب ت What Is Dysentery and How Is It Treated?, , "www.healthline.com", Retrieved in 16-02-2019, Edited